لندن _ماريا طبراني
كشفت مجموعة من الباحثين، أن كلاب جيرمن شيبرد استطاعت، بعد تدريب لمدة 6 أشهر، اكتشاف المصابين بسرطان الثدي بدقة 100%، وتعد التقنية بسيطة وغير مكلفة، ويُمكن أن تحدث ثورة في الكشف عن السرطان في البلدان التي يصعب فيها تصوير الثدي بالأشعة.
وأوضحت إيزابيل فرومانتين، التي تقود مشروع Kdog للصحافين في باريس، "في تلك البلدان هناك أطباء وجراحون، ولكن في المناطق الريفية غالبُا ما تكون إمكانية التشخيص محدودة، ما يعني أن الناس يصلون إلى العلاج المنقذ للحياة بشكل متأخر، وإذا نجحت تلك الطريقة يمكن تنفيذها سريعًا".
وعمل الباحثون على افتراض أن خلايا سرطان الثدي لها رائحة مميزة، تلتقطها أنوف الكلاب الحساسة، وجمعوا عينات من 31 مريضًا بالسرطان، وتمثلت في ضمادات وضعها المرضى على الثدي المصاب، وبمساعدة إخصائي الكلاب جاكي إكسبيرتون، قام الفريق بتدريب كلاب جيرمن شيبرد ثور ونيكيوس، للتعرف على الخرق السرطانية وتمييزها عن غير السرطانية، من خلال الاعتماد على فكرة اللعب والمكافأة بالنسبة للكلاب، وبعد 6 أشهر من التدريب تم اختبار الكلاب خلال عدة أيام في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط من هذا العام.
واستخدم الباحثون، 31 ضمادة لمرضى السرطان تختلف عن تلك التي تم تدريب الكلاب عليها، واستُخدمت ضمادة واحدة لكل تجربة بجانب ثلاثة عينات من النساء الذين لا يعانون من السرطان، ووضعت كل ضمادة في ندوق مع شكل مخروطي بحيث يمكن للكلاب إلصاق أنوفهم واستنشاق الرائحة، مع استنشاق 4 صناديق في كل اختبار، وتم تكرار التمرين مرة واحدة مع كل عينة، ما يعني وجود 62 استجابة فردية من الكلاب في المجمل، وفي الجولة الأولى كشفت الكلاب 28 من أصل 31 ضمادة سرطانية بمعدل نجاح 90%، وفي التجربة الثانية أحرزت الكلاب 100% من خلال الجلوس أمام الصندوق الذي يحتوي على العينة السرطانية مع الكمامة في الجزء المخروطي.
وقال أموري مارتن من معهد كوري: "هناك تقنية تعمل بشكل جيد، ولكن في بعض الأحيان الأشياء الأكثر وضوحًا يمكنها المساعدة أيضًا، ويتمثل هدفنا في معرفة ما إن كان يمكننا الانتقال من الحكمة التقليدية إلى العلم الحقيقي مع التحقق السريري والبحثي".
وكانت تلك مرحلة إثبات المفهوم في مشروع Kdog ، وتتمثل المرحلة التالية في التجربة السريرية على المزيد من المرضى وكلاب أخرى، ولكن لا يزال فريق الباحثين في حاجة للتمويل، ويعتقد الفريق أنه يومًا ما يمكن استبدال الكلاب بآلات الاستنشاق، وربما جيوش من المشخصين الإلكترونيين لتحليل عينات الناس عن بعد، عن طريق إرسال العينات.
ويبين الخبراء، أن هناك القليل من الخطر من الكلاب المدربة باستخدام مهارتهم المكتسبة الجديدة في التعامل بعنف مع المصابين خارج المختبرات، مضيفين "أجريت تلك الاختبارات في بيئة عمل محددة للغاية، ولكن في سياق مختلف من غير المحتمل أن تهجم الكلاب على الناس عشوائيًا في الشارع"، وبين الفريق أن الكلاب هي الوحيدة التي عملت على كشف سرطان الثدي من عينات الجلد نفسه.
وتتمثل مشاريع الأبحاث الأخرى، في اختبار قدرة الكلاب على شم رائحة أنواع مختلفة من السرطان، من خلال عينات من الجلد نفسه أو الدم أو البول أو زفير الناس في الهواء، وفي فرنسا هناك فرصة للبقاء على قيد الحياة لمدة 10 أعوام من تشخيص سرطان الثدي بنسبة 85%، مقارنة بنحو 50% في البلدان الفقيرة.
أرسل تعليقك