كارثة هيلزبروه وتقرير تايلور غيرا الكرة في إنكلترا
آخر تحديث 22:58:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كارثة هيلزبروه وتقرير تايلور غيرا الكرة في إنكلترا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - كارثة هيلزبروه وتقرير تايلور غيرا الكرة في إنكلترا

لندن - وكالات

24 عاماً مضت على حادثة هيلزبروه التي ذهب ضحيتها 96 شخصاً من مشجعي نادي ليفربول، كارثة غيرت ملامح كرة القدم الإنكليزية وقدمت لعشاق المستديرة أقوى دوري في العالم، بعد أن كانت تعاني من ويلات "الهوليغانز" والشغب الذي عكر أجواء مهد كرة القدم لعقود من الزمن. في مثل هذا اليوم 15 نيسان/أبريل 1989 استضاف نادي نوتنغهام فوريست نادي ليفربول في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي الذي احتضنه ملعب "هيلزبروه" التابع لنادي شيفيلد وينزداي. ملعب قديم تم إنشاؤه عام 1899 أي قبل 90 عاماً من الكارثة، لكنه حافظ على طابعه القديم الخالي من أي دعائم للسلامة والراحة للجماهير التي كانت ولا تزال أبرز عوامل نجاح الدوري الإنكليزي الممتاز، فقد كان "هيلزبره" مجهزاً بسياج من حديد لمنع نزول الجماهير إلى أرض الملعب ورمي المقذوفات داخله، ولم تكن بعض مدرجاته مزودة بمقاعد ما يجبر الجماهير على الوقوف طول المباراة على غرار أغلب الملاعب الإنكليزية في تلك الفترة. تزاحمت الجماهير الغفيرة لنادي ليفربول على المدرج الغربي الخالي من المقاعد الذي امتلأ تماماً، لكن العدد الكبير للجماهير الموجودة خارج الملعب جعل الشرطة ترتكب أكبر خطأ في تاريخ الملاعب الإنكليزية وسمحت بدخول أعداد إضافية إلى المدرج المزدحم الذي لم يعد يتحمل الكم الكبير من الجماهير التي تدفقت عليه، وأمام التدافع الكبير فوق المدرج انهار السياج الحديدي وحصلت الكارثة التي أودت بحياة 96 شخصاً من بينهم امرأة وطفل وأسفر الحادث عن 700 جريح أعمارهم بين 14 و26 سنة. ومازال نادي ليفربول وكل أندية الدوري الإنكليزي الممتاز يتذكرون الضحايا بالوقوف دقيقة صمت في أقرب مباراة يتزامن تاريخها مع 15 أبريل/نيسان من كل عام، ويقول قائد فريق ليفربول الحالي ستيفن جيرارد: "إنه أمر محوري وشديد الأهمية للنادي، فهؤلاء الضحايا الـ 96 لن يتم نسيانهم أبداً وكذلك الأمر المتعلق بالأشخاص الذين أصيبوا في الحادث، لكن من المهم أيضاً أن نتذكر كل فرد من هؤلاء الـ 96 على حدة وليس من حيث العدد وحسب". عقب وقوع الكارثة رأت بعض وسائل الإعلام الإنكليزية أن جماهير ليفربول هي المتسبب الرئيسي في الكارثة، خاصة أن جماهير النادي الأحمر كانت تعاني من تهمة الشغب والتسبب في قتل 30 مشجعاً من جماهير نادي يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1985 في ملعب هيسيل في بلجيكا، لكن السلطات البريطانية فتحت تحقيقاً قاده اللورد بيتر موراي تايلور الذي توصل إلى نتيجة مفادها أن المتسبب الرئيسي في الحادث هو الشرطة التي سمحت بدخول أعداد تفوق طاقة استيعاب المدرج الغربي، وأكد أنها أخفقت في التعامل مع الموقف. لكن الملاحظة الأهم التي خرج بها تقرير تايلور كان مفعولها إيجابياً على كرة القدم الإنكليزية، فقد أكد تقرير اللورد تايلور أن السياج الحديدي الذي يوضع في الملاعب الإنكليزية ليس له أي أهمية ويتسبب في أضرار مضاعفة إذا ما حصل أي تدافع على المدرجات، وأوصى التقرير بإزالتها كلها من الملاعب الإنكليزية، كما أوصى تايلور بضرورة إعادة تأهيل الملاعب وتوفير السلامة والظروف الكافية لمشاهدة مباريات كرة القدم. وقال اللورد تايلور لمسؤولي الاتحاد الإنكليزي : " كفى، لقد وضعنا توجيهات صارمة لكم، يجب أن تعيدوا ترتيب كل شيء قبل عام 1994، يجب أن توسعوا الملاعب، وأن تزيلوا الفواصل الحديدية التي تفصل الجماهير عن أرض الملعب، يجب أن يشعر الجماهير بالراحة والسعادة أكثر من ذلك وهم يتابعون المباريات الرياضية، فقد جاؤوا إلى المباريات ودفعوا الأموال لكم ليستمتعوا بكرة قدم حقيقة، لا ليعاملوا بوصفهم مساجين أو حيوانات". وألّف تايلور لجنة لمتابعة التحسينات والتغييرات التي تجرى على الملاعب الإنكليزية، ومنذ ذلك اليوم تغيرت ملامح كرة القدم في إنكلترا خاصة وبريطانيا وأوروبا عامة، وشهدت إنكلترا في السنوات الأخيرة ثورة معمارية اجتاحت ملاعبها وظهرت ملاعب جديدة برؤية هندسية جديدة كانت الأولوية فيها لخلق عنصر المتعة والراحة في حضور المباريات، وقلّت أعمال الشغب، وصارت مباريات كرة القدم في إنكلترا من الفنون كالمسرح والسينما يذهب لحضورها الكبير والصغير دون خوف من وجود خطر يهدد حياتهم. إنهم ضحايا هيلزبروه الذين قدموا حياتهم بسبب أخطاء لم يرتكبوها بل كان ذنبهم الوحيد عشقهم الكبير لكرة القدم ولسيد إنكلترا في ذلك الوقت ليفربول، لكنهم لم يكونوا على بينة من أن أرواحهم التي قضت في تلك الكارثة سببت ثورة في كرة القدم الإنكليزية وأحدثت تغييراً جذرياً في طريقة التعامل مع هذه الرياضة داخل الملعب وخارجه.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة هيلزبروه وتقرير تايلور غيرا الكرة في إنكلترا كارثة هيلزبروه وتقرير تايلور غيرا الكرة في إنكلترا



GMT 05:22 2024 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

برشلونة يخشى مفاجآت ريال بيتيس في الدوري الإسباني

GMT 04:28 2024 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

توتنهام يحسم موقفه من عرض النصر السعودي

GMT 02:30 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مدرب أستراليا يُصرح انضمامنا لـ«الاتحاد الآسيوي» صائب

GMT 19:30 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

أسباب تراجع فريق ليفربول بعد هيمنة 2020

GMT 09:58 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

هدفان يحفظان ماء وجه الأجانب في الدوري السوداني

GMT 09:49 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سبب عدم انطلاق دوري البدلاء في السودان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates