سندريلا أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"سندريلا" أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "سندريلا" أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة

سندريلا
بغداد-صوت الامارات

هي أديبة وكاتبة وشاعرة وقاصّة عراقيّة متخصّصة في أدب الأطفال باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والكردية، حتى أن بعض مؤلفاتها تُرجم إلى الكورية والصينية. متعددة المواهب ومبدعة في الثقافة والأدب والعلوم والفن التشكيلي والرسم. صاحبة 55 مؤلفاً في الشعر وقصص الأطفال والأدب، فضلاً عن أبحاث ودراسات، حول الأطفال والمرأة والأسرة ومناهج التعليم وغيرها. كانت ولا تزال موضع تكريم وتقدير من أكثر من دولة عربية.

في حوار  حول بداياتها ومواهبها المتعدّدة، تحدثت الكاتبة والشاعرة سارة طالب السهيل عن الطفولة في عالم ما بعد الحداثة، فقالت: «عندما تتقاذفنا أمواج الحياة العاتية في ظلّ رأسمالية متوحشة تطغى فيها المصالح المادية فوق كل اعتبار، ولا نقوى على مقاومتها، نسعى بكلّ السبل وراء قشة تحفظ لنا الحياة، نتمسك بها علّها توصلنا إلى شاطئ الأمان الذي هو بالنسبة لي، عالم الطفولة ببراءته وعذوبة خيالاته وأجنحة طيرانه فوق اللامعقول، بحثاً عن الخير والحب والجمال والنقاء والصفاء».

وأضافت: «واحة الطفولة قد تكون في معظم الأحيان واحة نستظلّ بها من هجير أيامنا الصعبة والموحشة بالأطماع البشرية، وفيها نستعيد تجارب لذة الاكتشافات الأولى للعالم من حولنا بروح ملائكية شفافة لا تعرف سوى الجمال والرحمة والحب. نستعيد أول حرف كتبناه وقرأناه وموسيقى استمتعنا بها وتمايلت أرواحنا على أنغامها. لذلك فإنّ أيّ إنسان منا يجد نفسه بالفطرة سعيداً جداً عندما يلاعب طفلاً أو يراقصه أو يقص له حكاية، ويأخذ نفساً عميقاً من روح الطفولة وقد سكبت بداخله لتشعّ فيه أملاً بعد يأس، وراحة بعد ضيق صدر، وانفراجة أسارير بعد قبضة حال، ونقول سبحان الله الذي سخرنا لجمال الطفولة. إنّ معايشة الأطفال، ولكن بحب، قد تغني عن الذهاب إلى الطبيب النفسي، وتغني عن الهروب من مشاكل الحياة نحو تعاطي المخدرات أو الكحول وما شابه ذلك. لا غرابة في ذلك لأنّ طاقات النور الإيجابية داخل الطفل قادرة على محو ظلمات أنفسنا، إذا آمنا بذلك، وإشعاع نور الأمل والبهجة في نفوسنا».

هل كان اقتحامك عالم الكتابة للأطفال حباً بهم أم استمراراً لطفولتك معهم؟

ـ «الحقيقة للسببين معاً، فأنا أعشق الأطفال، وأعشق أن تظلّ روحي، مهما بلغت من العمر، بتيمات الطفولة وقدرتها على التعلم الدائم والدهشة المستمرة والتحليق اللانهائي. ومؤكد أن الأمهات والجدات كن أول مَن أبدعن في فنون الطفل من موسيقى وغناء وحكايات وأساطير قبل أن تظهر الكاتبات المعروفات، أو الموسيقيون الذين اهتموا بفنون الطفل البصرية والسمعية وغيرها. فقد كانت الأمهات تهدهدن للطفل لينام بدندنة بعض الكلمات والأناشيد التلقائية، ربما المتوارثة أو من قلب الأم، ومن حكايات الجدات التي كانت تروينها للأحفاد تطور أدب الطفل إلى الكتابة والتدوين».

هل أثرت ملامح طفولتك الأولى في تكوين شخصيتك؟

ـ عشتُ في لبنان أولى نسمات الطفولة، وكنت أزور منزل جدي في النبطية، حيث ذقت أصفى معاني الحب من خلال جدتي وبيت جدي الشجرة الحنونة بجذورها الراسخة في منابت الأرض الطيبة الجميلة والمبدعة. وعندما يضيق صدري من كدر الأيام، يأخذني الحنين لجدتي وبراءتها وحكمتها، وسرعان ما أبحث عن أنشودة فيروز: «ستي من فوق لو فيي زورا راحت عالعيد والعيد بعيد)، فتبحر ذاكرتي في الزمن الجميل حين تعرّفت أول مرة على الغاردينيا، وسمعت لأول مرة شعراً حزيناً. ولا زلتُ أزور لبنان لأن عالم الطفولة يستدعيني، حيث بيت جدي، وتستقبلني روح جدتي النقية التي لم تحب شيئاً في الكون كما أحبتني، فصار لبنان بالنسبة إليّ هو الجدة الحنونة والوطن المغرّد في سموات قلبي بجمال أشجار الأرز الشامخة وجمال الورود وتغريد العصافير، وهو أيضاً الحكمة والفطنة والذكاء وحب الزوج والوفاء له كوفاء أمي لأبي، وهو مشاعر الحبّ المتدفق والحاني القادر على منحي طاقة الحب والعطاء.

في رأيك، لماذا تبقى الكتابة للطفل شديدة الصعوبة للكثيرين؟

ـ لأنّ الأدباء الذين شغلتهم تصاريف الدهر والاهتمام بالقضايا السياسية أو الفكرية أو الفلسفية والإنسانية العامة انصرفوا عن روح معاني الطفولة بداخلهم. أما بالنسبة لي فإن الكتابة للطفل أيسر كثيراً، ربما لأنني أعيش عالمهم وأحلامهم وأبحر معهم في عالم خيالي مبهر مشوِّق.

لكن طفل اليوم بات مختلفاً ومخاطبته فنيّاً أشدّ صعوبة بفعل تكنولوجيا العصر؟

ـ هذه إشكالية حقيقية، فالطفل حالياً غير طفل الأمس، في ظلّ التطور التكنولوجي ودخول عالم الإنترنت، إذ أصبح من الصعب إبهاره بالأدوات القديمة التي كانت تستخدم من قبل، لذلك فإن كاتب الأطفال لا بد له من أن يطور أدواته وطرق تقديمه القصة عبر الرسوم الحديثة والكتاب الإلكتروني والرسوم المتحركة المتطورة وأيضاً عدم إلغاء دور الكتاب المطبوع تماماً. لذلك نوّعت بطريقة تقديمي قصص الأطفال، حيث أنتجتُ قصة «سلمى والفئران الأربعة» على شريط «كاسيت» مسموع للأطفال المكفوفين وضعاف البصر، وكنت أول كاتبة عربية تقدم قصة للأطفال بطريقة «برايل» للمكفوفين ووزعتها بمجهود شخصي 100% لمؤسسات ترعى فاقدي البصر في مصر والأردن والعراق ولبنان. كما قدمت العديد من القصص الخيالية والكتب التعليمية للطفل مثل «أميرة البحيرة» و»ليلة الميلاد»، كتب مقدمتها بطريرك الكرازة المرقسية في القاهرة البابا شنودة، و«قمة الجبل»، و«قصة حب صينية»، أو «سور الصين الحزين» باللغتين العربية والصينية، و»اللؤلؤ والأرض» أهديتها للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قصتي «ندى وطائر العقاقير» و«نايا» باللغة الكردية، إلى جانب كتب تعليمية للطفل بمراحله التعليمية المبكرة وقاموس للأطفال «حروف وأرقام»، وقاموس المهن باللغتين العربية والإنجليزية، ومناهج تعليميّة للأطفال في مراحل الدراسة الأولية وكتب تثقيفية.

ما بين الشعر والنثر روافد متصلة، فأيّهما أقرب إلى قلبك؟

ـ لكل منهما أدواته وأسالبيه وجمهوره، فالشعر هو أرقى الفنون القولية، مهما طغى الفن القصصي، وصار ديواناً للعرب بما يملكه الشعر من خيال واختزال للزمان والمكان والقدرة على النفاذ إلى جواهر المواقف الإنسانية وأصفاها بأقلّ الألفاظ وأعمقها وأشدها تأثيراً في المتلقي. كانت تجربتي الشعرية مبكرة جداً، من الصفوف الابتدائية ومفتاحها التعبير عن البطولة والانتصار للقضية الفلسطينية، ثم تطوّرت مع رحلة الحياة فأصدرت ديوان «صهيل كحيلة» و»نجمة سهيل» و»دمعة على أعتاب بغداد» وغيرها. وسرعان ما أخذني عالم الطفولة عبر العديد من القصص التي تطوّرت عبر مراحل تجربتي بدءاً من قصة «سلمى والفئران الأربعة» التي تحوّلت إلى عمل مسرحي كتب مقدمته العظيم الراحل عبد المنعم مدبولي وبطولة النجمة الكبيرة دلال عبدالعزيز، مروراً بالعديد من القصص. كما أصدرتُ كتباً تعليمية للأطفال، وأخرى للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة منها كتب بطريقة «برايل» ومنها «قصة حب صينية». ثم وجدتني أقتحم حقل كتابة المقالات المتنوّعة سياسية وفكرية واجتماعية، وإن طغت المقالات الاجتماعية على غيرها، انطلاقاً مما أجده من دوافع داخلية للكتابة عن قضايا بعينها تبنّيتها بعد أن شغلتني كثيراً، وقدت حملات طويلة عبر سلسلة من المقالات لتوعية الناس بمخاطرها وفي مقدّمتها العنف بكلّ أنواعه، خاصة العنف ضدّ المرأة والطفل والطبيعة والحيوان وفشل العلاقات الزوجية وما يترتّب عليها من انهيار المؤسسة الزوجيّة وهدم السلام الداخلي لأبناء الطلاق. كما كانت لي مقالات تناولت الإرهاب والتطرّف الذي لا سبيل لنا إلى معالجته من دون العودة إلى ثوابت الأخلاق التي تربينا عليها، ولكن للأسف فإنّ عالم «الإنترنت» وقنوات التواصل الاجتماعي تهدم كثيراً مما تبنيه القيم.

ما الذي يشغلك اليوم من قضايا الطفولة؟

ـ كل قضايا الطفولة تشغلني، ولكن أقف في محطات حرجة من الطفولة، خاصة بعد أن أنهكت الحروب الطائفية عدداً من الأقطار العربية وعاثت الجماعات الإرهابية والتكفيرية في معظم أنحاء بلادنا فساداً وخلفت من ورائها نزوحاً قسرياً للأطفال الأبرياء وها هم يعيشون في مخيّمات ويُحرمون من متاع الأمان وحضن الأوطان. وقد تناولت هذه القضية كثيراً في العديد من المقالات، وعالجت قضية النزوح للإنسان العراقي والسوري والفلسطيني عبر قصة «تصريح دخول»، تحية مني لصمودهم وإصرارهم على البقاء في ظل غربة لا نهائية عن أوطان ذبيحة.

بعد هذه الرحلة الطويلة في معايشة الطفولة وقضاياها ما الذي تفخرين به؟

ـ رغم تكريمي في أكثر من مناسبة، إلا أنّ لقب «سندريلا أدب الطفل» كان من أجمل مظاهر التكريم وأحبّ الألقاب أليّ.

قد يهمك ايضا   محمد بن راشد يثري معارف الأطفال في "عالمي الصغير"   جدارية ضخمة في بيروت لأديبة وتشكيلية تحية لإنجازات النساء
emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سندريلا أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة سندريلا أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء

GMT 23:50 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

أليغري يكشف عن قائمة يوفنتوس استعدادًا لمواجهة بولونيا

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مصر تفوز بتنظيم بطولة أمم إفريقيا 2019

GMT 01:24 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح الهوسابير يستضيف العرض المسرحي "سينما 30" الأربعاء

GMT 09:12 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

الوشاح الكبير والعريض موضة شتاء 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates