لندن - صوت الإمارات
مع استمرار إغلاق معظم المدارس في جامايكا بسبب الوباء، تتحدى المعلمة تانيكا مكوي كل يوم خطر طلقات نارية طائشة من حرب العصابات منطقة البحر الكاريبي، وتتجول حول مدينتها وفي شوارعها المختلفة، في كينجستون لترسم "سبورات" وتشرع عليها الدروس للأطفال العالقين في المنزل.ويلتقط الآباء والأطفال صورًا للدروس على هواتفهم أو يكتبونها في دفتر ملاحظات، في وقت لاحق، ويمر الأطفال من منزل مكوي لتسليم أو إنجاز واجباتهم المدرسية، وهم يرتدون أقنعة الوجه ويحترمون تدابير التباعد الاجتماعي أثناء وقوفهم في الصف، وفق موقع "ذا جاكارتا بوست".
وقالت مكوي، 39 عامًا، إنها شعرت بأنها مضطرة لبدء المشروع عندما وصل فيروس كورونا وانتشر في جامايكا قبل سبعة أشهر وأغلقت الحكومة مدارسها من أجل احتواء العدوى، ومنذ ذلك الحين وهي تحاول أن تشرح الدروس عبر جدران الشوارع.وشعرت أن لديها واجب تجاه هؤلاء الأطفال العالقين في منازلهم بسبب الظروف المختلفة، صحية وسياسية، وعبرت عن ذلك: "قلت إننا يجب أن نلتقي بهم ونوفر لهم مصدر للتعلم، لذلك كان يجب أن أفعل شيئًا لهؤلاء الأطفال" .
في البداية جعلت مكوي زوجها يرسم تسعة ألواح سوداء –سبورات- ثم بدأت في النهوض قبل الفجر لتتجول عبر ممرات موحلة وشوارع مليئة بالحفر لتكتب عليها دروسًا في الحساب ومعرفة القراءة والكتابة باللون الأخضر والأرجواني والأبيض، وقدرت المعلمة، التي انضم إليها مدرسون آخرون فيما بعد عندما شاهدوا الجهد الذي تبذله، بمن فيهم ابنتها البالغة من العمر 23 عامًا، أنها تصل الآن إلى حوالي 120 طفلاً في أنحاء المدينة.وبينما استؤنفت الدروس في وقت سابق عبر الإنترنت، فإن مشروعها لم يتوقف بل رأته ملائم أكثر من أي وقت لأن العديد من أطفال المدارس في جامايكا ليس لديهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الضرورية أو الإنترنت، وهي مشكلة للعديد من العائلات في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ويقول السكان المحليون، إن دروسها توفر فترة راحة من الواقع القاسي الذي يعيشه المجتمع، حيث قالت الأم ناتالي تورنر: "في الوقت الحالي المجتمع الذي نعيش فيه عنيف للغاية ويؤثر على الأطفال، لذلك إذا تمكنوا من القدوم ومشاهدة العمل على السبورة على الأقل يمكن أن يشغل شيء من وقتهم".وانتشرت هذه المبادرة على المستوى الوطني مما حفز القطاع الخاص على تقديم الدعم المالي والإمدادات، حيث قالت ريبيكا تورتيلو، أخصائية التعليم في فرع جامايكا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف): "بالنسبة للبعض يعتبر التدريس دعوة سامية ومكوي تمثل ذلك"، موضحة: "نحن على اتصال بالحكومة لمعرفة ما إذا كان يمكن توسيع نطاق فكرتها المبتكرة وأفضل السبل لتنفيذها".
قد يهمك ايضا
خادم الحرمين الشريفين يهنئ حاكم عام جامايكا بذكرى استقلال بلاده
تعرّفي على أفكار لتنظيم مواعيد نوم الأطفال خلال الدراسة
أرسل تعليقك