مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا في القاهرة
آخر تحديث 21:11:18 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بدأ رحلة بحثه عنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي

مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا في القاهرة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا في القاهرة

المدرس المصري الشاب محمد عبد النعيم الكومي
القاهرة - صوت الامارات

اللحظات التي سبقت لقاء الشاب اليمني محمد ماريش بمدرسه المصري، الذي انتهت إعارته لليمن منذ أكثر من 30 عاماً، كانت أشبه بقطرات مطر صيفية ناعمة تلهب مشاعره التي تنافس حرارة شمس الظهيرة، بالعاصمة المصرية في يونيو (حزيران) الجاري، وتبارك عبارات الترحيب والود والامتنان التي أعدها سلفاً بسبب الارتباك؛ لكنها سرعان ما تحولت إلى أمطار رعدية غزيرة على سلاسل الجبال في قريته اليمنية، عندما لمح أستاذه قادماً متكئاً على عصاه.

مشهد قدوم المعلم المصري من بعيد، نقل ماريش على حين غرّة من واقعه الحالي كصحافي يبلغ من العمر 40 عاماً، ليعيده طفلاً في عامه العاشر، يجلس في فناء المدرسة بقريته، بينما أستاذه يمسك بعصاه القصيرة التي يحملها معه طوال الوقت.

في عام 1985، انتقل المدرس المصري الشاب محمد عبد النعيم الكومي للعمل بمدرسة «ابن خلدون» بمنطقة الصفة (200 كيلومتر جنوب العاصمة اليمنية صنعاء)؛ حيث كان يقوم بتدريس جميع المواد الدراسية للمرحلة الابتدائية، وتأثر بالحياة اليمنية لدرجة أنه كان يرتدي الزي اليمني طوال فترة عمله حتى عام 1990. وتعلق بتلاميذه إلى حد أنه عندما عاد إلى قريته بمحافظة سوهاج (جنوب مصر) أطلق على أول أبنائه اسم «نشوان» (اسم أحد تلاميذه بالمدرسة).

رحلة المدرس المصري للبحث عن تلاميذه اليمنيين بدأت قبل بضعة أشهر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تمكن من التواصل مع عدد منهم يعيشون في دول كثيرة بسبب الحرب، وتوالت الاتصالات إلى أن حقق أمنيته بلقاء الذين يعيشون في القاهرة.

المدرس المصري محمد عبد النعيم الكومي (61 عاماً)، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قضيت أجمل سنوات عمري في اليمن، وأحببت الحياة هناك، وتعلقت بتلاميذي حتى أني أطلقت اسم أحد تلاميذي على نجلي الكبير، ومع بداية الانقلاب الحوثي كنت قلقاً عليهم جداً». ويضيف: «بدأت منذ فترة البحث عنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخبرني بعض الشبان الذين يجيدون التعامل مع الإنترنت، أنه يمكنني أن أبحث عن المدرسة على موقع (فيسبوك) أو مجموعات خاصة بالتلاميذ، وبالفعل تمكنت من التواصل مع مجموعة من تلاميذي، وأرسلت لهم صورنا معاً في اليمن، وفوجئت بأنهم جميعاً يتذكرونني جيداً، ولمست سعادتهم بالتواصل الذي أدى إلى وصولي إلى مجموعات أخرى من التلاميذ».

تمكن الكومي من التواصل مع بعض تلاميذه الذين يعيشون في القاهرة، وحصل على أرقام هواتفهم، وكانت سعادته لا توصف لدرجة أنه سافر من محافظة سوهاج إلى القاهرة مسافة 600 كيلومتر للقائهم. كما عرف خلال الاتصالات مع تلاميذه أن مدير المدرسة الشيخ عبد الحكيم بن يحيي، يجري عملية جراحية بمستشفى «قصر العيني»، فقام بزيارته والتقى عنده بعض تلاميذه أيضاً، وبينهم نشوان، نجل المدير.

اللقاءات التي تأتي دوماً بعد فترة كبيرة من الفراق والبعد، تكون استثنائية ومليئة بالمشاعر المتناقضة. الصحافي اليمني محمد ماريش، روى لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل لقائه بمعلمه في القاهرة، قائلاً: «انتابني كثير من المشاعر الفياضة التي تحولت إلى بكاء متواصل من كثرة الفرح، وظللت أعانق معلمي بشكل متواصل، كأنني أتعلق بملابسه كما كنت أفعل في صغري، وعندما جلسنا ظللت فترة طويلة غير قادر على الحديث من هيبة الموقف، وظللت أنظر إلى عصاه التي ذكرتني بواحدة تشبهها؛ لكنها كانت أقصر قليلاً؛ حيث كان يحملها معه دائماً ويلوح بها خلال شرح الدروس».

ويضيف ماريش: «قبل أن يتصل بي أستاذي هاتفياً في مصر، كنت قد تلقيت اتصالاً من شقيقتي الكبرى التي ما زالت تعيش في اليمن، وقد كانت أيضاً تلميذة بالمدرسة نفسها، وأخبرتني أن مدرسنا المصري تواصل معها عبر صفحتها على موقع (فيسبوك) وطلب رقم هاتفي عندما علم أنني أعيش في القاهرة، وبعد أن تحدثنا هاتفياً فوجئت به يبلغني أنه قادم إلى القاهرة».

ويلفت: «عرضت عليه ذهابي إلى صعيد مصر، لرؤيته هناك، حتى لا يتأذى من مشقة السفر؛ لكنه أصر على المجيء للقاهرة بنفسه، وتقابلنا عدة مرات بها، استعدنا فيها الذكريات الجميلة التي عشناها سوياً، وكلما تحدثنا أجدني أعود إلى طفولتي، وأتذكر كثيراً من قصص الصغر التي كنت أعتقد أنني نسيتها، وخصوصاً ذكريات الدراسة والأصدقاء، ولا يمكنني أن أنسى أنني مدين لأستاذي بكل ما تعلمته في طفولتي»

قد يهمك أيضًا : 

مساعد مدير تعليم حائل يفتتح معرض الرياضيات

أميركي يتقدَّم بطلب لفصل مُدرِّس سخر مِن جهود ابنه في "الرياضيات"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا في القاهرة مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا في القاهرة



GMT 19:50 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:14 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

موناكو يتعادل مع ريمس في الدوري الفرنسي

GMT 20:28 2018 السبت ,03 آذار/ مارس

طريقة تحضير سلطة البطاطا الحلوة

GMT 12:22 2013 السبت ,06 تموز / يوليو

الإنتاج الرقمي تخصص مطلوب في سوق العمل

GMT 05:24 2015 الأحد ,21 حزيران / يونيو

مشروع لحماية القمم الخلابة في جبال اسكتلندا

GMT 20:01 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

قصات شعر لعيد الأضحى 2020

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حليمة بولند تثير الجدل مجدّدا بفيديو من داخل حوض الاستحمام

GMT 22:12 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عقد شراكة بين مهرجاني البحر الأحمر والقاهرة السينمائي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates