غزة – منيب سعادة
كشف الفنان التشكيلي الجريح جهاد الغول، أن التّشكيل نوع من أنواع الفنّ، يعتمد على كلّ شيء من الواقع مُصاغ بطريقةٍ جديدةٍ وبتشكيل جديد وفريد، والفنّان التشكيليّ يستوحي رسوماته من مُحيطه وواقعه باستخدام رؤيته ومنهجه الخاصّ.
وبين في حوار مع "صوت الإمارات" أن إصابته وقطع ساقه، كانت لها تأثير واضح على أعماله الفنية. وبترت ساق الفنان الغزي، في أحد الاجتياحات الإسرائيلية للمناطق الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، في نيسان/ أبريل عام 2008. وقال الغول،ن إعاقتي لم أجعلها تقف عائقاً أمام مستقبلي وطموحاتي، "فنقلت نفسي من رسم الطفولة المكلل بالبراءة إلى الأعمال الوطنية والسياسية الذي بها مجابهة واضحة للاحتلال، الذي ظن واهماً أن يضعف عزيمة الشباب الفلسطيني وحبس أحلامه وأمنياته وتعجيزه.
وأضاف أن مكانة أعماله الفنية موجودة عند جميع الفنانين، مما يدفعه إلى البحث الكثير لاستخراج أفكار ومواضيع أكثر أهمية تتحدث عن الهم والوجع الفلسطيني. واعتبر اللوحة الفنية، تعبّر عن الحالة النفسيّة والعاطفيّة للفنان، وتستخدم أيضاً للتعبير عن الكثير من قضايا المجتمع، أو لتمثيل الطبيعة، وتصويرها، بالإضافة لرسم الأشخاص؛ بهدف الاحتفاظ بصورهم للذكرى، ولكنّها تتطلّب كثيراً من الجهد، والموهبة، والصبر للوصول إلى الشكل النهائي.
وعن تأثير إصابته قال :" لم أفكر يوماً أني مصاب إلا عندما يذكرني احد بذلك، مع الاعتراف أني لم ألق أي تميز من قبل الفنانين، بل كانت وستكون مشاركتي وتواصلي دائم معهم برغم إني مقصر بشكل شبه دائم معهم وذلك لأسباب خاصة بي، منها ضعف بصحتي وضعف إمكاناتي" .
وأوضح أن بدايته مع الفن التشكيلي كانت منذ الطفولة، معتبراً أنه المكان الوحيد الذي يجد المتعة والهدوء والرغبة بتحقيق أحلامه الصغيرة، وأنه يجد الاهتمام الدائم من الأهل والأصدقاء، والمعلمين واهتمامهم بالعمل علي إدراج أعماله بالمعارض الفنية ومشاركتهم والتعلم من خبراتهم بكثير من الورش الفنية.
ونوه إلى أنه يحتاج من الفن أشياء كثيرة، أهمها المعرفة العلمية واكتساب الخبرة والمهارة والعثور على مستقبل ملهم يملؤه النجاح والتفوق والاستمرارية بالعمل. وقال إن كل إنسان يحتاج للوقت وللمال من أجل تحقيق طموحاته، وأنه " يطمح ببيت مستقل بعيد عن الضوضاء ليعثر علي الاستقلالية والتوازن لترسيخها بأعماله الفنية و يقوم بتوفير أدواته الكافية لعمل المعارض الشخصية.
وأردف "أن الفن التشكيلي يستهوي الجميع ولا يختلف عليه اثنان، وإن كل أحاسيسه ومعطيات نشأته تأثرت بالفن لذلك دون سابق موعد. وكشف عن أبرز أعماله ورسوماته الفنية وهي: " لوحة عودة الأمل- لوحة ثلاث حروب –لوحة رسالة سلام"، وأكد أن اللوحة الفنية هي كل مساحة مسطحة رسمت فيها يد الفنان خطوطاً وأشكالاً وسكبت فيها روحه وعواطفه ألواناً وضمنّها عقله قيماً وأفكاراً وأهدافاً، لتتحدث مع المتذوقين بلغة العيون والأبصار، مترجمة لهم أحاسيس الفنان ومشاعره ورؤاه في فترة زمنية معينة، فهي نتاج عمل عقلي وعاطفي مشترك ومتماسك.
وقال إنه يتعامل مع الألوان مثل ما يتعامل مع الموسيقى عندما يسمعها ويتحسسها، مستطرداً أن " اللوحة بدون ألوان حياة شاحبة بدون روح، فروح في العمل الفني الألوان حسب المواضيع ونكهتها". واعتبر أن الفن التشكيلي هاجس إنساني وتعبير ذاتي حر يعبر به الفنان بما يشاء وكيف ما يشاء، شريطة أن لايخرج عن القواعد والقيم الفنية المتعارف عليها عالميا، والفن موهبة وقدر ألهي ينبعث في تكوين الإنسان المقدر له أن يصبح فنان وهو عالم شائك ممتلئ بالأحاسيس وكبوات الزمن، يعتمد بيئة صالحة للعرض ووعي مجتمعي متطور. وفي الختام ناشد الغول، أن يكون للفن التشكيلي، رعاية من قبل الدولة والمتاحف وعدم التمييز بين الفنانين واستقطابهم وأخذ نصيب من المشاريع التي تدعمها الدول ووزاراتها.
أرسل تعليقك