الجزائر- ربيعة خريس
عرج المدير العام السابق لشركة سونطراك المملوكة للدولة الجزائرية، عبدالمجيد عطار، للحديث عن التحديات الطاقوية التي تواجهها الجزائر في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة التي تمر بها جرّاء تدهور أسعار النفط في الأسواق الدولية.
وأوضح المتحدث، خلال مقابلة مع "صوت الإمارات"، أن الجزائر مطالبة في الظرف الراهن بالحفاظ على القدرة الإنتاجية للنفط والغاز الجزائري، رغم أن هذا الأمر يحتاج إلى مبالغ مالية طائلة، فالجزائر اليوم وبالنظر إلى التطورات التي عرفتها أسواق النفط الدولية، مجبرة أكثر من أي وقت مضى على الاعتماد على التقنيات المتطورة لتسيير الحقول الحالية بغرض تحسين الإنتاج، مشيرا من جهة أخرى أن شركة سونطراك مطالبة أيضا ببعث الاستكشافات من جديد بسبب تراجع مستوى إنتاج أكبر الحقول النفطية والغازية، وهذا يمثل تحديا كبيرا للجزائر، لأنه يتطلب أموالا باهظة.
وتوقع رئيس الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز، عبدالمجيد عطار، أن تشهد أسعار الغاز في الأسواق الدولية استقرارا نسبيا مقارنة مع ما هو سائد في الظرف الراهن، مشيرا إلى أنه يمكن أن يؤثر الوضع الذي تشهده سورية وبعض الدول على سوق الذهب الأسود. وبخصوص المفاوضات الجارية حول تجديد عقود الغاز، أكد الرئيس المدير العام السابق لشركة سونطراك، أن الجزائر ستبقى المورد الأول للعديد من الدول الأوروبية بحكم موقعها الجغرافي.
وعن قرار إيطاليا القاضي بتجميد استيراد الغاز من الجزائر، أوضح عبدالمجيد عطار أنه حتى وإن قررت الشركات الطاقوية الإيطالية تجميد استيراد الغاز الجزائري، فهي ملزمة بتعويض السلطات الجزائرية وفقا لما ينص عليه عقد التموين المبرم بين الطرفين. من جانب آخر رافع الخبير الطاقوي، عبدالمجيد عطار، لصالح إعادة النظر في قانون المحروقات الجزائري وتكييفه مع المعطيات الراهنة وواقع السوق الحالية، فالقانون الساري المفعول لا يتماشى مع المستجدات التي طرأت على السوق الدولية.
وطالب عبدالمجيد عطار من الحكومة الجزائرية في هذا السياق التريث في إطلاق المناقصة الدولية الخامسة للاستكشاف واستغلال المحروقات، لأسباب عدة أبرزها أن سعر 50 دولارا للبرميل، وقانون المحروقات المعمول به حاليا، لن يستقطبا كبرى الشركات الدولية للمشاركة فيها.
واقترح الرئيس المدير العام السابق لشركة سونطراك المملوكة للدولة الجزائرية، مجموعة من البدائل للثروة النفطية، لضمان الجزائر استقلالها الطاقوي في ظل التحولات التكنولوجية والاقتصادية التي يعرفها العالم، أبرزها الطاقة الشمسية كبديل مستقبلي وللحفاظ على الطاقة للأجيال المقبلة.
أرسل تعليقك