تنفذ هيئة البيئة - أبوظبي برامج متعددة، لتوفير الحماية والحفاظ على السلاحف البحرية وحماية موائلها في مياه الإمارة، لا سيما أنها تلعب دوراً بيئياً مهماً وضرورياً في الأنظمة البيئية البحرية، لارتباطها الوثيق باستقرار قاع البحار والثروات السمكية، وهو ما يجعلها تضطلع بدور المؤشر على الصحة النسبية للموائل المائية.
ويبدأ منتصف مارس المقبل موسم التعشيش لسلاحف منقار الصقر، والسلاحف الخضراء، والذي يمتد حتى منتصف يونيو المقبل، ويتم تسجيل حوالي 200 عش لسلاحف منقار الصقر، خلال موسم التعشيش، وعادة ما يفقس البيض بين منتصف يونيو وأوائل أغسطس.
وتعتبر إناث السلاحف انتقائية للغاية عندما يتعلق الأمر باختيار مواقع التعشيش، وكثيراً ما تُشاهد على الشاطئ في ليال عديدة من دون انقطاع قبل قيامها بتحديد واختيار موقع تتوفر فيه الرمال المناسبة، ويكون بعيداً عن الأنشطة البشرية.
ويوفر نشاط التعشيش والفقس المتزايد الذي تم تسجيله خلال مسح السلاحف خلال العام الماضي دليلاً على صحة وسلامة النظم البيئية البحرية في أبوظبي، حيث تم لأول مرة رصد عش للسلاحف الخضراء في أحد المواقع الرئيسة لتعشيش سلاحف منقار الصقر في منطقة الظفرة، وذلك في إطار برنامج تقييم ومراقبة البيئة البحرية، وهو ما يعد حدثاً غير مسبوق، ستتم إضافته إلى السجلات التي ترصد سلوك تعشيش السلاحف الخضراء في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي.
ودعت هيئة البيئة – أبوظبي مرتادي الشواطئ في حال مشاهدة أي سلحفاة مصابة على الشاطئ، أو في البحر إلى التبليغ عبر الاتصال بمركز اتصال حكومة أبوظبي على الرقم 800555.
وحددت هيئة البيئة – أبوظبي 3 تهديدات تتعرض لها السلاحف البحرية وتؤدي إلى نفوقها، وتتمثل في الاصطدام بالقوارب أو قد تعلق في شباك الصيد أو النفوق نتيجة للتلوث البحري.
ونجحت هيئة البيئة في الحفاظ على استقرار أعداد السلاحف البحرية في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي، حيث تجري منذ عام 1999 أبحاث وبرامج المراقبة لحماية السلاحف البحرية لفهم سلوكياتها بشكل أكبر، كما أجرت بالتعاون مع شركائها دراستين لجمع البيانات حول أنماط هجرتها من خلال أجهزة التتبع عبر الأقمار الصناعية، حيث تم وضع أجهزة تعقب على 75 من سلاحف منقار الصقر، و45 سلحفاة خضراء، والتي كشفت عن مسارات الهجرة والمناطق المهمة لتغذية السلاحف.
ونتيجة للجهود التي تقوم بها هيئة البيئة فقد تم اختيار برامج إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية التي تقودها ضمن قائمة أفضل عشر مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة في 2022.
ووفقاً لإحصائيات هيئة البيئة – أبوظبي، فقد سجلت خلال موسم التعشيش الماضي 247 عشاً لسلاحف منقار الصقر، مقارنة بـ193 عشاً في عام 2022، بنسبة نجاح في عمليات التفقيس بلغت 72%، ما يدل على استقرار أعداد هذا النوع في مياه أبوظبي. وتعكس هذه الزيادة في نشاط التعشيش الجهود المستمرة التي تبذلها هيئة البيئة لحماية السلاحف البحرية التي تأويها الإمارة، حيث يعتبر التعشيش مؤشراً رئيساً على صحة النظام البيئي البحري.
وتنتشر في محيطات العالم سبعة أنواع من السلاحف البحرية، يمكن مشاهدة أربعة أنواع منها في أبوظبي، حيث يتواجد اثنان منها بشكل رئيس في مياه الإمارة، هما سلاحف منقار الصقر، والسلاحف الخضراء، في حين أن النوعين الآخرين يزوران مياه الإمارة من حين لآخر وهما: السلحفاة ضخمة الرأس، وسلحفاة ريدلي الزيتونية.
أبوظبي
في أبوظبي، تم رصد معظم سلاحف منقار الصقر، والسلاحف الخضراء في مياه منطقة الظفرة، التي تقع بين جزيرتي أبو الأبيض وبوطينة، وكذلك في المياه المتاخمة لجزيرتي الياسات والمهيمات، حيث توفر هذه المناطق مروجاً واسعة من الأعشاب البحرية والطحالب، وموائل الشعاب المرجانية.
وقد يهمك أيضًا :
دراسة تتوصّل لحل لغز الحاسة السادسة المغناطيسية عند الحيوانات
آلاف السلاحف تنطق من إندونيسيا إلى «الحرية» في أمواج المحيط
أرسل تعليقك