اكتشف مجموعة من الأطباء البريطانيين، استخدام مذهل للدهون الزائدة لتكون طريقة جديدة في علاج قرحة القدم المؤلمة التي يصعب علاجها، وكشفت نتائج أبحاثهم أن استخدام هذه التقنية يؤدي إلى الشفاء السريع خاصة مع مرضى السكري.
ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يقول الباحثون الذين يجرون التجربة إن النتائج حتى الآن مذهلة جدًا، والتي كشفت ان متوسط وقت الشفاء يصل إلى شهر تقريبا مقارنة مع العلاج التقليدي الذي يستغرق ستة إلى 12 شهرًا.
يصاب أكثر من 15% من مرضى السكري بالقرحة بسبب ارتفاع نسبة السكر بالدم التي تؤدي لتلف الأعصاب في الساقين والقدمين، وذلك يؤدي إلى التخدير، وبالتالي لا يدرك مرضى السكري إصابة قدمهم أو جرحها إلا بعد تشكل القرحة المؤلمة.
ويمكن لارتفاع مستويات السكر بالدم أن يؤدي أيضًا لانسداد الشرايين وخفض تدفق الدم إلى الجرح، ما يؤدي لالتهابات شديدة، وبمجرد الإصابة بتلك القرحة، يتزايد خطر بتر أحد الأطراف لـ8 أضعاف.
كما يعاني مرضى السكري من الخلايا الغير صحية بنسبة 75 في المئة، وهذا يعني ان الجرح يكافح للشفاء، وينطوي العلاج التقليدي لقرحة السكري على دورة من المضادات الحيوية أو كريم السيترويد، لكنها ليست ناجحة دائمًا، وتكون معدلات الشفاء بطيئة.
لكن من خلال الابتكار الجديد الذي يستغرق 30 دقيقة، والذي يجري اختباره حاليًا في مستشفى "رويال فري" شمال لندن، فإنه يتشكل أملًا كبيرًا لأولئك الذين يعانون من قرحة متكررة تصل مساحتها إلى 10 سنتيمترات مربعة.
وعلى الرغم من أن التجارب في مراحلها الأولى، إلا أن البروفيسور آش موساهيبي، الجراح الذي اشرف على الابحاث الجديدة، شهد تحسنا كبيرا لدى مرضاه، واشار إلى أن: "الجروح لدى مرضى السكري تعطل حياة بعض المرضى لأنها غالبا ما تكون مؤلمة خاصة عند المشي، ولكن بعد هذا الإجراء، يتم وضع مخدر موضعي في غضون بضع ساعات ويتم شفاء الجرح خلال شهر، وليس لمدة تصل إلى عام".
ويستخدم الابتكار الجديد الخلايا الجذعية القادرة على تحويل جميع أنواع الخلايا الأخرى التي يحتاجها الجسم، وهذا يساعد على تجديد المناطق التالفة، وأيضًا إطلاق البروتينات المضادة للالتهابات للمساعدة في عملية الشفاء.
يمكن استخلاص هذه الخلايا الجذعية من نخاع العظام، والدم أو الأنسجة الدهنية - وفي علاج القرحة والجروح، تكون الخلايا المستخلصة من الدهون هي المفتاح فهي مفيدة بشكل خاص لأنها غنية بالخلايا الجذعية التي يمكن استخراجها عن طريق حقنة واحدة.
وخلال العملية، يتم إعطاء المرضى مخدرًا موضعيًا في كل من البطن وحول منطقة الجرح، ثم يتم إدخال حقنة كبيرة في البطن لاستخراج حوالي 10 ملم من الأنسجة الدهنية، ويتم نسج الدهون بسرعة في جهاز الطرد المركزي، الذي يفصل الخلايا الجذعية النشطة من كل شيء آخر.
ويجب أخذ عينة الدم ثم معالجتها في نفس الجهاز من أجل استخراج خلايا الدم المركزة مع خصائص الشفاء، والمعروفة باسم البلازما الغنية بالصفائح الدموية.ويتم تنظيف الجرح وإعداده قبل حقن الدهون والدم في المنطقة المصابة باستخدام إبرة، ثم يذهب المريض للمنزل.
لأن العلاج ينطوي على مزيج من الخلايا الدهنية الخاصة بالمرضى والدم، فإن هناك خطر أقل لمهاجمتها باعتبارها جسم غريب من قبل الجهاز المناعي، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من التجارب الطبية لتحديد معدلات نجاح هذا العلاج على المدى الطويل، أفاد الجراحين أن العديد من المرضى حتى الآن تم معالجتهم وقد كانوا سعداء بالنتائج.
يقول البروفيسور موساهيبي: "نأمل أن تسرع هذه الطريقة في عملية العلاج، ونحن نعتقد أن لديها القدرة على إحداث تأثير حقيقي في علاج هؤلاء المرضى"، على الرغم من أن التجربة متاحة حاليا لمرضى السكري فقط، يعتقد البروفيسور موساهيبي أن هذه الطريقة لديها القدرة على علاج مجموعة من الجروح الأخرى في المستقبل.
أرسل تعليقك