لندن ـ كاتيا حداد
يشترك شمبانزي البونوبو في العديد مِن السمات مع البشر، مثل الرغبة في مساعدة الغرباء ومشاركة طعامه مع الآخرين من أقرانه، ووجد العلماء الآن شيئا آخر يُشبهنا بهذه القرود، فهي تُدير أنوفها للطعام السيئ، إذ كشفت أبحاث جديدة أن هذه الرئيسيات تفقد شهيتها إذا شعرت بالاشمئزاز من شيء ما، وتكره بشكل خاص الطعام القذر، وتتحوّل شهية هذه القرود إذا تم تقديم الطعام لهم بالقرب من البراز والتربة أو الروائح الكريهة.
ويأمل العلماء في أن يساعدهم هذا الاكتشاف في تتبع الأصول التطورية للاشمئزاز ومعرفة المزيد عن سلوك البونوبو، ووفقا إلى باحثين من معهد أبحاث بريموت التابع إلى جامعة كيوتو، فإن شمبانزي البونوبو يتغذّى على الطعام النظيف لكنه أيضا يتجنّب أي شيء ملوّث بثبات.
وقال البروفيسور سيسيل سارابيان، المؤلف الرئيسي للدراسة: "تشير الدراسات الحالية إلى أن الحيوانات طوّرت نظامًا للحماية من مثل هذه التهديدات، التي تُعرف الآن باسم النظام التكيفي للاشمئزاز"، وأضاف "على سبيل المثال، فالسوائل الجسدية هي مسبب رئيسي للاشمئزاز في البشر، وفي الآونة الأخيرة، نشرنا أدلة على وجود نفس التفاعل في لدى الشمابنزي والقرود"، ففي الطبيعة، تكون الطفيليات ومسببات الأمراض في كل مكان، لذلك من المهم للغاية للحيوانات اكتشاف وتجنّب المخاطر.
في سلسلة من التجارب، تم عرض خيارات غذائية مختلفة لـ"البونوبو"، إذ كانت تقدم لهم الأطعمة الملوثة بالبراز أو التربة، المواد الغذائية المرتبطة بالملوث، طعام ملوث سابقا أو روائح البراز أو الطعام المتعفن، وزادت حساسيتهم تجاه مخاطر التلوث عندما يقدم لهم الطعام المتلوث. وأظهرت تجربة أخرى أن البونوبو أقل عرضة للانخراط في أنشطة استكشافية مثل لمس وتذوق أشياء جديدة عند مواجهة الروائح "السيئة".
قال الدكتور سارابيان "تتناسب هذه النتائج مع ما يتوقعه المرء إذا كان البونوبو لديه نظام من الاشمئزاز يقود إلى اتخاذ القرارات السلوكية"، وأضاف "من المثير للاهتمام أن الرّضع والأطفال الصغار من البونوبو أظهروا قدرا أقل من الحذر، مما يطابق سلوك الأطفال الرضع البشرين في سياقات مماثلة"، مما يشير إلى أحد التفسيرات المحتملة حيث إن الرضع يمرضون من هذا السلوك، مما يساعدهم على بناء أنظمتهم المناعية في وقت حرج من تطورهم. لم ينتهِ الفريق بعد مما إذا كان البونوبو أنفسهم يعبرون عن الاشمئزاز بطريقة يمكننا التعرف عليها، فهم يخططون لمواصلة بحثهم ومواصلة التحقيق في أصول الاشمئزاز في البشر.
أرسل تعليقك