نجحت الكرة الخليجية في السنوات الأخيرة، بفرض كلمتها على القارة الآسيوية، وتواجد الكثير من اللاعبين على منصة التتويج بجائزة أفضل لاعبي آسيا في السنوات العشر الأخيرة، مثل القطري خلفان إبراهيم الفائز بالجائزة عام 2006، والسعوديان ياسر القحطاني، وناصر الشمراني عامي 2007 و2014، والإماراتيين أحمد خليل، وعمر عبد الرحمن "عموري" 2015 و2016.
ويتفق الجميع على الفوائد الفنية، التي يمكن أن تعود على اللاعب الخليجي، حال احترافه في دوريات أكثر تقدماً، ولكن هناك أيضاً الفائدة المالية العائدة على الدول، التي لديها لاعبون محترفون بالخارج، مثل البرازيل التي تعد أكبر مصدر للاعبين في العالم، وتجنى من وراء ذلك أموالاً كبيرة جداً سواء من الضرائب المفروضة على صفقات بيع عقود اللاعبين، أو من أرباح الأندية من صفقات اللاعبين، إلى جانب التحويلات المالية من اللاعبين في الخارج إلى بلدهم.
ويختلف اللاعبون الخليجيون عن إخوانهم في باقي الدول العربية، في مقدرتهم على الاحتراف الخارجي، ففي الوقت الذي شهد فيه لاعبو عرب أفريقيا، ولاعبون عرب من لبنان والعراق، لا يزال اللاعب الخليجي بعيداً عن الاحتراف الخارجي، لتبقى الموهبة الخليجية في ملاعب أوروبا غائبة عن المشهد تماماً باستثناء علي الحبسي الحارس العماني المتألق في الدوري
الإنجليزي، ومع محاولة البعض تبرير ذلك، بالقرب الجغرافي بين عرب أفريقيا والقارة الأوروبية، إلا أن هذا التبرير غير مقنع، مع تحول العالم كله إلى قرية صغيرة، والدليل غزو لاعبي شرق آسيا من دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية لكبرى الأندية الأوروبية، ربما الحقيقة التي اتفق عليها الجميع، أن اللاعب الخليجي، يحظى بمعاملة خاصة في بلاده، وبالتالي لا يستطيع تحمل قسوة نظام الاحتراف في الأندية الكبرى سواء على الصعيد المادي أو الصعيد الفني والبدني، وبالتالي تأثر طموح اللاعب الخليجي، ولم يكن لديه التطلعات الكبيرة بخوض تجربة احترافية في الدوريات الكبرى.
وأكد أحمد خليفة حماد المدير التنفيذي السابق للنادي الأهلي، أن العروض الخارجية التي يعلن عنها للاعبي الخليج، غير حقيقة في الإمارات، ولكن ربما تكون هناك عروض حقيقية لباقي لاعبي دول الخليج، وأوضح أن أغلبها ما يكون عروض تجارب فقط، ويحكمها علاقات شخصية لبعض وكلاء اللاعبين مع الأندية، مضيفًا: "لم نتلق عروض احتراف حقيقة للاعبين
إماراتيين مميزين مثل عمر عبد الرحمن «عموري» أو أحمد خليل، رغم فوزهما في العامين الأخيرين بجائزة أفضل لاعب آسيوي، ورغم الأضواء التي سلطت عليهم عقب الفوز بالجائزة، لأن هناك أموراً كثيرة تحول دون احتراف اللاعب الخليجي في دوريات أكثر تقدماً، ومنها قوانين العمل في بعض البلدان الأوروبية، والتي تضع القيود والعوائق أمام احتراف لاعبينا، مثل قوانين العمل البريطاني، والتي تشترط ترتيب معين للمنتخب القادم منه اللاعب، وخوضه عدداً من المباريات الدولية، والكثير من الشروط الأخرى الصعب توفرها في اللاعب الخليجي".
وأشار المدير التنفيذي السابق للأهلي، إلى أن اللاعب الخليجي غير مهيأ بطبيعته للاحتراف في الدوريات الأكثر تقدماً، موضحًا أنه "ليس معنى أن اللاعب الخليجي مميز في بلده، أنه قادر بدوره على التميز في أي نادي أخر ينتقل إليه، وعندنا أمثلة كثيرة للاعبين أجانب أصحاب تجارب ناجحة، ولكنهم لا يحققون النجاح نفسه عند الاحتراف في منطقتنا الخليجية، والغريب أنهم يعاودون النجاح نفسه فور اللعب في دوريات خارجية أخرى، اللاعب الإماراتي مثلاً، متعود على نمط حياة معينة، ولا يستطيع التخلي عنها سواء في التدريبات أو النوم أو الطعام، فكرة
بداية الاحتراف من سن صغيرة، تواجهها معوقات كثيرة، وسبق أن رأينا تجربتين ناجحتين للاعبين إسماعيل مطر، وفهد مسعود في قطر، ولكننا لم نر لاعباً إماراتياً في الدوريات الأكثر قوة من دورينا، مثل الدوري السعودي أو الدوري الصيني"، ورأى حماد، أن وكلاء اللاعبين يلعبون في بعض الأحيان دوراً في الترويج لعروض غير حقيقية يتلقاها اللاعبين من الخارج، بهدف الضغط في المفاوضات على الأندية الخليجية وقت التجديد مع اللاعبين، وقال: «للأسف لدينا فكر شراء عقود اللاعبين، ولكن ليس لدينا ثقافة بيع عقود اللاعبين، فكم نادياً إماراتياً استفاد من بيع لاعبيه الأجانب، للأسف ربما هناك ناديان فقط، واللاعب الأجنبي يأتي إلى هنا، ويلعب ويتألق، وتكون هناك فرصة لبيع عقده، ولكن النادي يتمسك به، وعندما يتراجع مستواه، يرحل مجاناً لأي ناد آخر يرغب فيه اللاعب".
وشدّد عضو لجنة المنتخبات الوطنية الإماراتية، الدكتور موسى عباس، أن "اللاعب الخليجي لن يتطور داخلياً إذا لم يحترف خارجياً، ولا بد من أن يمتلك اللاعب نفسه الثقافة الرياضية، والطموح، والرغبة الأكيدة بالتطور، وأن يكون ذلك منذ المراحل السنية الصغيرة، كما نرى اللاعب الأفريقي الذي يبدأ الاحتراف في سن مبكرة، ويتدرج في مشواره بأندية صغيرة وصولاً إلى أكبر أندية العالم، عكس اللاعب الخليجي، الذي يرغب في بداية مشواره الاحترافي بناد كبير، الأندية الكبيرة لا تتعاقد مع لاعبين صغار في السن، ولذلك لا بد أن يبدأ مشوار الاحتراف مع أندية درجة ثالثة أو ثانية، ومن خلالها، يستطيع اللاعب إثبات قدارته وإقناع الأندية الكبيرة بالتعاقد معه، وكرة القدم العالمية، مليئة بمثل تلك النماذج التي وصلت إلى عنان النجومية، رغم أن بدايتها لم تكن مشجعة، وعانت وصبرت طويلاً حتى حققت ما تصبو إليه".
وأوضح خبير كرة القدم أن "الشق الثاني من المشكلة، يكمن في الأندية الخليجية نفسها، ومنها بالطبع الأندية الإماراتية، والتي تتمسك باللاعب المميز حرصاً على مصلحتها الخاصة دون النظر إلى المصلحة العامة، ورد تلك الأندية دائماً جاهزاً، بأنها لم تتلق أي عروض رسمية لاحتراف لاعبها في الخارج، وتخشى أن تكون التجربة الاحترافية الخارجية «جسر» للعودة إلى
نادي آخر داخل الدولة، وبالتالي على اللاعبين هنا عدم الانتظار وصول العرض الرسمي، وعليها الترويج لنفسها من خلال وكلاء اللاعبين، وأنا أثق بأن اللاعب الموهوب قادر على إقناع الجميع بقدارته، وبالتالي الحصول على فرص مميزة للاحتراف الخارجي، لدينا في الإمارات ثلاثة أو أربعة لاعبين قادرين على الاحتراف في أندية متوسطة في الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الدوري الإنجليزي أو الإسباني، وهذا ليس عيباً لمن يريد خوض التجربة الاحترافية الأوروبية، لأنه من خلال تلك الأندية، سوف يتمكن من اكتساب خبرات كبيرة بمواجهة فرق وأندية المقدمة، وبعد أن يثبت قدرته، سيكون قادراً على الانتقال إلى أندية المقدمة الكبرى في مثل تلك الدوريات الهامة".
وضرب عضو لجنة المنتخبات، أمثلة بنجوم حاليين من العرب، بدأوا من أندية ودوريات متوسطة أو ضعيفة، ومنهم المصري محمد صلاح لاعب روما الإيطالي، والجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي الإنجليزي، وقال: "لدينا في الإمارات لاعبون مميزون مثل أحمد خليل، وعمر عبد الرحمن «عموري»، وعلي مبخوت، الذين يمتلكون مهارات فنية عالية، ولكن هل يقبلون بترك ما يحصلون عليه هنا من امتيازات هنا، ويضحون بالانتقال للعب في صفوف أندية أو دوريات أقل، سعياً للتطوير والانتقال لناد أكبر مستقبلاً"
جميع التجارب الخليجية باستثناء علي الحبسي، كانت عبارة عن تجارب سريعة فاشلة، نتيجة عروض وهمية، لم يكن المقصود منها خوض تجربة احترافية فعلية، وأغلبها خدعة أو «جسر» للعبور من ناد إلى ناد آخر، وتملك ذاكرة كرة القدم الإماراتية على سبيل المثال، خوض 4 لاعبين تجارب احترافية أوروبية غير مسبوقة عام 2005، وهم الثلاثي راشد عبد الرحمن،
ومحمد سرور، وعبيد الطويلة، الذين خاضوا رحلة احترافية قصيرة مع فريق أف سي تون السويسري، قبل أن يتبعهم، فيصل خليل عام 2006، بالاحتراف في نادي شاتورا الفرنسي، وقيل وقتها إن العرض قيمته 3.5 ملايين دولار، ولكن لم يلعب أي من هؤلاء مع فرقهم، وكانت تلك التجارب بهدف خروج هؤلاء اللاعبين من أنديتهم.
وبالانتقال إلى أندية أخرى، في وقت كان نظام الهواية مسيطراً على الكرة الإماراتية، ولم يكن سهلاً على أندية هؤلاء اللاعبين التخلي عنهم، رغم الإغراءات الكبيرة، التي تلقاها هؤلاء اللاعبون من أندية أخرى، وطالب الدكتور موسى عباس اللاعبين وأولياء أمورهم والأندية بالتضحية من أجل المصلحة العامة، وقال: «على الجميع وضع الاحتراف الخارجي نصب
أعينهم بهدف المصلحة العامة بتطوير الكرة الإماراتية، وأقترح اختيار مجموعة من الناشئين من سن 15 و16 سنة، ونقوم بإرسالهم إلى الخارج للخضوع لتجارب احترافية جادة مع عدد من الأندية، بهدف تطوير ثقافتهم الرياضية والاحترافية، وهو ما يساعدهم مستقبلاً على اتخاذ القرار بقبول التضحية واللعب في الدوريات الأوروبية».
وشهدت الكرة الإماراتية، تجربتين في ظل نظام الاحتراف، بعدما احترف عبد الله الكمالي مع فريق أتلتيكو برانانس البرازيلي عام 2008، وحمدان الكمالي، مع فريق ليون الفرنسي عام 2012، إلا أن الانطباع العام أنه لم تكن هناك فائدة فنية كبيرة من تلك التجربتين، مع عودة اللاعبين في سن صغيرة للعب مع الأندية الإماراتية، وتعتبر كرة القدم أحد مصادر الدخل المهمة بالنسبة للاقتصاد البرازيلي، وتساهم بنحو 5 % من إجمالي الدخل القومي، وهو الأمر الذي مكّن البرازيل من احتلال المركز السادس ضمن قائمة الدول الأقوى اقتصادياً على مستوى العالم.
وتبلغ قيمة المعاملات المالية لكرة القدم في البرازيل، أكثر من 17 مليار دولار، مع فتح أسواق جديدة أمام تصدير اللاعبين، وغزو الصادرات البرازيلية من اللاعبين للأسواق الأوروبية والعالمية، وآخرها السوق الصيني، ولا ينكر أحد أن لاعبي المنتخب الوطني، أحمد خليل مهاجم الأهلي، وعمر عبد الرحمن «عموري»، مهاجم العين، من أبرز لاعبي الكرة الإماراتية في الجيل الحالي، والدليل فوزهما بجائزة أفضل لاعبي آسيا بالترتيب عامي 2015 و2016، ومع هذا لم يتلق أي منهما عرضاً جدياً للاحتراف الخارجي.
وسبق أن حقق أحمد خليل، لقب أفضل لاعب شاب في آسيا 2008، وكان في تلك الفترة إحدى المواهب الهجومية المميزة، ولفت أنظار نادي تشيلسي، والذي دعاه لمدة 30 يوماً، في تجربة معايشة وتدريب بإنجلترا، لكن إدارة الأهلي لم تترك اللاعب، ليخوض غمار الاحتراف الأوروبي، رغم إعجاب النادي الإنجليزي به، كما رفضت عرضاً بتجربة إعاشة أخرى في نادي بريمن الألماني، وعرضاً من رين الفرنسي، لعدم تناسبه مع اللاعب من وجهة نظر النادي.
وخضع عموري لفترة اختبار لمدة أسبوعين في أغسطس 2012، مع مانشستر سيتي الإنجليزي، وخاض معه مباريات ودية، وكان التقرير إيجابياً، ولكن بسبب تصنيف المنتخب الإماراتي، ورفض العين إعارته لمانشستر سيتي لم تتم الصفقة، وأكد أحمد خليفة حماد المدير التنفيذي السابق للنادي الأهلي، أن الأندية الأكثر تقدماً في أوروبا تتم فيها عمليات البيع للاعبين المميزين
في عز نجوميتهم، ويتم استثمار العائد المادي في صناعة نجوم آخرين، أو شراء عقود لاعبين آخرين بأسعار أقل، وهو ما يساهم في زيادة الاستثمارات من كرة القدم، ونحن في الإمارات نعيش صعوبة انتقال اللاعب المواطن داخل الدولة، فكيف الحال إذا كان خارج الدولة، لأن الأندية ترفض التخلي عن لاعبيها، وتغريهم بالمال للبقاء، مما يدفع اللاعب إلى اختيار الحل الأسهل، بالبقاء في ناديه، مع علمه بمدى شدة المنافسة في أي ناد في الدوريات الكبرى، على مركزه وهو ما يتطلب منه القتال والجهد الكبير للحفاظ على مكانته.
وتتصدر الأندية البرازيلية أيضاً قائمة الأندية الأكثر دخلاً على مستوى العالم، وتتجاوز أرباحها 165 مليون دولار، مع القوة الشرائية الكبيرة من السوق الأوروبية للاعبين البرازيليين، ويذكر أن عدد اللاعبين المسجلين في الأندية البرازيلية بمختلف درجاتها، يبلغ 40 ألف لاعب، وهناك أكثر من 80% يمتهن كرة القدم في البرازيل، ويصل معدل رواتبهم شهرياً 750 دولاراً، وهو ما يعتبر راتباً مرضياً مقارنة مع معدل الرواتب في البرازيل.
وأكد الخبير الكروي التونسي رضا بوراوي، أن اللاعب الخليجي «كسول»، ويفكر في المادة، التي يحصل عليها هنا أكثر ما يستطيع تحصيلها في الخارج، ويعيش بين أهله وأصدقائه، ويسهر ويأكل كما يحب من دون قيود، ولا يفكر في الفائدة الفنية التي يمكن أن تعود عليه حال الاحتراف الخارجي في الدوريات الأوروبية الأكثر تطوراً، لأن هذا يتطلب منه الالتزام بحياة
صعبة لم يتعود عليها، مضيفًا: "تمتلك الإمارات على سبيل المثال، لاعبين أو ثلاثة لاعبين قادرين على الاحتراف في الخارج من الناحية الفنية، ولكن من الناحية البدنية، سيواجهون صعوبات كثيرة، لأنه سيكون عليهم التدريب وفق جدول وأحمال بدنية قاسية، لا تتناسب وطابع اللاعب الخليجي الكسول، وغير القادر على تحمل ضغوط والتزامات الاحتراف، في الوقت الذي يتحصل فيه على عائد مالي كبير وشهرة في بلاده، ولا يستطيع الصبر للحصول عليها في الخارج".
ورأى الخبير الكروي التونسي، أن «الفقر» سر نجاح تجارب الاحتراف لبعض لاعبينا العرب من القارة الإفريقية، لأنهم يجدون في الاحتراف الخارجي، العائد المالي الذي لا يستطيعون الحصول عليه في بلدانهم، وقال: "في بلدي على سبيل المثال، ربما لا يحصل أفضل لاعب تونسي، على ربع ما يحصل عليه اللاعب الخليجي من امتيازات وإمكانيات، وكذلك هناك الجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي الإنجليزي، والذي كان الفقر أحد العوامل القوية التي سيطرت على فكر اللاعب، ودفعته لتحمل صعوبات الاحتراف الخارجي في واحد من أقوى الدوريات في العالم"
وأشار رضا بوراوي، إلى أن الأندية الخليجية تتحمل أيضاً جزءاً من المسؤولية، ببحثها عن مصلحتها قبل المصلحة العامة، وذلك بالتمسك بالمميزين، وإغلاق الباب أمام احترافهم الخارجي، بالمبالغة بالطلبات المالية، من دون النظر إلى العائد الفني والدعائي الذي يمكن أن يعود على الكرة الخليجية حال نجاح اللاعبين في الاحتراف بالدوريات الأوروبية الكبرى،
مبيّنًا أن "الجميع مطالب بالتضحية لتحقيق المصلحة العامة، ولابد من تغيير ثقافة اللاعب، ليضع مصلحة الوطن أولاً، وتكون لديه الثقة في قدارته، وإمكانية أن يحقق من الاحتراف الخارجي حال نجاحه، أكثر مما يحصل عليه في بلاده، لابد من زيادة الثقافة الاحترافية المفقودة في ملاعب الخليج، ويجب أن يتم تعليم اللاعبين من الصغر، ما الذي يعنيه الاحتراف، ولا ننتظر حتى يصل اللاعب إلى 25 سنة، ثم نفرض عليه نظام الاحتراف، وهذا الأمر مهم للغاية، حتى يحدث التطور بما يصب في مصلحة كرة الخليج"
وتحدث العراقي نجم محمد وكيل لاعبين، عن المشاكل التي تواجه دائماً لدى محاولة تسويق لاعب خليجي للعب في أحد الدوريات الأوروبية، قائلاً إن "اللاعب الخليجي لا يستطيع الحصول من الأندية الأوروبية على الامتيازات التي يحصل عليها من بلده، والأندية الأوروبية تعرف بدورها تلك المعلومة، ولذلك لا تتعب نفسها بالتفاوض مع لاعبين خليجيين مهما كانت كفاءاتهم، خاصة وأن اللاعب الخليجي نفسه ليس لديه نية التضحية القريبة، لتحقيق المكاسب الفنية والمالية على المدى البعيد".
وكشف نجم، أنه حاول مرة إقناع اللاعب العراقي نشأت أكرم، بقبول تجربة احترافية في الدوري النرويجي مقابل 3 آلاف دولار شهرياً، ولكنه رفض التضحية، بما يحصل عليه من راتب كبير في منطقة الخليج، للقبول ببداية مشوار احترافي في الملاعب الأوروبية، ربما ينقله مستقبلاً إلى كبرى الدوريات والأندية العالمية، وهو عكس ما قام به الحارس العماني علي الحبسي، والذي تنقل بين أكثر من نادٍ صغير وصولاً للعب في الدوري الإنجليزي الأقوى في العالم.
وأوضح وكيل اللاعبين، أن العقود الأوروبية تختلف أيضاً عن العقود الخليجية التي تمنح اللاعب قيمة التعاقد سواء لعب أم لم يلعب، بخلاف مكافآت الفوز والبطولة وغيرها من الامتيازات المالية الكبيرة، وعلى سبيل المثال، لدى لاعب محترف في الملاعب التركية، وقيمة تعاقده 450 ألف دولار، ويحصل على 300 ألف منها فقط، والـ150 ألف دولار المتبقية، تتوزع على باقي مبارياته، وكلما لعب مباراة حصل على جزء من المبلغ، المشكلة الثانية التي تواجهنا عند تسويق اللاعب الخليجي، هي رفض الأندية الخليجية التخلي عن لاعبيها، وتقوم بالمبالغة بالمقابل المالي المطلوب ليكون حائلاً دون إتمام الصفقة، والأندية الأوروبية بدورها لا ترمي نقودها على لاعب لم يثبت نفسه من خلال رؤيته يلعب في دوريات كبيرة على صعيد القارة، أو بخوضه تجربة تدريبية طويلة مع النادي الذي يسعى للتعاقد معه، خاصة وأن طبيعة اللاعب الخليجي تختلف جسمانياً وفنياً".
وطالب نجم، بفتح الباب كبداية أمام اللاعب الخليجي للعب والانتقال بين أندية المنطقة كلاعب مواطن، كما يفعل الاتحاد الأوروبي الذي يسمح بانتقال اللاعبين كمواطنين بين أندية القارة، وقال: "تلك الخطوة ربما تسهم في دخول اللاعبين الخليجيين الأجواء الاحترافية كبداية، ومع تطور العملية الاحترافية في منطقة الخليج، يمكن للاعب قبول التجارب الاحترافية التي تعرض عليه من أندية أوروبية".
أرسل تعليقك