انخفاض أعداد الطلاب الذين يدرسون الموسيقى في بريطانيا
آخر تحديث 15:53:42 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تعتبر لغة صعبة شديدة التعقيد شأنها شأن "اللاتينية"

انخفاض أعداد الطلاب الذين يدرسون الموسيقى في بريطانيا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - انخفاض أعداد الطلاب الذين يدرسون الموسيقى في بريطانيا

التعليم الموسيقى في المدارس الحكومية يشهد أزمة شديدة
لندن - ماريا طبراني

يشهد التعليم الموسيقي، في الوقت الراهن، تدهورًا شديدًا في جميع أنحاء بريطانيا، ومن المعروف أن المجال الموسيقى يساهم بصورة هائلة في الاقتصاد في البلاد؛ إذ يقدّر صافي أرباح جميع المجالات الإبداعية بنحو 85 مليار جنيه إسترليني سنويًا بالنسبة إلى الناتج الإجمالي المحلي، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الحكومة تشيح بوجهها عن أهمية التعليم الموسيقي في المدارس البريطانية، حيث يركز حزب المحافظين على شهادة الثانوية الإنجليزية، فيما يسعى إلى زيادة عدد الطلاب الذين يدرسون العلوم واللغات.

ووصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، هذا الأمر بـ"العار الشديد"، بيد أن هناك دراسات شتى أظهرت أن الموسيقى تساعد الأطفال على التعلّم وتعزّز لديهم الشعور بالسعادة، ومن المثير للاهتمام أن الحكومة البريطانية تهتم بالتنمية النفسية في المدارس، كما أعلنت أخيرًا عن خطط لتدشين برامج تدريبية على الصحة النفسية للتلاميذ، إلا أنها لم توضح للساسة البريطانيين أن ذلك الأمر يمكن تحقيقه من خلال الفنون.

ويشهد التعليم الموسيقي عثرة حقيقة منذ عام 2010، حينما طرحت الحكومة نظام الشهادة الثانوية، ما أدى إلى انخفاض أعداد الطلاب الذين يدرسون الموسيقى من خلال الشهادة العامة للتعليم الثانوي، فيما شهدت المرحلة المتقدمة أو المرحلة "أ" انخفاضًا في نسبة الطلاب بنحو 9%، لأن الأساتذة والمعلمين صبوا انتباههم على المواد الأكاديمية أكثر من المواد الفنية.

وأضافت "الغارديان" أن الآباء والتلاميذ على حد سواء قد تحمّلوا عبء الدروس الخصوصية، وهو ما وضع أولئك الذين لا يستطيعون تحمل نفقات تلك الدروس في وضع لا يُحسدوا عليه، وفي 2014، أعلنت "أوركسترا بريطانيا العظمى للأطفال" أن 70% من أعضائها ممن تتراوح أعمارهم ما بين الـ7 والـ13 عامًا، والذين يدرسون في المدراس الحكومية، يتلقون دروسًا خصوصية، وفي الفترة ما بين 2012 و2013، جاء 10% فقط من طلاب الموسيقى بالجامعات من خلفيات عرقية سوداء وآسيوية وأقليات عرقية أخرى، إلا أن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد، ففي إطار المواد الإبداعية، يتم تدريس الموسيقى بصورة أكاديمية للغاية، وهذا يعني أن المعرفة النظرية هي السبيل الرئيسي للتطور والتقدم، ولما كانت هناك وظائف في المهن الموسيقية لغير المتعلمين موسيقيًا بشكل أكاديمي، كما هو الحال مع فناني البوب والراب، فإن هناك عشرات الجوقات وجمعيات الهواة ركزت بصورة أكبر على دراسة النوتة الموسيقية.

وتعتبر اللغة الموسيقية لغة صعبة شديدة التعقيد شأنها شأن اللغة اللاتينية لا يقرأها سوى عدد قليل من الناس، أغلبهم استفادوا من التعليم الخاص، لذلك فإن الأطفال الذين يفتقرون إلى الموارد أو القدرات اللازمة لتعلم النظرية الموسيقية، لا يتعلموها في المدراس الحكومية، حتى ولو كانوا ماهرين في العزف، ولطالما شدّد المجلس المنتدب للمدارس الملكية الموسيقية على ضرورة التعلم النظري، فهو المجلس الذي يضع أكثر الامتحانات الموسيقية شيوعيًا في المملكة المتحدة.

وبالتالي لتلبية معايير المجلس، يجب على التلاميذ دراسة الموسيقى الكلاسيكية بموارد محدودة للغاية، وتركيز معظم جهودهم على إتقان القراءة والكتابة الموسيقية وليس التأليف أو كتابة الأغاني. وتخلص "الغارديان" إلى أنه "بالتالي ليس هناك نخبة ثرية تتحكم في الموسيقى فحسب، بل هناك نخبة أكاديمية كذلك والتي من شأنها أن تقرر أساليب المعرفة والقدرات التي ستجعل الأطفال متخصّصين، على الرغم من أن الاختلاف الشديد في أذواق وأدوات وآليات تعلم الفنانين والموسيقيين". 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انخفاض أعداد الطلاب الذين يدرسون الموسيقى في بريطانيا انخفاض أعداد الطلاب الذين يدرسون الموسيقى في بريطانيا



GMT 00:13 2020 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال تركيا "المدمر"

GMT 23:59 2019 السبت ,23 آذار/ مارس

رئيس النصر السعودي يسخر من جمهور الشباب

GMT 06:58 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

الأجهزة اللوحية في المدارس سقوط حرّ لمهارات الكتابة

GMT 15:53 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"لينكولن" تستعيد الأناقة الكلاسيكية بطرح محدود لـ"61 Continental"

GMT 12:42 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق برنامج "Little Big Stars- نجوم صغار" على "MBC مصر" السبت المقبل

GMT 19:42 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة "هارفاد" تواجه اتهامات بالتمييز العنصري ضد الأميركيين

GMT 04:16 2014 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

عطور "الفانيلا" مطلب كل امرأة أنيقة وراقية

GMT 05:59 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

شركة التصنيع الوطنية تعلن عن فرص عمل في السعودية

GMT 04:34 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مباحثات مغربية صينية لتعزيز التعاون في مجال الطاقة

GMT 14:52 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم منازل صينية بديلة أكثر إنتاجية واستدامة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates