اجتمعت الأمم المتحدة، يوم السبت، في بولندا؛ لمناقشة مسودة اتفاق التغير المناخي، والتي قالت مصادر إنها من المُرجّح أن يتم تمريرها، حيث قدّم المندوبون المنهكون تنازلات بشأن بعض القضايا الرئيسية، ولكنهم تركوا العديد من المشاكل المُثيرة للخلاف لحلها في العام المقبل.
ويبدو أن النتيجة لم تكن بمثابة تقدّم مفاجئ، فبعض البلدان ومنظمي الحملات أملوا في تحقيق طفرة ملحوظة، كما أن المناقشات ستبقى قائمة بشأن صيغة الجوانب الرئيسية لقواعد تنفيذ اتفاق باريس للمناخ 2015.
وأعدّ المندوبون خلال الأسبوعين الماضيين، نصًا بشأن الآليات المعقدة المطلوبة لإدخال أهداف اتفاق باريس حيز التنفيذ، وقد بدا ناجحًا جزئيًا مع اقتراب المحادثات من الموعد النهائي، يوم الجمعة، ومن المرجّح أن تستمر حتى بعد ظهر يوم السبت على الأقل.
وسيتيح النص للبلدان توضيح النقاط الرئيسية مثل المحاسبة على انبعاثات غازات الدفيئة، وتسجيل انخفاض معدل الكربون، كما سيذهبون إلى تشجيع زيادة جهود تطبق اتفاق تغير المناخ في كل بلد.
ويكون من بين القضايا التي تعيق التقدّم، هي مسألة التقنية الفائقة بشأن ما الذي ينبغي أن يحدث للسوق الائتماني للكربون، والتي تحتفظ بها بعض البلدان؛ تقديرًا لجهودها في خفض الانبعاثات، ومصارفها الكربونية، مثل الغابات، إذ يتم حساب هذه الأرصدة في أهداف خفض الانبعاثات في البلدان.
وقدّمت البرازيل صيغة قد تفيد البلاد بسبب غطاء الغابات المطيرة الضخم، لكن المنتقدين قالوا إن الثغرات التي سمحت بالعد المزدوج لأرصدة الكربون ستؤدي إلى تقويض نزاهة النظام بشدة.
وكان من غير المرجّح حل هذه المسألة في الوقت المتبقي، ولكنها أعطت إشارة إلى موقف البرازيل المحتمل في المحادثات المقبلة. وكان من المفترض عقد مؤتمر العام المقبل في البرازيل، لكنه سيعقد في تشيلي؛ لأن رئيس البرازيل القادم، جائير بولسونارو، سحب عرض استضافة المؤتمر.
وكانت البرازيل مؤيدًا موثوقًا للمحادثات السنوية في الماضي وعملت على التوسط في الصفقات بين العالم المتقدم والنامي، ومن دون الدعم البرايلي في المستقبل، من المرجح أن تتفاقم المحادثات أكثر فأكثر.
ولعبت السعودية والولايات المتحدة وروسيا والكويت دورًا مُدمرًا في المحادثات،مما أدى إلى تخفيف القرار الذي كان يرحّب بالتقرير الأخير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ وارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، إذ يوضّح العواقب الوخيمة لذلك.
وسيجعل الحل الوسط في النص المعاد صياغته جميع البلدان ترحب بالإنجاز المحقق في الوقت المناسب، لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ولكن الناشطين أشاروا إلى ضعفه لأنه يشير فقط إلى توقيت إصدار التقرير وليس محتواه.
وانضم الاتحاد الأوروبي، والعديد من الدول المتقدمة وعشرات الدول النامية، في الإعلان عن أنهم سيركزون على منع زيادة درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية في جهود خفض الكربون.
وكان هناك بعض العروض الجديدة من الدول الغنية لتمويل البلدان النامية؛ للمساعدة على خفض الانبعاثات والتكيف مع آثار تغير المناخ، وهي قضية أخرى تم دفعها إلى المحادثات المستقبلية.
و حزنت الوفود لسماع خبر وفاة المفاوضة الفلبينية المخضرمة، برناديتاس دي كاسترو مولر، والتي كان حضورها ملحوظا في المحادثات منذ ما يقرب من 30 عامًا.
أرسل تعليقك