يعتبر عدم السماح لطفلك البالغ من العمر أربعة أعوام بالدخول إلى الإنترنت، بمثابة "إساءة معاملة الأطفال"، وفقًا لأستاذ مثير للجدل, فبدلًا من حمايتهم من الأخطار عبر الإنترنت، يقول البروفيسور إليس كاشمور إن الحظر المفروض على وقت مشاهدة الأجهزة الإليكترونية يمكن أن يكون ضارًا للأطفال الصغار, حيث يدعي أنه يمنعهم من التواصل، ويمنعهم من التعلم عن العالم من حولهم ويعرضهم للسخرية من أقرانهم, وتم الآن تجميع أبحاثه، التي أجريت جنبًا إلى جنب مع علماء دوليين، في كتاب بعنوان "مجتمع الشاشات".
إمكانية الوصول غير المقيد من 4 أعوام:
الكتاب عبارة عن تعاون بين باحثين من جامعة تيسايد وجامعة أستون وجامعة جنوب أستراليا, نظروا في 2000 شخص من مستخدمي الإنترنت وفحصوا العديد من الدراسات السابقة بشأن هذا الموضوع, وقد ترأسها الأستاذ كاشمور، وهو معلق ثقافي وأستاذ فخري لعلم الاجتماع في جامعة أستون، برمنغهام, وقال لصحيفة Times: "لقد تغير المجتمع بالكامل من خلال مجموعة من الشاشات والإنترنت، وهو يفتح عالمًا جديدًا من الاحتمالات", ويوصي بمنح الأطفال إمكانية الوصول غير المقيد من عمر أربعة أعوام، مبينًا أن الصغار كانوا أفضل في حماية أنفسهم مما أدركه الناس.
الحرمان سيعرضهم لسخرية الأقران:
وأوضح الأستاذ كاشمور، أن الأطفال يستخدمون هذه الأجهزة للتحدث مع الأطفال الآخرين، ومشاهدة الأشياء وممارسة الألعاب، والتي تعد كلها مهمة لنموهم, مضيفًا "من خلال حجبهم عن مشاهدة هذه الشاشات، فإنك تأخذ منهم مصدرًا موسوعيًا هامًا للمعلومات، وتحرم الصغار من مصدر حيوي للتواصل ويحتمل أن تعرضهم لنوع من الاستبداد والسخرية من الصغار الآخرين - مما يقلل من احترامهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم", وزعم أن حرمان الأطفال من قضاء وقت أمام تلك الشاشات, من المؤكد أنه سيكون له آثار سلبية طويلة الأمد بالنسبة لهم وهو بمثابة إساءة للأطفال".
يقضي الأطفال بعمر الثامنة المزيد من الوقت على الانترنت يوميًا:
تنصح "الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال" الآباء لتثقيف أطفالهم حول مخاطر الدخول على الإنترنت, وسبق أن تم تحذير الآباء من العمل على زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة, فأطفال حتى سن الثامنة يقضون المزيد من الوقت عبر الإنترنت خلال اليوم، بما في ذلك في المدرسة وعند الدراسة، والتواصل الاجتماعي، وتناول الطعام وممارسة الرياضة, في نهاية العام الماضي تم الكشف عن أن الأطفال البريطانيين كانوا يقضون ما يقرب من خمس ساعات في اليوم عبر الإنترنت.
- يقضي الأطفال الصغار نحو ثلث حياتهم ملتصقين بالتكنولوجيا:
أظهرت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد أن متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الطفل أمام هذه الشاشات قفز خلال جيل واحد من أقل من ثلاث ساعات إلى أربع ساعات و45 دقيقة في اليوم, في عام 2000-2001، أمضى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا ساعتين و59 دقيقة في اليوم أمام الشاشات، وفقًا للبيانات التي تم أخذها من تقرير استطلاع استغلال الوقت في المملكة المتحدة, ولكن في غضون 15 عامًا فقط ارتفعت إلى ما يقرب من خمس ساعات، حيث يقضون الآن ساعتين و16 دقيقة يوميًا على الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف والأجهزة اللوحية, زاد الوقت المستغرق على أجهزة الكمبيوتر 40 دقيقة في اليوم، حيث استحوذت مواقع مثل Facebook و Instagram ووسائل الإعلام الاجتماعية الأخرى على حياة الأطفال.
وتشير الدراسة إلى أن الهواتف الذكية في عام 2000 كانت "جديدة نسبية" وأن جهاز "الآيباد" قد تم إصداره للتو, والآن، مع ما يقرب من 70 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا يمتلكون هاتفًا ذكيًا، أضاف الوقت المستغرق على أجهزة الجوال 76 دقيقة من وقت الشاشة إلى كل يوم, ويقضي الأطفال أيضًا 40 دقيقة إضافية يوميًا باستخدام أجهزة الكمبيوتر, وهذا يعني أنه يقضي الصغار نحو ثلث حياتهم ملتصقين بالتكنولوجيا.
أرسل تعليقك