لندن - ماريا طبراني
كشف الخبراء في عيادات "Gladstones" في لندن، المخصصة لإعادة تأهيل مدمني شبكة الإنترنت، أن وسائل التواصل الاجتماعي أضافت بعض المشكلات النفسية الخطيرة للشباب، بما في ذلك الخوف والقلق والأرق، ما يجعلهم يحتاجون إلى علاج مكثف من إدمان التكنولوجيا الحديثة وخاصة "وسائل التواصل الاجتماعي".
وعلى الرغم من الحياة المرفهة التي يعيشها المراهقون في هذه الأيام إلا اننا نجدهم يتحدثون عن أشهر بل سنوات من الألم واليأس والتدمير الذاتي الذي أدى بهم في نهاية المطاف إلى "Gladstones"، وهو مركز علاج الإدمان الخاص بالتكنولوجيا، حيث يخضعون لعلاج مكثف للإدمان الحديث والمتزايد.
وقالت الصحفية إيف سيمونس، وهي أول صحفية تغطي برنامج لمدة أربعة أسابيع للتأهيل حول سوء استخدام الإنترنت، أن التطبيقات ومواقع الإنترنت التي ينجذب إليها الملايين منا والتي تستخدم ببساطة للتواصل مع الأصدقاء وما يصل إلى مواعدة شركائنا، إضافة إلى متابعة الأحداث الجارية قد خرجت عن مسارها ودمرت حياتنا الاجتماعية.
والمشكلة آخذة في الازدياد: فقد ارتفعت نسبة القبول في برنامج إعادة التأهيل الاجتماعي لوسائل الإعلام في Gladstones بنسبة 100 في المائة تقريبا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث يقع المزيد من الناس ضحايا للعالم المستهلك على الإنترنت. وتشمل دورة الرعاية الأولية 28 يوما تكلف 11,800 جنيها استرلينيا في جلادستون، المعترف بها من قبل جميع شركات التأمين الصحية الكبرى في بريطانيا.
وخلال جلسات العلاج الجماعي والفردي في جلادستون، يتعلم المرضى إدارة الازمة من خلال أساليب عملية مثل تحديد "المشغلات" التي تسببت في خوض أنفسهم في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، والحفاظ على قراءة المجلات والتخطيط اليومي للأنشطة، على مدار الساعة. وبعد أربعة أسابيع من إعادة التأهيل، ينخفض نسبة القلق كما يمكن ان ينام المرضى بشكل أفضل من أي وقت مضى.
والجدير بالذكر في غلادستونيس هو أنه عند الدخول، يجب على الجميع التخلي عن الأجهزة الإلكترونية، تماما كما السجين قد يتخلي عن المواد أو الأشياء الحادة. وقبل فترة وجيزة ما المرحلة الثانية يتم إعادة تقديم الأفراد إلى شبكة الإنترنت، خمس دقائق لاستعمال الهاتف، مرتين في الأسبوع، مع التقدم إلى 20 دقيقة من استخدام جهاز الكمبيوتر تحت الإشراف. وعند هذه النقطة، يتعلم المرضى الأدوات العاطفية لإدارة السلوك القهري، والقدرة على مقاومة الإغراءات.
أرسل تعليقك