أكّد رجل الأعمال كريستوفر لوسون، أنّ أجهزة الحاسوب الشخصية لم يتغير شكلها منذ 20 عامًا، إذ احتفظت بالتصميم الرباعي والشاشة أو جهاز مكتبي ولوحة مفاتيح، مضيفًا أنّ عصر "الحوسبة السحابية" يحتاج إلى نوع خاص من أجهزة الحاسب المحمولة بحيث تكون أقوى من الهاتف وتتصل في الوقت ذاته بالأجهزة المكتبة مع نظام تشغيل جديد يحقق التواصل مع جهات الاتصال الأخرى.
وبيّن فريق عمل "سولو"، أنه جرى الإعلان عن جهاز جديد في سان فرانسيسكو في 15 تشرين الأول/ أكتوبر. ويشبه الجهاز حامل المشروبات ويبلغ حجمه 4 بوصات ويأتي في شكل منحنى، ويعد "سولو" جهاز حاسوب مغطى بالخشب ويضم شاشة تعمل باللمس و"واي فاي" وبطارية قوية ومعالج بقوة 2.3 غيغا هرتز، ويمكن استخدام "سولو" بشكل منفرد أو إرفاقه بلوحة مفاتيح وشاشة عرض بدقة تصل إلى 4K، ويعمل كجهاز إدخال بدلا من "الماوس".
وأضاف كريستوفر لوسون "هذا الأمر كنت أفكر فيه منذ 15 عامًا، ولكن التكنولوجيا التي سمحت لنا بتصنيع هذا الجهاز معقدة ومكلفة وخصوصًا الأجهزة المادية الصلبة"، ووصف لوسون "سولو" باعتباره أصغر جهاز كمبيوتر جرى إطلاقه للأغراض العامة، حيث يبلغ حجمه حوالى 10 سنتيمتر مربع بسمك 12 ملليمتر، وهو يشبه شكل الهاتف أكثر من الحاسوب لكنه يمتاز بقدرة قوية على معالجة البيانات.
وعمل لوسون على الأجهزة الصلبة ونظام التشغيل في جهاز "سولو" منذ حوالي عام مع فريق يضم المدير السابق لـ"TMF Group"، خافيير رييس، ومؤسس شركة Nixu للاستشارات التكنولوجية الأمنية، بيكا نيكاندر، ويأمل الفريق في العمل في تصنيع "سولو" ضمن تحديات الحوسبة الشخصية.
ويحظى لوسون بخبرة في إنشاء "Holvi" وهى شبكة للخدمات المصرفية والمحاسبة على الإنترنت، وتعتبر الحواسب الشخصية من الأسواق التي تهيمن عليها شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" "وآبل" لعقود، واعتمد دوسون في فكرة "سولو" على الثورة التكنولوجية المتنقلة.
وينتقد لوسون حواسب اليوم بسبب سوء استخدامها للإنترنت، مضيفا "يوجد بريد إلكتروني لكننا ما زلنا نعاني من عمل نسخ احتياطية ومساحة القرص الصلب وتحميل وتثبيت التطبيقات، والإنترنت ليس جزءًا طبيعيا من جهاز الكمبيوتر نفسه وإذا انقطعت مواردك المحلية تفقد كل شئ"، بينما يرتبط جهاز "سولو" بخدمة سحابية صممها الفريق بالتعاون مع مراكز البيانات الموجودة في فنلندا حيث يعمل الجهاز كذاكرة ذكية بسعة 32 غيغا بايت.
وأوضح لوسون أنّ جهاز "غوغل" المنافس باسم "Chromebook" مصمم لتصفح الإنترنت أما "سولو" يمكنه العمل في حالة عدم الاتصال بالشبكة، وأي تغييرات تحدث خارج التغطية يتم تنفيذها بمجرد اتصال الجهاز بالإنترنت، ولا يعتمد "سولو" على المعلومات الرياضية مثل نظام تشغيل "ويندوز" لكنه يقوم بترتيب الملفات في شكل فقاعات بصرية مرتبطة ببعضها مثل الخلايا العصبية ممثلة في البريد الإلكتروني والعروض والصور.
وأضاف لوسون "لا توجد نوافذ في سولو أو أشرطة قوائم أو أيقونات، وتعمل واجهة المستخدم في بيئة متصلة بالإنترنت، يمكنك توديع الحاسب الشخصي"، وتابع "سولو يمثل كافة الأجهزة مجتمعة معا في جهاز واحد".
ويدفع المستخدم من أجل الحصول على الخدمة، المصاريف الشهرية الثابتة بالإضافة إلى سعر الشراء الأول بقيمة 20 دولار شهريا مقابل مساحة غير محدودة للتخزين والوصول إلى التطبيقات المختلفة، ويتم تقسيم العائد على مطوري التطبيقات على أساس الاستخدام بدلا من التحميل.
واعترف جونا كاليليو أثناء حفل الإعلان عن الجهاز في سان فرانسيسكو هذا الأسبوع، أن هناك بعض تفاصيل مثل عمر البطارية وأسعار الاشتراك يتم ضبطها في وقت مبكر من تاريخ الشحن المقرر في آيار/ مايو 2016، وعلى الرغم من هذه التحديات إلا أن لوسون مازال يشعر بالتفاؤل موضحا أنه لا يرغب في أن تشترى "غوغل" الجهاز بـ 40 مليون دولار لكنه يريد بناء الجهاز مع شركة حقيقية كنموذج للأعمال.
وأشار لوسون إلى توقع الرأسمالي المغامر، فريد ويلسون، الذى قال إنه في حلول عام 2020 ستكون أكبر ثلاث شركات تكنولوجية هي "فيسبوك" و"غوغل" وشركة أخرى غير "آبل"، ولكن أكبر من حيث القيمة السوقية، مضيفا "نود أن نرى أنفسنا في هذه المراكز الثلاثة الأولى".
وأفاد المحلل التكنولوجي، J P Gownder أن الهواتف الذكية أصبحت أكثر تعقيدا كما أن أنظمة التشغيل السائدة مثل "ويندوز" تتطور عبر الأجهزة، وبيّن "من الصعب أن نتخيل صعود سولو في العصر الذى يقدم فيه نظام أندرويد و iOS قيمة عالية، فضلا عن وجود نظام وندوز10، وبالتالى فإن فرصة صعود نظام جديد تبدو ضئيلة ".
وظهر "سولو" على موقع Kickstarter بسعر 349 يورو مع الاشتراك لمدة ثلاثة أشهر وظهرت نجمة الهيب هوب الفنلندية باليفيس في مقطع الفيديو الترويجي للجهاز.
أرسل تعليقك