لندن ـ كاتيا حداد
يُعاني الكثير من الرجال والنساء من الصدمات العاطفية، لاسيما عقب الانفصال ما قد يدفعهم إلى الدخول في نفق مظلم من الألم العاطفي، معتقدين أن هذا العذاب لن ينتهي أبدًا.وعلى العكس من ذلك كشف العلماء البريطانيون عن بصيص أمل في نهاية هذا النفق، زاعمين أنَّ جميع البشر مفطورون بشكل طبيعي، على التغلب على الفترة الصعبة التي يمرون بها في أعقاب الانفصال عن الشريك، بل ويمكنهم البحث عن حب جديد.
ويشير بحث علمي بريطاني إلى أنَّ المخ البشري مبرمج على تخطي الأوقات المؤلمة التي تعقب الانفصال، بل والشروع في علاقات عاطفية جديدة، وبحث العلماء عمليتي الانفصال العاطفي ، والتي أسموها "المرحلة الأولى من رفض الشريك"، والانتقال إلى علاقات جديدة، والتي أسموها "المرحلة الثانية من الانفصال العاطفي".
وأضاف الطبيب البريطاني، براين بوت ويل، من جامعة سانت لويس: "لدينا الكثير من الدراسات العلمية التي تشير إلى وجود آلية معينة في مخ الإنسان، مصممة بشكل طبيعي خصيصًا لمساعدة من يتعرضون إلى صدمات عاطفية، على التغلب على الفترة المضطربة جدًا من حياتهم".
وتابع: "وتقترح هذه الدراسات أن هؤلاء الأشخاص سيتمكنون من التعافي، وأن الألم سيزول مع مرور الوقت، و سيكون هناك ضوء في نهاية النفق المظلم".
وأشار الباحثون إلى أنَّ الرجال والنساء قد ينفصلون لأسباب مختلفة استنادا إلى مجال علم النفس التطوري، مضيفون أن الرجال هم أكثر عرضة لإنهاء العلاقة بسبب خيانة الشريكة وممارستها الجنس مع رجل أخر.
وأوضح بوتويل أنَّ الرجال يبتعدون عن تربية الأطفال الذين لا يرتبطون بهم بشكل وراثي، وذلك لأسباب تطورية نفسية، مضيفًا: الرجال لديهم حساسية خاصة تجاه الخيانة الزوجية الجنسية من الشريكة.
وهذا لا يعني أنَّ النساء لا تصيبهن الغيرة عند خيانة الشريك، ومن ناحية أخرى فإن المرأة قد تكون معرضة للانفصال عن شريكها إذا كان غير مخلص عاطفيا، ويعود ذلك أيضًا إلى أسباب تطورية نفسية.
وفُطرت نفسية النساء على تقييم الموارد العاطفية التي يقدمها الشريك، مثل مساعدتهن في رفع معنوياتهن، فضلًا عن الحماية الجسدية، وتميل النساء إلى رفض الشريك الذي يهدد بتجفيف منابع هذه الموارد، بسبب الخوف من فقدان الأمان العاطفي.
أرسل تعليقك