واشنطن ـ رولا عيسى
يمكن أن يصبح الشعور بالحرارة ومن ثم التعرق أثناء التمارين الرياضية شيئًا من الماضي، وذلك بفضل اختراع ملابس رياضية تضم مئات من فتحات التهوية، ووفقًا لموقع "الديلي ميل" البريطاني، اخترع العلماء نسيج لاتكس، يوفر فتحات تهوية عندما ترتفع درجة حرارة الجسم وتنغلق تلك الفتحات عندما يصبح الجسم أكثر برودة، وذلك يسمح بتعميم الهواء حول الجسم، مما يساعد على إزالة العرق، وأيضًا خفض درجة حرارة الجسم.
وتعتبر تلك الفتحات عبارة عن ميكروبات غير ضارة مدمجة في النسيج، وعندما تستشعر تلك الميكروبات بالحرارة أو العرق يبدء عملها، وتتراوح الفتحات في الحجم من صورة مصغرة إلى طول الإصبع، وبالإضافة إلى دمجها في قمة الملابس الرياضية، أدرجت الآن في الأحذية الرياضية، ويمكن أيضًا برمجة تلك الميكروبات، وهي عبارة عن كائنات المهندسة وراثيًا، بغية تنفيذ عدد من الوظائف الأخرى.
وفي حين يتم استخدام تلك التقنية للتهوية، يقول العلماء إنها يمكن أيضًا الحصول على ملابس رياضية تضيء عندما يحل الظلام من خلال إدخال جينات مختلفة في الميكروبات، وهناك استخدامات أخرى محتملة بصرف النظر عن الملابس الرياضية على سبيل المثال للجنود الذين يعملون في ظروف ساخنة جدًا أو باردة، والأشخاص الذين يعانون من المشاكل الطبية التي تسبب لهم التعرق بشكل مفرط.
وقد نُشرت نتائج البحث، السبت، في مجلة "Science Advances" العلمية، وذكر وانغ، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية والذي عمل سابقًا لدى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في قسم الهندسة الكيميائية: "يمكننا الجمع بين خلايانا والأدوات الوراثية لإدخال وظائف أخرى في هذه الخلايا الحية"، مضيفًا "نستخدم الفلورية كمثال، والتي تتيح إنارة تلك الملابس في الظلام".
ومضى يوضح وانغ "في المستقبل يمكننا الجمع بين وظائف المواد الطاردة للرائحة الكريهة من خلال الهندسة الوراثية، لذلك ربما بعد الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، يمكن للقميص أن يصدر رائحة عطرة"، كما قام العلماء أيضًا بتعديل الخلايا وراثيًا للتعبير عن بروتين الفلورسنت الأخضر، وتمكين الخلية من التوهج عندما يستشعر بوجود ظروف مناخية رطبة، وكانت البكتيريا المستخدمة سلالة غير مؤذية من بكتريا E. coli ، والتي تتوسع أو تتقلص استجابة لتغيير الرطوبة.
وبيَّن مؤلفو الدراسة إن "الخلايا الميكروبية التي استخدموها أثبتت أيضًا أنها آمنة للمس والاستخدام، ولإنشاء النسيج، قام الفريق بطباعة خطوط متوازية من خلايا بكتريا E. coli على أوراق من اللاتكس، في طبقتين، وعندما تعرضت تلك الخطوط للتغيير في الرطوبة وفي الوقت الذي كان فيه النسيج معرض للبخار، بدأت الخلايا في التوهج والتوسع، مما تسبب في تسطح أوراق اللاتكس.
وتابع البروفسور وانغ، بعد القيام بـ 100 دورة من التعرض للحالة المناخية الرطبة والجافة، "هذا النسيج لم يتعرض لأي تدهور دراماتيكي سواء في طبقة الخلية أو في أدائها العام".
وفي أثناء التجارب ، وبعد خمس دقائق من التمارين الرياضية، ظهرت فتحات تهوية في البدلة الرياضية، وخلصت تلك التجارب إلى أن الأشخاص ممن يرتدون تلك الملابس الرياضية المخصصة كانوا أكثر جفافًا وكان لديهم درجة حرارة أقل مقارنة بالأشخاص ممن يرتدون الملابس الرياضية التقليدية.
أرسل تعليقك