معلمة مغربية تعانق الحياة بيد واحدة وتفتخر بإعاقتها
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

معلمة مغربية تعانق الحياة بيد واحدة وتفتخر بإعاقتها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - معلمة مغربية تعانق الحياة بيد واحدة وتفتخر بإعاقتها

العاصمة المغربية
الرباط - صوت الإمارات

"يد واحدة لا تصفق ولكنها تكتب! تحرث وتزرع فتحصد؛ اليد الواحدة إن لم تجد أخرى لا يعني أنها تموت وحيدة لطالما آمنت بهذا؛ يجب علينا تجديد المفاهيم!"
بهذه الكلمات الملهمة تجابه سعيدة زهير إعاقتها بفخر. المعلمة الشابة التي تسكن الدار البيضاء عاصمة المغرب الاقتصادية، أصبحت مؤخرا محط اهتمام من متابعين يزداد عددهم يوما بعد يوم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأضحت ميكروفونات عدد من المنصات المغربية تتلقف كلماتها باعتبارها رمزا للطموح والعزيمة.

ما دور الصحة النفسية لمساندة من فقد أحد أعضاء جسده؟
تقول الشابة ذات الـ31 عاما في حديث لها: "ولدت بيد واحدة غير مكتملة، وعشت وأنا أحارب مطبات الحياة بيد واحدة".
بيد واحدة غير مكتملة خاضت سعيدة معاركها الخاصة في الحياة، كان قدرها أن تولد مختلفة عن أقرانها، لكنها قررت أن تعيش حياتها بشجاعة وألا تستسلم لنظرات الشفقة التي يلقيها البعض.
تعود الشابة سنوات إلى الوراء وتتذكر كيف رفض مدير المدرسة الابتدائية تسجيلها متحججا بحاجتها لرعاية خاصة، بل إن البعض اعتبرها في طفولتها عقابا مسلطا على أسرتها.

ماهو دور المجتمع تجاه ذوي الهمم؟

وأضافت سعيدة: "حاليا أعيش حياة هادئة رفقة أسرتي وأمارس مهنتي بشكل طبيعي، ولأن الإعاقة ليست نقطة ضعف بل قوة، قررت مصالحة ذاتي وترك نظرة المجتمع خلفي وركزت فقط على تحقيق ذاتي وحلمي ونجحت في ذلك بيد واحدة فقط، إن سألتني عن سر قوتي سأخبرك: أنا لم أختر إعاقتي. اختلافي هو ما يميزني وإعاقتي هي ما يعطي حياتي نكهة يفتقدها كثيرون".
تخرجت سعيدة زهير في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء من شعبة الدراسات الإسلامية، ولم تواجه خلال تلك المرحلة أي تنمر، فالجامعة على حد قولها تضم طلبة في وضعيات إعاقة مختلفة.
وأنشأت سعيدة مدونة على "فيسبوك" تشارك فيها أفكار حياتها وتكشف كيف تواجه تحدياتها، وأطلقت عليها اسم "حلم بيد واحدة".
وقالت المعلمة التي تدرس بمؤسسة خاصة في بوسكورة بضاحية الدار البيضاء: "أنا اليوم أشارك الناس قصتي من خلال صفحتي (حلم بيد واحدة)، ربما هناك من سحقته الحياة يتصادف مع منشوراتي فيبزغ عنده نور خافت يقيمه من جديد".
ونشرت في تدوينة لها وهي على أرجوحة: "لن تستشعروا حجم السعادة التي عشتها أثناء هذه اللحظة وأنا أحاول تحقيق حلم طفولي، لم أستطع تحقيقه آنذاك بسبب صعوبة التوازن على حبل الأرجوحة بيد واحدة".
"أن تكوني امرأة وفي وضعية إعاقة ليس بالأمر الهين في مجتمعنا" تقول سعيدة، التي تحكي أن أصعب مرحلة في حياتها كانت خلال بحثها عن عمل، فبينما لم تجد صديقاتها صعوبات في الاندماج داخل سوق الشغل، كانت طلباتها هي تقابل بالرفض أو التسويف.
ولم تخفِ المعلمة الشابة أنها تلقت أحيانا كثيرة أسئلة من طلابها الصغار، الذين يبادرون لطرح تساؤلات من قبيل "أين اختفت يدك؟".
وتحكي، عن حادثة طريفة أثناء إلقاء درس وسط الفصل السنة الماضية، قائلة: "بعدما طلبت من طلاب السنة الأولى الابتدائية الاستعداد لحصة الإملاء، رفع تلميذ أصبعه وفاجأني بسؤاله طفولي بريء: معلمتي أين يدك اليسرى؟ فصاح الجميع: ليست لديها يد يا يونس!".
واسترسلت المعلمة: "ابتسمتُ بلطف ومررت كفي على رأسه وأخبرته أن الله تعالى هو الفعال لما يريد، وأن ابتلاءه لأحد عباده إنما هو لاختبار صبره حتى يعوضه عن ذلك، وختمت كلامي بقولي: لقد سبقتني يدي إلى الجنة".

قد يهمك ايضا
مذيعة مغربية تتوقف عن إكمال النشرة الإخبارية بسبب ابنها
بريطانيا تؤكد نقود جهدا عالميا لإيصال لقاحات كورونا إلى البلدان الفقيرة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معلمة مغربية تعانق الحياة بيد واحدة وتفتخر بإعاقتها معلمة مغربية تعانق الحياة بيد واحدة وتفتخر بإعاقتها



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates