محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

اشترى منها ديوان "هي أغنية" للفلسطيني محمود درويش

محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية

محمود خيرالله
القاهرة - صوت الامارات

شارك الشاعر محمود خيرالله، في هاشتاغ "حكايتي مع بائع الكتب" الذي دشنه الكاتب الصحافي إسلام وهبان عبر المجموعة "نادي القراء المحترفين" عبر "فيسبوك".

وكتب خيرالله قائلا: "بائعة الكتب ذات الضفيرة الصفراء لا أعرف مَن مِن الأصدقاء القدامى، يتذكر تلك الفتاة البيضاء النحيلة، التي كانت في مثل سني تقريبًا، وكانت ضفيرتها الذهبية تتحرك فوق كتفيها البيضاوين، تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تبيع الكتب في "مكتبة الأهرام"، القريبة جدًا من محطة القطار في شبين القناطر، في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، لا أعرف من يتذكر تلك العذوبة التي كانت تطل في ابتسامتها، لكنني على الأقل أتذكرها معكم في هاشتاج بائع الكتب".

وقال خيرالله: "لقد كنت ذلك الرجل المحظوظ الذي أحب عالم القراءة ودخل فيه بكل قوته، لأن أجمل ضفيرة ذهبية رآها في حياته، كانت تتراقص على ظهر فتاة تبيع له الكتب وهو لايزال في الخامسة عشر من عمره، كل ما أعرفه، أنه من كثرة حبي لتلك الضفيرة، صرتُ أبذل جهدًا خرافيًا لأحصل على الجنيهات القليلة التي أشتري بها كل الكتب المتاحة في فاترينة المكتبة،

ولأشتري "أشرطة الكاسيت" التي تبيع ألبومات محمد منير وعلي الحجار، وحميد الشاعري، من تلك الفتاة اشتريت ديوان "هي أغنية" للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكنتُ أردد كالمجنون أجزاء من قصيدة "أنا العاشق السيء الحظ"، ثم صرتُ أخطف ما تطوله يدي من نقود لأشتري ساعات لن أحسب الوقت بها، ونظارات لن تحجب الشمس عن عيني، وأقلامًا لن أكتب بها، لقد كانت تلك المكتبة المتواضعة تبيعُ ثقافة هذا الزمان البعيد.
كل ما أعرفه عن تلك الفتاة ـ التي لا أذكر حتى اسمها ـ أنها تركت أثرًا عظيمًا في حياتي، يكفي أنني في هذه السن الصغيرة، وبسبب هذه الضفيرة الذهبية البراقة، تمنيتُ أن أكبر فورًا لكي أتزوج فتاتي، وأن أكتب شعرًا جميلًا يضيء جبين فتاتي، وأن أكون صحفيًا لكي أكتب عن شقاء فتاتي، التي سرعان ما باتت تمثل شريحة من بائعات الكتب اللائي صادفتهن في حياتي،

وبعد خمسة وثلاثين عامًا، أستطيع أن أقول الآن، بمنتهى الشجاعة، أنني مدين بكل شيء تقريبًا لبائعة الكتب الصغيرة تلك، ذات الضفيرة الذهبية، التي تتحرك فوق كتفين صغيرين كسفينة تلوّح للعابرين.
لو كنتُ مسؤولًا عن إضاءة الأنوار الثقافية في هذه البلاد التي يجهض الجهل ثوراتها على مر العصور، كنتُ سأنتقي البنات الجميلات والشباب اليافعين، لكي يبيعوا الكتب للجمهور، ولكي تنعقدَ الصلة أخيرًا بين الجمال والوعي، بين المتعة والإدراك، بين الثقافة والجنس، وهو ما يحدث بالضبط في كل بلاد العالم المتحضِّر، لكنه لا يحصل إلا نادرًا في بلاد تبعثر الصحراء حضارتها، وترمي بأجمل شبابها إلى الجحيم.. أقصد الجهل.

قد يهمك أيضًا  :

الكاتب أحمد مراد يحتفي بتسلم جائزة الدولة للتفوق

"موسم صيد الغزلان" رواية جديدة لـ أحمد مراد بالمكتبات

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية محمود خيرالله يكشف عن قصته مع بائعة الكتب ذات الضفائر الذهبية



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates