بغداد – نجلاء الطائي
أكَد عضو مجلس محافظة بغداد، الثلاثاء، بأن تأخَر تحرير مناطق الكرمة والصقلاوية والفلوجة ينطوي عليه "عواقب وخيمة" على العاصمة كونها "حواضن رئيسة للتطرَف"، داعيًا الحكومة للاهتمام بالأمن كاهتمامها بالإصلاحات، في حين شدَدت قيادة العمليات المشتركة على تواصل الاستعدادات لتحرير تلك المناطق بموجب خطة سيكشف عنها حال انطلاقها "ضمانًا لسريتها".
وقال عضو لجنة الأمن في مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي في حديث لـ"صوت الإمارات"، إن "تأخير معارك تحرير الكرمة والصقلاوية والفلوجة، وهي من الحواضن الأساس لتنظيم داعش، القريبة جداً من العاصمة، ينطوي على عواقب وخيمة"، عاداً أن "المشكلة الأساس تتمثل بوجود حواضن للإرهابيين في بغداد" ودعا المطلبي، الحكومة إلى "الاهتمام بالأمن كاهتمامها بالإصلاحات"، عاداً "الموضوعين مرتبطين ببعضهما إذ لا أمن من دون إصلاحات مثلما لا إصلاح بدون استتباب الأمن".
وأضاف عضو ائتلاف دولة القانون، برئاسة نوري المالكي، أن "ما حصل من خرق أمني في أبو غريب، غربي بغداد، يشكل محاولة من التنظيمات المتطرفة لإرباك الوضع، لكنه لا يعني انهياراً أمنياً كما يعتقد البعض"، مؤكداً أن "عصابات "داعش" تعاني من انهيار عسكري كامل". وتابع المطلبي ان العاصمة العراقية بغداد تشهد انتشارا واسعا للأجهزة الامنية بمختلف صنوفها تحسبا الى وقوع هجمات متطرَفة جديدة والتي تتزامن مع تجدد دعوات المتظاهرين دخول المنطقة الخضراء الجمعة المقبلة.
وأوضح المطلبي إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تطويق مكان التعرض الذي حدث في ابو غريب، ومداهمة السايلو الذي تحصن به بعض عناصر داعش وقتلهم، فضلًا عن المهاجمين الآخرين، وتحرير 32 عائلة كانت محتجزة هناك"، مبينًا أن "الحادث أدى إلى حرق عجلتين مدنيتين فقط". وأكد بأن "الاستعدادات تتواصل لتحرير الكرمة والصقلاوية والفلوجة، بموجب الخطة الموضوعة التي سنكشف عن تفاصيلها للرأي العام حال انطلاقها ضماناً لسريتها".
ويرى عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس محافظة بغداد "أن معارك تحرير الفلوجة والصقلاوية والكرمة أخذت وقتًا طويلًا، على الرغم من وجود عديد القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي إضافة إلى جهاز مكافحة التطرَف، ومع قيام بعض من هذه القوات بتطويق تلك المناطق منذ مدة ليست بالقصيرة، إلا أن عدم إصدار أمر بدء المعارك من قبل القائد العام للقوات المسلحة يدعو لـ"الاستغراب".
ويجزم المطلبي عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش" بصد هجوم للتنظيم على أطراف ناحية الكرمة، شرقي الفلوجة، (62 كم غرب العاصمة بغداد)، مؤكدة أن المعركة "ما تزال مستمرة". وأشار إلى إنهاء الاستعدادات القتالية جميعها لاقتحام جزيرة الخالدية، شرقي الرمادي، (110 كم غرب بغداد)، لتحريرها من تنظيم "داعش" خلال الأيام القليلة المقبلة.
واسترسل إن "القوات الأمنية من الجيش والشرطة وافواج الطوارئ انهت جميع الاستعدادات القتالية والعسكرية لاقتحام جزيرة الخالدية، (20 كم شرق الرمادي)، وتحريرها من عناصر تنظيم "داعش" خلال الساعات القليلة المقبلة بمشاركة فعالة من طيران التحالف الدولي". وأكمل المطلبي، أن "القوات الامنية نشرت عناصرها في جميع محاور جزيرة الخالدية التي تمت محاصرتها بالكامل وبانتظار ساعة الصفر القريبة لبدء عملية الاقتحام وتطهيرها من "داعش" مع ضمان ايجاد ممرات آمنة لخروج المدنيين".
وبيَن المطلبي بأن "تنظيم "داعش" يحاول فتح ثغرات بين القوات الامنية للهروب من جزيرة الخالدية بعد تكبدهم خسائر فادحة بالعناصر والعجلات التي يستخدموها ونفاد العتاد والذخيرة التي يمتلكوها منذ أكثر من شهرين". وأفصح عن قطع الطريق الدولي السريع من قبل القوات الأمنية الذي يربط أحياء أبو غريب والعامرية والخضراء غربي العاصمة بالمطار، كما قطعت الطريق الذي يربط أحياء اليرموك والقادسية والحارثية والمنصور وسط العاصمة بالمطار الحيوي الذي يمثل وسيلة الطيران الوحيدة في بغداد"، مبينُا أن منع وصول السيارات إلى المطار وصعوبة وصول المسافرين سيرًا على الأقدام لمسافات بعيدة عطل حركة الطيران المدني.
وأفاد عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد بأن "قطعات إضافية من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية نصبت نقاط تفتيش إضافية في الأحياء الغربية من بغداد، ودققت في هويات المارة وأوراق السيارات". حيث يُذكر أن اغلب مدن محافظة الانبار تمت السيطرة عليها من قبل عناصر تنظيم "داعش"، فيما بدأت القوات الأمنية معارك تطهير واسعة استعادت من خلالها مدينة الرمادي بعد معارك عنيفة وتحرير مناطق أخرى في محيط الفلوجة، مما أسفرت عن مقتل المئات من عناصر "داعش".
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، من جانبها الأحد أيضًا، عن إحباط هجوم انتحاري لتنظيم "داعش" لاستهداف القوات الأمنية، جنوب شرقي الفلوجة، مؤكدة مقتل مجموعة من عناصر التنظيم بينهم انتحاريان. وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية أفاد، الأحد الماضي كذلك، بأن ثمانية جنود سقطوا بين قتيل أو جريح بهجوم مسلح نفذه مجهولون على نقطة تفتيش للجيش العراقي في قرية الزيدان التابعة لقضاء أبو غريب.
أرسل تعليقك