دبي - صوت الامارات
ابتكرت المهندسة إسراء يوسف، خريجة جامعة الغرير في دبي، جهازا مكونا من مادة إلكترونية تشبه القماش رخيصة الثمن، يتم لصقها على سطح جلد المريض مباشرة لمراقبة حالته باستمرار دون الحاجة إلى مرافق، ويستطيع الطبيب المختص مراقبة المريض، وإرسال تنبيهات فورية إليه تسهم في تجنب مراحل الخطر.
ويصل طول الجهاز وفقها، بضع سنتيمترات، ومكوناته دقيقة جدا، وهو ما يجعله أكثر مرونة وقابلية للالتصاق بالثياب من دون أن يسبب أي إزعاج للمرضى، وتوضح إسراء أن الجهاز الذي تسعى إلى الحصول على براءة اختراع له، يقيس معدل نبضات القلب وضغط الدم، والأنسولين والسكر من دون الحاجة إلى وجود طبيب بالقرب منهم، مع نظام جهاز محصن ضد الاختراق، وهو ما يوفر نقل المعلومات بشكل آمن، ويسمح بنشر معلومات صحية هائلة عن حالة المريض.
وأرادت إسراء (22 عاما)، المقيمة في الشارقة من وراء هذا الاختراع، خدمة المرضى من ذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون المال لتشخيص مرضهم وتوفير ممرض مرافق لهم يراقب حالتهم الصحية باستمرار، ومن أجل تدارك حالة المرضى في مرحلة مبكرة قبل أن تتفاقم أحوالهم الصحية نحو الأسوأ، حيث تصفه بأنه "ابتكار إنساني" يسهم في رفع المستوى الصحي لجميع أفراد المجتمع في الإمارات.
ودمجت إسراء بين تكنولوجيا الإلكترونيات والبيولوجيا، لتنتج هذا الجهاز الصغير، الذي جذب باحثين أجانب إليه، إذ دعيت لحضور المؤتمر الدولي الرابع لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، الذي يعد أكبر منظمة مهنية فنية في العالم لتطوير التكنولوجيا، والذي عقدته إدارة الهندسة التكنولوجية والعلوم الاجتماعية الماليزية، في العاصمة البحرينية المنامة، وقامت بكتابة بحث علمي دقيق عن هذا الابتكار، ثم نشره وقبوله من قبل المؤتمر.
وقالت إسراء إن هذا الابتكار الذي يعمل عن طريق الاستشعار اللاسلكي يستطيع خدمة المجتمع الصحي في الإمارات، لا سيما مع زيادة عدد الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى السكر في الدم والخمول البدني، وفقا لإحصاءات محلية.
أما عن الجانب الطبي في هذا الابتكار، بحسب إسراء، فيكمن في قدرته على مراقبة حالة المريض، من خلال إطلاقه موجات كهرومغناطيسية بترددات مدروسة وآمنة ليجمع التغيرات الفسيولوجية من الجسم أي أنه لو حدث أي اضطراب في جسم المريض يقوم الجهاز بتشخيص حالته فوراً، ونقل جميع المعلومات إلى الطبيب المختص لاسلكياً وبسرعة فائقة وكفاءة عالية، وإذا تم الكشف عن حالة طارئة للمريض، يقوم الطبيب بإبلاغ المريض عن طريق إرسال التعليمات والتوجيهات المناسبة. ويمكن استخدام الجهاز من قبل المؤسسات العامة كالمستشفيات، كما يمكن استخدامها من قبل الأفراد، للاستغناء عن الحاجة إلى وجود ممرضين مرافقين للمرضى، كما أنه سيمنح المرضى حرية الحركة خارج المشفى من دون القلق على حالتهم الصحية.
وقالت إسراء إن الجهاز استغرق تنفيذه، 8 أشهر، ويتكون من هوائي متعدد المداخل والمخارج يعمل في نطاق الموجة الملي مترية 60 غيغا هرتز، وهو نطاق موجي لا يمكن اختراقه من قبل القراصنة، ما يوفر نقل المعلومات بشكل آمن ودقيق، كما أنه يسمح بإرسال كم هائل جداً وكبير من المعلومات الصحية عن المريض، حيث إن هذا النطاق يقع ما بين التردد (57-64) غيغا هرتز؛ أي أن عرض نطاق التردد يصل إلى 7 غيغا هرتز، وهو حجم يمنع حدوث أي تشويش عند نقل المعلومات، ما يضمن دقة وكفاءة التشخيص الصحي. ولم يكن هذا الابتكار وليد المصادفة، فقد واجهت إسراء تحديات عديدة أبسطها، صعوبة تصميمه، بما أن حجمه صغير جدا؛ أي أن مكوناته دقيقة جدا وتحسب بالمليمترات، فبعد محاولات وقياسات دقيقة جدا توصلت للتصميم المناسب مع القياسات المناسبة. وحول عيوب الجهاز المبدئية، تنفي إسراء وجود عيوب تشكل تأثيرا على جسم الإنسان، مؤكدة أن الموجات الصادرة من الهوائي آمنة جدا وتمت دراستها والتأكد من أن الإشعاعات الصادرة منه لا تسبّب أدنى ضرر.
أرسل تعليقك