الجزائر- سميرة عوم
أكدت الفنانة الجزائرية، فتيحة سلطان، في حديث خاص لـ"مصر اليوم"، أن "عشقها للفن الرابع وتعطشها للمسرح في الجزائر، صنع منها ممثلة بارعة استطاعت أن تقتحم كل المسارح العربية، لاسيما خلال مشاركتها في المهرجانات الدولية المقامة في المغرب وتونس ومصر، ما فتح لها نافذة للتطلع على وضعية المسرح الجزائري، والذي يتوفر على إمكانات وموارد بشرية كبيرة، لكن بسبب البيروقراطية والتهميش ، بقي نشاطه منحصرًا في دائرة ضيقة لا تخدم الفنان الجزائري".
وأكدت فتيحة سلطان، أن "حبها الكبير للمسرح العربي وتعلُّقها به منذ طفولتها، رشَّحها إلى أن تكون ممثلة بامتياز لاسيما خلال أدائها لأدوار تعالج القضايا الاجتماعية، منها؛ الفقر، والحرمان، وإقصاء المرأة من المجتمع، وتهميشها من طرف الرجل، وهذه المشاكل تمت معالجتها من باب حضاري ومدروس، وذلك لتبليغ رسالة للمثقفين والنخبة في المجتمع للتعرف على أهمية المسرح في تربية الأجيال وتهذيبها".
وعن بدايتها في التمثيل، قالت الفنانة فتيحة سلطان، إن "البداية كانت في مرحلة الابتدائي، حيث المشاركة في مسرحيات الأطفال المقدمة في مدرستها، لأن المسرح كان في تلك الفترة يُدرَّس كمادة أساسية، مما ساعدها على اكتشاف موهبتها المدفونة في أسوار المدينة العتيقة قسنطينة في الجزائر"، متابعة، "إن حلمها من طبيبة تحوَّل حسب الظروف وتقاليد العائلة التي حرمتها آنذاك من الذهاب إلى الجامعة إلى اقتحام عالم التمثيل والمسرح".
وأضافت أن "المسرح هو الذي اختارها، بعد أن عملت به نصف قرن برصيد قدر بـ14عملًا مسرحيًّا، ومن أهم المسرحيات التي تأثرت بها الفنانة والقريبة إلى قلبها، هي مسرحية "يوم الجمعة خرجوا لريام"، والتي وصلت إلى المسارح العربية، لاسيما في تونس والمغرب، مما جعلها مكسبًا كبيرًا لها؛ لأنها شاركت فيها إلى جانب وجوه فنية ومسرحية معروفة، منها، الفنان العيد قابوش، والمرحوم كمال كربوز، بالإضافة إلى الفنان القدير حفيظي محمد صالح".
وتابعت سلطان، "تركت مسرحية "المحقور"، والتي تحكي عن التهميش والظلم للكاتب ابن عيسى سليمان، والمخرج المرحوم بوقرموح مالك، أثرًا عميقًا؛ لأنها تعالج مشاكل المجتمع الجزائري والصراع بين الأجيال"، موضحة أن "كل أعمالها المسرحية بمثابة أرضية خصبة لها، حيث عززت مسارها الفني للأجيال المقبلة، وهي راضية على ما قدَّمه المسرح الجزائري، رغم قلة الإمكانات، ولكن كانت فيه أسماء صنعت سمعة الفن الرابع، منها؛ الفنانة صونيا، وفطيمة حليلو، وأخريات"، معتبرة إياهن "مجاهدات المسرح؛ لأنهن رضعن منه، إلى جانب كوكبة من الفنانين الآخرين الذين أعطوا إضافة للثقافة الجزائرية".
وانتقدت الفنانة فتيحة سلطان، "الطريقة التي تُنظَّم بها المهرجانات المقامة في المسارح الجهوية والعربية؛ لأنها أحدثت القطيعة مع الكثير من الفنانين العرب والممثلين الكبار"، مُذكِّرة بما "حدث في مهرجان المسرح العربي في وهران، والذي أقصى أغلب الفنانين والممثلين الجزائريين"، معتبرة ذلك "مشكلة أخرى من شأنه أن تضعف التواصل بين الأسرة الفنية، وطالبت بضرورة الاهتمام بالفنان لاسيما في المهرجانات، والتظاهرات الثقافية الكبرى في العالم".
وأبدت الممثلة الكوميدية فتيحة سلطان، "ارتياحها الكبير إزاء إدخال اللغة العربية على المسرح الجزائري، والذي كانت تغلب عليه اللغة الدارجة"، مؤكدة أن "الجيل المسرحي الجديد متحكم في لغة الضاد، وهذه إضافة أخرى للثقافة المحلية في الجزائر والمغرب العربي".
وعن تعاونية الفنون التي تترأسها حاليًا، أوضحت، أنه "من خلالها اكتشفت مواهب فنية كثيرة، منها، الفنان عبدالرحمن جموعي، والذي اعتبرته فنان له طاقات متعددة، ساعدها في نشاطها اليومي في التعاونية"، مضيفة أن "هناك عملًا مسرحيًّا جديدًا ستنتجه التعاونية مع مطلع السنة الجديدة، وسيكون باكورة خير على المسرح الجزائري، والعربي خلال مشاركتها مع مطلع السنة المقبلة في مهرجان المسرح العربي في تونس الشقيقة".
أرسل تعليقك