يُعرف على مر العصور قيمة الأحجار العتيقة، ودائمًا ما يتم تقديرها لتصميماتها الداخلية الخالية من العيوب والقيمة الزخرفية العالية؛ ولكن من اللافت أن الكائنات الحية الدقيقة جعلته مكانًا للعيش, حيث اكتشف الخبراء أنماطًا شبيهة بالأنفاق داخل الأحجار الكريمة - تُستخدم في الأقراط والقلائد -التي يعتقدون أنها قد تكون صنعت بواسطة نوع من الفطريات, وليست هذه هي المرة الأولى التي تخترق فيها المخلوقات طريقها داخل الخشب والحجر وحتى العظم لصنع منزلهم.
بلورات العقيق
وأوضح الباحثون أن هذا النوع من السلوك غير مألوف في مادة كثيفة مثل العقيق، وحقق العلماء من جامعة جنوب الدنمارك هذه النتيجة من خلال دراسة بلورات العقيق التي اكتشفوها في رواسب الأنهار والتربة في تايلاند, ويكون أحد التفسيرات للعلامات وجود حبيبات من معادن أخرى، ومع ذلك، فإن صلابة العقيق تعني أن الألماس والياقوت الأزرق هم المرشحون الوحيدون القاسيون بما يكفي لاختراق الأحجار الكريمة.
وبالنظر إلى أن هذه الأمور لا توجد في كثير من الأحيان في المنطقة ذاتها، فقد استبعدها الباحثون أنها احتمال, وتأكد ذلك عندما فتحت الأحجار الكريمة الحمراء للعثور على آثار المركبات العضوية داخل هياكل تشبه الأنفاق، مما يوحي بأن شيئا ما كان يعيش داخلها.
الحياة الجرثومية
وعززت الأنماط التي اكتشفوها في ربط هذه الأنفاق بهذا الاعتقاد، مما يوحي بأنهم شكّلوا جزئيًا على الأقل من خلال Endoliths, وهي شكل من أشكال الحياة الميكروبية التي تتخصص في العيش داخل مادة أخرى، إما عن طريق حفر طريقهم من خلالها أو عن طريق الانتقال إلى الثقوب والتجاويف الموجودة بها.
حقيقة صُنع الأنفاق
وكشف العلماء أن هناك الآلاف من الأنواع المعروفة من endoliths، بما في ذلك أنواع البكتيريا والعتائق، والفطريات, ويعتقد الفريق أن شكل من أشكال الفطريات هو المرشح الأكثر احتمالاً لصنع الأنفاق التي اكتشفوها في العقيق.
وقال ماغنوس إيفارسون في حديثه إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي قاد الدراسة "لا توجد في الأصل أية معادن يمكن دفعها من خلال عقيق مثل هذا".
ويقول الفريق "إن معرفة ما إذا كانت هذه الكائنات الحية نجحت في حفر الأنفاق ذاتها أم لا، إن شكل الأنفاق، الذي تم فحصه تحت أنواع مختلفة من الميكروسكوب، لا يستبعد تمامًا عملية غير بيولوجية نجحت في صنعه, ومع ذلك، فإن بعض السمات المميزة لتلك المخلوقات، مثل المفاغرة، والتي تربط بين ممرات بين الأنفاق المجاورة، تشير إلى أنها تشكلت جزئيًا على الأقل بواسطة ميكروبات متآلفة, ويعتقد الفريق أن التجوية على العقيق توفر مناطق سطحية أولية يمكن أن تستوطنها النباتات الفطرية
endoliths الفطرية
وأضاف الفريق "في الرواسب الفقيرة في الحديد مثل تلك التي درُست هنا، تمثل العقيق مصدرًا نادرًا من الحديد للميكروبات المؤكسدة بالحديد, وهذا يشجع على endoliths الفطرية للحفر أعمق، وذلك باستخدام عملية كيميائية لم يتم تعريفها حتى الآن
وقال الدكتور إيفارسون لصحيفة "نيويورك تايمز"، "أعتقد أن هناك عملية من خطوتين، وهي عملية تجوية سطحية، ثم يتولى كائن ما السيطرة, وسيتطلب تأكيد هوية حُفَّار الأنفاق رصد الكائنات الحية في بيئة مختبرية في اختبارات أخرى".
وتم نشر النتائج الكاملة للدراسة في مجلة PLOS One.
أرسل تعليقك