واشنطن - يوسف مكي
أحدثت صيغة "MP3"، ثورة كبيرة في الطريقة التي يتم الاستماع بها إلى الموسيقى، حيث تحوّل العالم من استخدام "CD" و"وكمانز" الضخمة وأشرطة الكاسيت إلى مشغلات الموسيقى الرقمية "MP3"، منذ سنوات التسعينيات، ولكن تم إيقافها رسميًا الآن، حيث أعلن معهد فراونهوفر صاحب الفضل في ابتكار نسق الملفات الصوتية المضغوطة، إنهاء الترخيص الخاص به لبراءة اختراع "Mp3" وكل البرمجيات ذات الصلة رسميًا.
وأطلق على هذه الخطوة اسم "مذكرة الوفاة الرسمية" من قبل خبراء التكنولوجيا، وهو ما يدل على تحول في صناعة الصوت الرقمية نحو أشكال ذات جودة أفضل مثل الصيغة المعيارية "AAC" "الترميز السمعي المتقدم" و "FLAC" "خالية من فقدان الصوت الترميزي"، فهي أكثر كفاءة ولها وظائف أكبر، كما أنها تستعمل الآن في تدفق البث التلفزيوني والإذاعي لتقديم صوت عالي الجودة في معدلات بث أقل، وقد تم اعتماد صيغة "MP3" لمدة عقدين من الزمن لإحداث تحوّل كبير في صناعة الموسيقى نحو الملفات الرقمية، حيث كانت من بين أول الصيغ التي تستخدم على نطاق واسع للسماح للصوت الرقمي أن يتم ضغطه دون التأثير على جودة الصوت، ولا تعني هذه الخطوة، أن ملفات mp3 القديمة لن تشتغل بعد الآن، لكن سيتوقف اعتمادها من قبل الموزعين في الأيام المقبلة، ومن هذه اللحظة ستكون شيئًا من الماضي.
"الترميز السمعي" الآن هو الطريقة الأكثر شعبية للاستماع إلى الموسيقي، فيوجد في برامج مواقع مختلفة مثل "يوتيوب"، "سبوتفاي" والهواتف الذكية، وتتوفر بأحجام أقل بكثير مما كانت عليه "Mp3" إذ تنخفض مساحتها حتى 90%، وهذا يعني أن مستمعي الموسيقى اليوم أقل عرضة لتخزين ملفات كبيرة من الموسيقي على أجهزتهم، وهذا يعني توفر مساحة كبيرة من الذاكرة لتخزين ملفات أكثر.
وأفاد معهد فراونهوفر، أنّه "على الرغم من أن هناك صيغ أكثر كفاءة كالترميز الصوتي بالإضافة للميزات المتقدّمة المتاحة اليوم، فإن MP3 لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين المستهلكين".
وتستخدم معظم الخدمات الإعلامية المتطورة مثل البث التلفزيوني والإذاعي، برامج ترميز "ISO-MPEG" الحديثة، مثل عائلة الترميز الصوتي المتقدم "AAC"، أو في المستقبل "MPEG-H"، وقد ساعد معهد فراونهوفر للدوائر المتكاملة، وهو قسم من مؤسسة الأبحاث الألمانية التي ساهمت في تطوير MP3 في أواخر الثمانينيات، في إنشاء صيغة "AAC"، وأفاد المعهد أنّ ""AAC" تعدّ الآن المعيار الواقعي لتحميل الموسيقى وأشرطة الفيديو على الهواتف المحمولة".
أرسل تعليقك