لندن - كاتيا حداد
خلصت دراسة علمية حديثة الى التأكيد بأن الطلاب الذين نشأوا في مجتمعات دينية منغلقة، يكون أداؤهم أسوأ في مادتي الرياضيات والعلوم، عن نظرائهم الملحدين أو اللامتدينين. وأشار فريق الباحثين الذين يقف خلف هذه الدراسة إلى أن المعاير في هذه المواد يمكن رفعها من خلال إبقاء الدين خارج المؤسسات التعليمية. والدراسة المذكورة التي هي نتاج جهد مشترك بين علماء النفس في جامعة "ليدز بيكيت" وجامعة "ميسوري"، كشفت أنه "كلما كانت الدولة أكثر تدينًا انخفض أداء طلابها في مادتي الرياضيات والعلوم. وأظهرت الدراسة وجود علاقة سلبية بين مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال في الأنشطة الدينية والتحصيل العلمي.
وقال الدكتور جيجسبرت ستويت المشارك في تأليف الدراسة: "تعلّم مادتي العلوم والرياضيات هو المفتاح الأساسي للمجتمعات الحديثة، وتشير دراستنا إلى أن التعليم ربما يستفيد بشكل اقوى من النهج العلماني". وتؤيد هذه النتيجة فرصة الإحلال حيث أنه عندما يقضي الأطفال مزيدًا من الوقت في الدين، فإنهم يقضون القليل من الوقت في الأمور الأخرى.
ولمعرفة هذه العلاقة، درس الدكتور ستويت والدكتور ديفيد بيانات من عدد من التقييمات الدولية للدين والتعليم، وفي ما يتعلق بالأداء التعليمي للبلدان نظر الباحثان في بيانات برنامج تقييم الطلاب الدوليين (بيسا) واتجاهات الدراسة الدولية للرياضيات والعلوم (تيمس)، ثم جمعا بيانات عن الممارسات الدينية باستخدام مسح القيم العالمية والمسح الاجتماعي الأوروبي، وباستخدام مقياس من صفر إلى 10 صنف الباحثان 82 دولة من خلال درجة التدين.
وتبين أن أقل 5 بلدان تدينًا هي الجمهورية التشيكية واليابان وأستونيا والسويد والنرويج، وكانت الدول الخمس الأكثر تدينًا هي قطر وإندونيسيا ومصر واليمن والأردن. واحتلت المملكة المتحدة المركز ال 14 في القائمة، في حين جاءت الولايات المتحدة في المركز 51، وفي الغالبية العظمى من البلدان بما في ذلك المملكة المتحدة، وجدا أن النساء أكثر تدينا من الرجال. ولم يتم العثور على أثر لذلك على أدائهم التعليمي. وأشارت الدراسة إلى أن مستويات التنمية الاقتصادية والوقت المنقضي في التعليم الديني نفسه لعب دورًا في تحصيل الطلاب العلمي. ونشرت نتائج الدراسة في دورية journal Intelligence.
وأضاف ستويت " يترجم نجاح المدارس والتعليم بشكل عام مباشرة في مجتمعات أكثر إنتاجية ومستويات معيشة أعلى، ونظرا للصلة السلبية القوية بين التدين والأداء التعليمي فربما تستطيع الحكومات رفع المعايير التعليمية وبالتالي مستويات المعيشة عن طريق إبقاء الدين خارج المدارس وخارج السياسة التعليمية ".
أرسل تعليقك