عدن-سليم المعمري
أكدت وزير حقوق الانسان اليمنية سابقًا حورية مشهور، بأن الأوضاع التي تمر بها اليمن اليوم ما زالت تشهد مخاضًا عسيرًا، مشيرة إلى أن "الوقائع والشواهد تؤكدان بأن النصر بات قاب قوسين منا أو أدنى، حيث يتضح ذلك من خلال التأييد الشعبي في الداخل والاصطفاف ضد الإنقلابيين، والاعتراف الدولي بالشرعية وسعي التحالف ومن وراءه المجتمع الدولي لكبح جماح الفوضى التي أفرزها الانقلاب، وعودة الشرعية لاستكمال المرحلة الانتقالية، وتجسيد ما ارتضته قوى الحوار السياسية والاجتماعية المعبرة عن تطلعات وآمال طيف واسع من أبناء الشعب اليمني.
وأضافت مشهور في حديث خاص لـ "صوت الإمارات"، "موقع اليمن الاستراتيجي يجعلها في قلب الاهتمام العالمي وخاصة منظومة الأمم المتحدة المعنية بتعزيز الأمن والسلم الدولي". وفيما يتعلق بتعيين اللواء علي محسن الأحمر كنائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة، قالت مشهور: "لكل مرحلة احتياجاتها والفريق علي محسن تفرضه هذه المرحلة لخبرته الطويلة في المجال العسكري وبحكم معرفته بطبيعة تعقيدات المشهد الذي تتداخل فيه متغيرات سياسية، قبلية، عسكرية واجتماعية".
وتابعت "إن قرار رئيس الجمهورية لا شك تم التشاور مع التحالف وفي إطار السعي الحثيث لاستكمال مرحلة إنهاء الانقلاب دون تأخير وللحد من التكلفة الإنسانية والحفاظ أيضًا على البنى التحتية والمنشآت المدنية التي تأثرت كثيرًا بطول فترة الحرب وتمترس الانقلابيين فيها لتعظيم الخسائر أمام المجتمع الدولي على أن الجيش الوطني والمقاومة والتحالف هما من يقفون وراء التدمير ولكن الصورة واضحة أمام الجميع في الداخل والخارج من يقف وراء التخريب".
وعن الدور الذي يقوم به اللواء الأحمر، تحدثت بالقول: "لا شك إنه لعب حتى الآن دورًا ملموسًا باعتباره كان مستشارًا عسكريًا لرئيس الجمهورية والتعيين الجديد يمنحه صلاحيات تنفيذية لإنجاز مرحلة تحرير العاصمة من قبضة الانقلابيين مدعومًا أيضًا من القوى القبلية المنتشرة في الحزام الأمني للعاصمة وكثير منها منضوية حالياً تحت رآية المجلس الأعلى للمقاومة.
وأشارت مشهور إلى أن "عناد وكبرياء الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن وراءه الحوثي منعتهما في السابق من الركون إلى السلم والوقت يمضي الآن سريعًا ولن يكون هناك أي معنى للاستسلام في اللحظات الأخيرة لعل اليوم أفضل من الغد إذا حكما العقل، ولعل الغد أحسن من بعد الغد ولكن طبيعتهما المغامرة تدفعهما للتعنت والاستمرار في معركة خاسرة طبعاً بالنسبة لهما أما الشعوب فهي دائماً منتصرة طال أمد الصراع أو قصر ومهما تعاظمت التضحيات، ولوكان الرئيس السابق استسلم بعد توقيع المبادرة لسنة التغيير وكف أذاه وحلفائه من الحوثيين عن المرحلة الانتقالية لتمت عملية الانتقال السياسي بسلاسة ولما وصلنا إلى هذا الدمار والخراب الذي أهلك الحرث والنسل".
وردًا على علاقة الرئيس السابق بالحوثيين، أوضحت "علاقة تحالف انتهازي نفعي مؤقت لكن حتما سيختلفان فورًا إذا استتب لهما الأمر ولكن الأمور تحت منحنى آخر على غير ما كانا يتوقعان وسيهزمان معًا، فلقد شُلت الكثير من قدراتهما التخريبية والتدميرية ولكن كما يقول المثل "مخرب غلب ألف عمار" ومازال في جعبتهما ما يمكن أن يهددا به الأمن والاستقرار كما هو حاصل اليوم في عدن المحررة". وزادت "ولابد من عدم السماح لأي خلية تخريبية بالبقاء لأنها مثل الخلايا السرطانية إذا لم توقف نموها فسوف تنتشر وتنهك الجسد حد الموت".
واستطردت مشهور أن "المخلوع صالح كانت الحصانة له الفرصة الاخيرة التي ضيعها لأنه أصلًا لا يستحقها بسبب الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت في عهده وعند قيام الثورة واستمرت في المرحلة الانتقالية ومازالت حتى اليوم بتصميمه على الانتحار وجر البلاد معه إلى الهاوية وحرق الأخضر واليابس ودون اعتبار لحالة الناس والوضع المأساوي الذي وصلنا إليه، وأكدت لذا أجزم بأن هذه الفرصة لن تتكرر.
وطالبت حورية مشهور في ختام حوارها الخاص مع "صوت الإمارات" أن "يطال التغيير السلك الدبلوماسي مثله مثل كل مؤسسات الدولة المختطفة من قبل الرئيس السابق الذي لم يكن يعين السفراء فحسب بل ما دون ذلك من ملحقين وإداريين وغيرهم وحان الوقت لتصحيح نهج العمل في كل مؤسسات الدولة لتحتكم للدستور والقانون ولتمثل الوطن ومصالحه ومصالح مواطنيه، حيث إن في الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية يريد الحاكم أن يضمن ولاء هؤلاء الأشخاص وهذه المؤسسات له شخصيًا". وأكملت "بينما الأنظمة الديمقراطية تحول دون بقاء الحاكم فترة طويلة وتعزز المؤسسات وتستند قيادة وإدارة الدولة وأجهزتها المختلفة على النظام والقانون، فالمطلوب التصحيح وبشدة في السلك الدبلوماسي كما هو مطلوب في كل مؤسسات الدولة باختيار أفضل الكفاءات لا أصحاب الولاءات".
أرسل تعليقك