أبوظبي ـ صوت الإمارات
تبرز أبوظبي، بحكم موقعها الاستراتيجي، عاصمة مالية رائدة في المنطقة، ومركز جذب لصناديق الثروة السيادية الكبرى على مستوى العالم، بحسب طوني تشين، المؤسس والرئيس التنفيذي ورئيس قسم المعلومات في شركة «إنفيني كابيتال».وأكد تشين لـ«الاتحاد» أن الأساس الذي تقوم عليه جاذبية أبوظبي ليس فقط توافر رؤوس الأموال الضخمة، بل أيضاً تمركز الشركات العملاقة، وتجمع الثروات الخاصة، وغيرها من الموارد القيمة التي توفر بيئة خصبة للنمو والابتكار في مجال الاستثمار.
وأشار، خلال تدشين شركة «إنفيني كابيتال»، وهي شركة استثمار بديل متعددة الاستراتيجيات مقرها هونغ كونغ، مكتبها الجديد ضمن سوق أبوظبي العالمي، إلى أنه إضافة إلى ذلك، تقدم أبوظبي ميزة جوهرية تتمثل في موقعها الزمني المتميز، الذي يسمح بالتداول وإدارة المخاطر على مدار الساعة، مما يعزز الفعالية والاستجابة السريعة لتحركات السوق العالمية، لافتاً إلى أن هذه الميزة، مع وجود بنية تحتية مالية متطورة وتنظيمية قوية، تجعل من أبوظبي محوراً ديناميكياً للأنشطة الاستثمارية العالمية والإقليمية.
أوضح تشين أن المواهب المحلية تلعب دوراً لا يقل أهمية في تعزيز جاذبية أبوظبي كمركز للثروات السيادية حيث يوفر الوصول إلى مجموعة واسعة من المهنيين المتميزين والخبراء في مختلف المجالات للشركات القادرة على تطوير استراتيجيات مبتكرة ومواجهة التحديات بكفاءة، مع الاستفادة من الخبرات الثقافية والمعرفية المتنوعة التي تجمعها المنطقة.
وقال إن وجود الشركات في أبوظبي، وتحديداً في قلب واحدة من أكثر النقاط الجغرافية استراتيجية في عالم الاستثمار، يوفر لها ميزة تنافسية فريدة، إذ إن الموقع الجغرافي يسهّل الوصول إلى أسواق المال العالمية، ويوفر أيضاً إمكانية الاستفادة من الطاقات البشرية المتميزة والمتنوعة، منوهاً بأن هذا الأمر يعزز من القدرة على تقديم حلول استثمارية مبتكرة ومتخصصة تلبي احتياجات وتطلعات المستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وقال تشين إن افتتاح الشركة مكتباً في أبوظبي يعد خطوة تأتي في إطار طموح الشركة الكبير وسعيها الحثيث للاندماج في أحد أسرع أسواق رأس المال نمواً عالمياً. وأضاف أن الدعم القوي والإرشادات القيمة التي تلقتها الشركة من سوق أبوظبي العالمي لعبا دوراً محورياً في تسهيل دخولها إلى السوق الإماراتية بثقة وفعالية، من أجل استغلال الفرص الواعدة في هذه السوق النشطة والمتطورة بسرعة، والتي تمثل بيئة خصبة للنمو في مجالات الاستثمار وجمع الأصول والتوظيف.
وأوضح أن هذا التوسع لم يكن ليتم دون إجراء عدة تعيينات استراتيجية خلال الاثني عشر شهراً الماضية، عبر ضم كفاءات وخبرات مميزة إلى فريق العمل في أبوظبي، معلناً أن الشركة تخطط لمواصلة هذا النهج خلال العام المقبل لتعزيز قدراتها في كل من أبوظبي وهونج كونج، في إطار استراتيجيتنا للتوسع العالمي وترسيخ مكانتها لاعباً رئيساً في الساحة العالمية للاستثمار خاصة بعد إطلاق صندوق «إنفيني جلوبال ماستر» الجديد في نوفمبر 2023، برأس مال قدره مليار دولار أميركي، ما يمثل تحولاً استراتيجياً نوعياً في توجهاتنا الاستثمارية وقدراتنا على جذب الاستثمارات.
حول استثمارات الشركة في أسهم دول مجلس التعاون الخليجي، وتوقعاتها لأداء أسواق الأسهم، أفاد تشين بأن الأسواق في منطقة الخليج تتمتع بجملة من العوامل الدافعة للنمو الاقتصادي التي تمزج بين القوة الاقتصادية، والديموغرافيا المتنوعة، والموقع الجيوسياسي المتميز. وقال إن هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة استثمارية خصبة، مفعمة بالفرص الرائدة في مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية، مما يعكس إمكانات نمو واسعة النطاق، كما أن الاقتصادات الخليجية مدعومة بمستويات سيولة عالية، وهو ما يفسر النشاط والديناميكية الملحوظة في أسواق الأسهم والسندات والاستثمارات البديلة.
وأضاف أنه علاوة على ذلك، تتمتع دول الخليج ببنية تحتية متطورة لأسواق رأس المال، ما يسهل على المستثمرين الوصول والتفاعل مع هذه الأسواق بكفاءة وفعالية، ويتجاوز الأمر البنى التحتية المادية ليشمل النظم التنظيمية والرقابة المالية المتطورة التي تضمن بيئة استثمارية شفافة وعادلة، وبما يعزز في النهاية من الثقة، ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، مما يعد مؤشراً قوياً على النمو المستدام.
وأشار تشين إلى أن منطقة الخليج تعد سوقاً استهلاكية نشطة وقوة عاملة ديناميكية، ما يسهم في دفع عجلة النمو في قطاعات متنوعة، مثل التكنولوجيا، والخدمات المالية، والسياحة، والتعليم.
وأوضح أن الديناميكية السكانية تعزز أيضاً الطلب على الابتكار والخدمات الرقمية، ما يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في التكنولوجيا والخدمات القائمة على الإنترنت، وبالإضافة إلى ذلك، يضفي الموقع الجيوسياسي لدول الخليج طابعاً مميزاً على أسواقها، حيث تقع على مفترق طرق بين الشرق والغرب، مما يجعلها نقطة تجارة واستثمار استراتيجية، وهذا الموقع يوفر فرصاً فريدة للشركات الراغبة في التوسع عالمياً والوصول إلى أسواق جديدة، منوهاً بأن الشركة تنظر إلى المنطقة بتفاؤل كبير بالنسبة للفرص الاستثمارية المتاحة، ولذا تعمل حالياً على صندوق «إنفيني جلوبال ماستر» الجديد، وتتطلع إلى جمع نحو مليار دولار، وتسعى من خلال إطلاق عملياتها في أبوظبي، إلى دفع عجلة النمو قدماً بالاستفادة من الفرص مع المؤسسات الإقليمية.
فيما يخص تأثير ارتفاع أسعار الفائدة في الفترة الماضية، أجاب تشين بأن أسعار الفائدة ارتفعت نسبياً على مدى العامين الماضيين؛ لذا فإننا ننتقل إلى نموذج مختلف تماماً عما شهدته الأسواق المالية على مدى السنوات العشر الماضية.
وذكر أنه نتيجة لذلك، يتعين على المستثمرين والمؤسسين والشركات الدولية الكبيرة المحدودة مثل صناديق التقاعد والأوقاف وصناديق الثروة السيادية، والتي تحتاج جميعها إلى تحقيق عوائد ثابتة ومتوقعة، العمل بجدية أكبر للقيام بذلك، وقد تضطر إلى تغيير الاستراتيجية التي نجحت على مدى السنوات العشر والاثنتي عشرة الماضية، منبهاً إلى أهمية الاستجابة بشكل جيد لتقلبات السوق واتباع نهج متعدد الاستراتيجيات والأصول، والتأكد دائماً أن ثمة فرصاً كثيرة يمكن الحصول عليها من الاستثمار في المنطقة، لذلك نتطلع بثقة إلى المستقبل.
أكد طوني تشين، أن سوق أبوظبي العالمي باعتباره المركز المالي الرائد في عاصمة الإمارات، يمثل وجهة مثالية للشركات والمؤسسات المالية الطامحة للعمل في إدارة الأصول بكفاءة، بفضل البنية التحتية المتطورة والأطر التنظيمية المتكاملة التي يقدمها، والتطبيق المباشر لقانون العموم الإنجليزي، بالإضافة إلى التشجيع المستمر من الحكومة المحلية.
وقال إن النهج الذي تعتمده الشركة في أبوظبي موجه أكثر نحو التداول، مما يمكنها من التكيف بسرعة مع ظروف السوق الديناميكية، والاستفادة من الثغرات في الأسواق العالمية لتحقيق عوائد مرتفعة بالنسبة للمخاطر.
قال طوني تشين، المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة «إنفيني كابيتال»، إن الشركة تسعى إلى جذب المستثمرين والمؤسسين من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على المصادر التقليدية لصناديق التحوط المحدودة، مثل صناديق التقاعد والأوقاف وغيرها.
ولفت إلى أن القطاع شهد إقبالاً متزايداً مؤخراً من مصادر الثروات الخاصة والمكاتب العائلية، وتأمل الشركة الآن في التوسع إلى الشرق الأوسط، وكذلك مواصلة العمل مع المستثمرين الدوليين، ومؤكداً أن الشركة تستخدم مجموعة واسعة من استراتيجيات التداول والاستثمار، تغطي بشكل عام خمس فئات هي، «القيمة النسبية والمنهجية»، و«الماكرو عالمي»، و«مدفوعة الأحداث»، و«سوق محايد طويل/ قصير»، و«المنتظمة».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك