لندن ـ كاتيا حداد
أكدت تحقيقات مطولة أمان وفعالية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وجاءت التحقيقات نتيجة دراسة للجرعات الجديدة من اللقاح، ورغم نجاح اللقاح في كل الدراسات التابعة للولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة البريطانية في عام 2006، انتظر المجتمع الطبي بحماس لبعض البيانات على المدى الطويل لإظهار الفوائد المحتملة للقاح، ونشرت دراسة تابعة لجامعة أوغستا وعمرها 10 سنوات في مجلة طب الأطفال، لتأكيد النتائج.
وأيدت البيانات أيضا الرأي القائل بوجوب إعطاء اللقاح لكل من الفتيان والفتيات من سن التاسعة من العمر، على الرغم من اللقاح كان يقدم للبنات فقط، ويقول الخبراء أنهم يأملون أن تساعد النتائج في رفع نسب حصول الأطفال على اللقاح الذي يحمي من فيروس الورم الحليمي البشري، ومن ثم السرطان المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري مثل سرطان الحلق والرأس والرقبة والقضيب وسرطان عنق الرحم.
وقال الدكتور دارون ج. فيريس، الأستاذ في قسم أمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجورجيا وفي مركز جورجيا للسرطان بجامعة أوغوستا، إن اللقاح كان فعالا بنسبة 100 في المائة في الوقاية من الأمراض لدى هؤلاء الشباب. ويعد فيروس الورم الحليمي البشري هو العدوى المنقولة جنسيا الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتي يصاب بها ما يقدر بنحو 14 مليون أميركي كل عام، وثلث البالغين من البريطانيين.
وبينما يستطيع فقط ثلثي المصابين أن يتخلصوا من الفيروس في نهاية الأمر ، فإنه يمكن أن يسبب مجموعة كبيرة من المشاكل الصحية، بما في ذلك مجموعة من الأمراض السرطانية. وقام الباحثون بتتبع1,661 شخصا في 34 موقعا في تسعة بلدان، لتقييم فعالية اللقاح الثلاثي اللقاحات في الولايات المتحدة الأميركية، في حين يحصل المواطنون البريطانيون على لقاح مكون من جرعتين. وبدأ الباحثون خلال ثلاث سنوات ونصف في الدراسة في تقييم المرضى لإشارات فيروس الورم الحليمي البشري والثآليل التناسلية، والنمو السرطاني أو السرطاني والالتهابات الأخرى، وقد أجريت هذه التقييمات مرتين في السنة لمدة سبع سنوات. وبحلول نهاية الدراسة، كان جميع المشاركين خالين تماما من الأمراض. ويذكر أن الذين تلقوا اللقاح في وقت سابق كان لديهم قوة مناعية أكثر تجاه الفيروس، وذلك طبقا لكمية الخلايا المقاتلة للعدوى التي وجدت في دمائهم.
وينتشر الفيروس عادة عن طريق الجنس المهبلي والشرجى ويمكن أن يتطور إلى سرطانات في المهبل والقضيب والحلق والشرج. يتم سنويا تشخيص 38,000 حالة مصابة بسرطان فيروس الورم الحليمي البشري في الولايات المتحدة الأميركية، 59 في المائة من النساء و 41 في المائة من الرجال، ويعد الرجال أكثر عرضة لتحول الفيرس إلى سرطان خصوصا سرطان الرأس أو العنق، والبلعوم أكثر من النساء. وتوصي لجنة مكافحة الأمراض بأن يتلقى جميع الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية اللقاح بين سن 9 و 12 سنة.
ووجدت المنظمة أن 40 في المائة من الفتيات و22 في المائة من الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما قد أكملوا سلسلة اللقاحات الثلاثة بحلول عام 2014. وعلى النقيض من ذلك، توصي دائرة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة البريطانية بأن تتلقى الإناث فقط التطعيم بين سن 12 و 13 عاما. ولا توجد خطط لتوسيع اللقاح للذكور في هذا الوقت لأنه من غير المرجح أن يكون التطعيم فعالا بالمقارنة مع تكلفته".
أرسل تعليقك