قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن السلطة مستعدة لحوار مباشر مع إسرائيل بإشراف آلية دولية، وهو المطلب الذي أكد عليه الفلسطينيون مراراً، جاء ذلك خلال محادثات أجراها عريقات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حول التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، ومكافحة وباء «كورونا».
وقال عريقات، في بيان صحافي، السبت، "إنه ناقش مع بوغدانوف، خلال اتصال هاتفي، الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وأفق التسوية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس القوانين الدولية، وبناء حوار مباشر بين الطرفين بمساعدة رباعية الوسطاء الدوليين. وجاء حديث عريقات مع بوغدانوف، في وقت تأمل السلطة في رؤية دور روسي فاعل في عملية السلام".
وقال مسؤولون فلسطينيون لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادة الفلسطينية تدعم أي تحرك روسي لإحياء العملية السياسية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن القيادة تتطلع وتدعم وتثق في أي دور روسي للبدء في مسار يفضي إلى إنهاء الاحتلال. وأكد أن القيادة ترى في روسيا ضلعاً فاعلاً ضمن الآلية الدولية التي يجب أن تكون بديلاً لمسار التسوية السابق الذي انفردت برعايته الولايات المتحدة.
وتريد السلطة إيجاد آلية دولية بديلة للدور الأميركي على غرار آلية «5 + 1» التي وضعت الاتفاق النووي الإيراني. ويأمل الفلسطينيون بأن يكون أي تحرك روسي مقدمة لآلية دولية متفق عليها. وطرح الفلسطينيون، في السابق، إطلاق مؤتمر دولي للسلام، تنتج عنه آلية دولية تشارك فيها اللجنة الرباعية، بما في ذلك الولايات المتحدة، ودول أوروبية وعربية مكونة من 5 أو 7 دول تحت مظلة الأمم المتحدة، وتدخل في صلب عملية سياسية مع الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن أي خطوات عملية لم تتخذ.
وحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إقناع فرنسا بهذا الأمر، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غير متشجع للفكرة، بخلاف سلفه فرنسوا أولاند، الذي أطلق مؤتمراً على مرحلتين في عامي 2016 و2017. وكان عباس عمل شخصياً على إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل إطلاق مؤتمر دولي للسلام، مستخدماً نفوذه في المنطقة. ويراهن عباس على الحضور الروسي كمنافس وحيد للولايات المتحدة في المنطقة، وعلى علاقات موسكو المتقدمة بتل أبيب، بما في ذلك المصالح المشتركة والمهمة بينهما. ويبحث عباس عن دولة قادرة على التأثير على إسرائيل، وكذلك على دول كبيرة تستطيع معارضة الولايات المتحدة التي لم يعد يريدها وسيطاً في المفاوضات منذ إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؛ لكن على الأرض تبدو الأمور بعيدة عن أي تسوية ممكنة. واتهمت منظمة التحرير، أمس، إسرائيل، بتكثيف المخططات الاستيطانية في الضفة، بما في ذلك القدس.
وقال تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع للمنظمة، «إن الاحتلال يواصل استغلال أزمة (كورونا)، لتثبيت أقدامه ومخططاته، لضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس من جهة، واتخاذ الخطوات التمهيدية لبسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت من جهة أخرى».
وأضاف: «تعتزم الحكومة الإسرائيلية الربط بين مستوطناتها في مدينة القدس المحتلة عبر مد خط سكة حديد للقطار الخفيف، حيث تفيد المصادر بأن مداولات أجرتها ما تسمى بـ(اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء) تظهر دخول القطار الخفيف لمستوطنة أرمون هنتسيف المقامة على جبل المكبر في شرق القدس، في خطة تهدف إلى زيادة وتكثيف البناء الاستيطاني بنسبة كبيرة، وجذب مزيد من المستوطنين عن طريق توسيع بناء المنازل الاستيطانية».
كان المركز العربي للتخطيط البديل كشف قبل أيام عن مخطط تهويدي، بدأ الاحتلال التحضير له، لبناء خطي سكة حديد يربطان التجمعات اليهودية بتخوم المسجد الأقصى المبارك؛ الخط الأول تحت الأرض يصل ما بين الجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة ومنطقة باب المغاربة، وصولاً إلى تخوم المسجد الأقصى، والثاني سكة حديد فوق الأرض تجوب أحياء القدس المختلفة. وينضم هذا المخطط إلى سلسلة مشاريع أخرى تنفذ بالخفاء في القدس، مثل «نفق الهيكل» الذي يمتدّ تحت أحياء البلدة القديمة، ويهدد سلامتها واستقرارها، ومشروع «مدينة داود» الذي تهدد منشآته المختلفة حي سلوان ومنطقة باب المغاربة.
وبيّن التقرير أن «اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء» في بلدية الاحتلال في القدس كشفت عن مشروع استيطاني على أراضي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة بواقع 410 وحدات استيطانية، ومرافق عامة وفندق 100 غرفة، وربط الحي الاستيطاني الجديد بشبكة القطار الخفيف وتلك الشبكة العامة بسكة الحديد في البلاد حتى عام 2024.
كما قررت تلك اللجنة ضمن مخططاتها الاستيطانية التي لا تتوقف إيداع مخطط استيطاني في مستوطنة «جيلو» جنوب المدينة، ويتضمن المخطط، الذي يركز على بناء 1300 وحدة سكنية استيطانية و100 ألف متر مربع للمباني العامة و25 ألف متر مربع مناطق تجارية و20 ألف متر مربع لمشاغل و15 ألف دونم مناطق مفتوحة، ومخطط بمساحة 83 دونماً شمال شرقي المستوطنة قرب مسارين للقطار الخفيف لإقامة مدرسة ونادٍ رياضي وثقافي. كما يتضمن المخطط إقامة 3 دواوير تشكل مدخل الحي الجديد تقام في محيطها محلات تجارية ومشاغل، ويتضمن المشروع بناء 10 مبانٍ سكنية بارتفاع ما بين 10 و12 طابقاً، و7 أبراج من 25 إلى 35 طابقاً تشكل بديلاً عن مركز الاستيعاب القديم المكون من حوالي 290 وحدة سكنية.
وأوضح أنه في الوقت نفسه تواصل سلطات الاحتلال سياسة التضييق على المواطنين الفلسطينيين في القدس. وحذرت قيادات مقدسية من استغلال الاحتلال الإسرائيلي وصول فيروس كورونا إلى الفلسطينيين في القدس الشرقية لإعلانها مناطق «موبوءة»، وبالتالي إغلاقها بشكلٍ كامل، الأمر الذي يمكن أن يمهد في المستقبل لتطهير عرقي وديمغرافي صامت للفلسطينيين في عدد من أحياء المدينة على أيدي سلطات الاحتلال.
قد يهمك ايضا:
إليزابيث هوف تؤكّد أنّ الخلاف بين حكومتي ليبيا لم يمنع التعاون لمواجهة "كورونا"
عضو "التنمية والتحرير" اللبنانية يُشيد بموقف حسان دياب بشأن تمرير التعيينات
أرسل تعليقك