واشنطن رولا عيسى
يزرع المزارعان جون ونيك أولسون الخضار في مزرعتهما الممتدة على مساحة 33 فدانا في وسط ولاية مينيسوتا بجانب زراعة 7 أفدنة من المحاصيل بما في ذلك الطماطم والخيار والبصل، ويزرعان أيضا النباتات المزهرة مثل القرانيا والبلسان لاستيعاب أنواع النحل والفراشات الأساسية للمحافظة على صحة المحاصيل، ولا تعد عائلة أولسون من مربي النحل لكنها جزء من حركة لإعادة الزراعة المستدامة في بيئة صحية، وتعمل العائلة مع أحد علماء الأحياء لاكتشاف النباتات التي تجذب النحل لتلقيح النباتات كجزء من مشروع عام 2013 بواسطة منظمة Xerces Society وهي منظمة غير هادفة للربح متخصصة في الحفاظ على الحياة البرية، وتتلقى العائلة بذورا من المنظمة وتزرع الأعشاب والزهور التي تجذب الخنافس والتي تساعد في الدفاع عن الخضراوات ضد الآفات.
وذكر جون ألسون "هناك حاليا طن من النحل وكذلك الحشرات المفترسة، كما أن النباتات المزهرة تضيف جمالا إلى الأرض، إنها جيدة للموائل وهي محببة لنا أيضا"، وتعد جهود عائلة ألسون ضمن جهود شراكة General Mills مع منظمة Xerces ووزارة الزراعة الأميركية والتي تأمل في تكرار المبادرة في مناطق أخرى من البلاد، وتسهم الشركة بـ2 مليون دولار لمشروع مستمر بواسطة Xerces لاستعادة 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية في أميركا الشمالية على مدى السنوات الخمس المقبلة، ويتلقى المشروع 2 مليون دولار إضافية من وزارة الزراعة ما يجعل استثمار General Mills في استعادة موائل المُلقحات بإجمالي 6 ملايين دولار منذ 2011.
وذكر جيري لينش الرئيس التنفيذي للاستدامة في منظمة General Mills "معظم منتجاتنا تحتوي على العسل والفواكه والخضراوات وغيرها من المكونات التي تتطلب التلقيح، ولذلك تعتبر وفرة أعداد النحل أولوية لنا"، وتحقق الملقحات سنويا أكثر من 24 بليون دولار للاقتصاد الأميركي، ويعد نحل العسل وحده مسؤولا عن تحقيق 15 بليون دولار من خلال زيادة إنتاج الفواكه والمكسرات والخضراوات، إلا أن النحل وغيره من الملقحات مثل الفراشات تعاني من تناقص مستمر في السنوات الأخيرة ما جعل عمالقة إنتاج الطعام يجلسون ويفكرون في الأمر، وأفادت وزارة الزراعة أن ما يقرب من 30% من نحل العسل الأميركي فقد في الشتاء الماضي، بينما يواجه أكثر من الربع من بين 46 من النحل الطنان في أميركا الشمالية من الخطر، بينما كشفت دراسة أخرى أن 40% من الملقحات بما في ذلك النحل والفراشات في تراجع في جميع أنحاء العالم.
وأردف سكوت بلاك المدير التنفيذي لمنظمة Xerces Society "واحد من ثلاثة من الأطعمة التي نأكلها يأتي من الملقحات وكذلك نحو ثلاثة أرباع المحاصيل التي نأكلها"، ولا يزال العلماء يحققون في سبب الوفاة بالجملة للنحل، ويعقتدون أن المبيدات الحشرية والفطرية والأمراض وفقدان الموائل من العوامل التي تسهم في وفاة النحل، وتشير الدراسات إلى أن استعادة الموائل وسيلة فعالة لزيادة النحل وغيره من الملقحات، وأنشأ الرئيس أوباما فرقة عمل عام 2014 وضعت خطة لزيادة أعداد المُلقحات، وتعهدت باستعادة 7 ملايين فدان من الأراضي للملقحات على مدى السنوات الخمس المقبلة، وأوضح أندوني ميلاثوبولوس الأستاذ المساعد في الإرشاد الصحي للملقحات في جامعة ولاية أوريغون "استعادة الملقحات تتلخص في وجود الأنواع الصحيحة من الزهور بكثرة في الأماكن التي تعيش فيها الملقحات".
وتعين منظمة Xerces ستة أخصائيين في الحفاظ على البرية للعمل مع موظفين من خدمة الحفاط على الموارد الطبيعية والتي لديها مكاتب ميدانية في جميع أنحاء البلاد، وتعمل الخدمة مع المزارعين المحليين، وتوضح Xerces أنه لا توجد حدود لنوع أو حجم المزارع التي يمكنها المشاركة، وسيزور متخصصو منظمة Xerces كل مزرعة مشاركة للمساعدة في وضع خطة بما يتم زراعته وموضع زراعته وكيفية التقليل من استخدام المبيدات الحشرية، وعلى سبيل المثال يمكن للمزارعين في كاليفورنيا زراعة نبات "baby blue eyes" لجذب النحل الأم أو نبات الصقلاب لجذب فراشات الملك، وتابع بلاك "الكثير من المزارعين جيدون في زراعة المحاصيل المنفردة ولكن الملقحات تتعلق بالتنوع، وأحيانا تكون بعض الأماكن أكثر رطوبة والبعض الأخر أكثر جفافا أو على منحدر، وهناك الكثير مما يجب معرفته لاختيار أنواع الزهور التي تجذب المُلقحات".
وتوجد بعض السلبيات المحتملة لأي من جهود استعادة الموائل، فربما تتواجد بعض الحشرات التي تضر بالمحاصيل في المزارع، وسيتعلم المزارعون ضمن البرنامج كيفية تقليل هذه المخاطر عن طريق اختبار النباتات لا تحبها الآفات، وتعد استعادة الموائل مكلفة تبعا لكمية العمل اللازمة للتحضير للزراعة وأنواع النباتات المستخدمة، وأوضح بلاك أن أقل تكلفة للموائل تبلغ 500 دولار للفدان، ولكن تتكلف الموائل المزدهرة مع كميات كثيفة من النباتات ما يتراوح بين ألف إلى 2000 دولار للفدان، وتتكلف سياجات الشجيرات التي تتكون من نباتات خشبية وتوضع في خط مستقيم حول حقول المحاصيل ما يتراوح بين 5 -6 آلاف دولار لكل ميل، كما يتطلب إعداد التربة وزراعة الزهور والشجيرات أعداد كبيرة من العمالة أكثر مما يعتقد المزارعون.
وتابع بلاك "نعيش في مجتمع يمكن فيه إنجاز كل شيء الآن"، وتقيس منظمة Xerces مدى نجاح المشروع من خلال الأفدنة التي تم إنشاؤها للملقحات، ومن المخطط زراعة ما يقرب من 150 ألف فدان هذا العام، و400 ألف فدان منذ البدء عام 2008، ويعتزم علماء الأحياء السير بين الحقول وتسجيل أعداد وأنواع النحل، وبيّن بلاك أن خلق موائل لاستيعاب مجموعة متنوعة من أنواع النحل يمكن أن يكون في بعض الأحيان أكثر أهمية من الحفاظ على عدد كبير من النحل، فكل نوع يفضل زيارة أنواع معينة من الزهور والنباتات وبالتالي يعد الخليط من هذه الأنواع جيدا للتلقيح، وأضاف جون ألسون "نريد أن نحدث فارقا من خلال أرضنا الصغيرة وجعلها أداة لتعليم أطفالنا والمجتمع".
أرسل تعليقك