مدريد - من أحمد البيرق
أكد الشيخ الدكتور ، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن التعارف بين الشعوب نهجًا ربانيًا دعانا إليه ديننا الحنيف، ووجودنا اليوم في إسبانيا هدفه الأساس صناعة مستقبل مشترك قائم على الود والمحبة والتعارف الصحيح الخالي من أي غرض آخر.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها ليلة الأربعاء، وسط حضور رفيع المستوى ضمن حفل إطلاق عدد من مؤلفاته التاريخية والأدبية باللغة الإسبانية والذي أقيم في دار الأوبرا بالعاصمة الإسبانية مدريد.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة : لم يعد التعرف على الآخر أو تعريف الآخر بنا صعبًا كالسابق، كنت اعتقد بمسعاي هذا أركض خلف سراب، ولكن وجدت الآخر كذلك ينشد ودنا ويأمل التعرف علينا، كنا بداية مع بريطانيا في التبادل الثقافي ومن بعدها ألمانيا وفرنسا، حتى أتت إيطاليا تطلب ودنا، واليوم إسبانيا تخطب ودنا لا تطلبه فقط، ولذلك سارعنا الخطى نحوكم.
وأضاف : إسبانيا ليست كأي دولة من دول أوروبا هي أقرب الدول إلينا تركنا فيها أسماءنا على الوديان والجدران على كل شيء، تركنا آثارنا وأثرنا، جئناكم ننشد ودكم ومحبتكم باستعادة الماضي الذي أقام على هذه الأرض حضارة بقت آثارها المعمارية العظيمة وثقافتها الفكرية حتى يومنا هذا ونحن نفاخر بها وكذلك أنتم تفاخرون بها .
واختتم كلمته بدعوة الإسبان إلى كتابة تاريخ جديد من العلاقات مع العرب والمسلمين من أجل تجاوز الماضي والاعتذار مما اقترف فيه وأن نمد أيدينا بأيدي بعض بكل دفء ومحبة صادقة، ونرسم ملامح مستقبلنا المشترك للنهوض بالأفراد والمجتمعات.
تفضل بعدها حاكم الشارقة بتوقيع عدد من نسخ مؤلفاته المترجمة إلى الإسبانية والتي ضمت كل من كتاب سرد الذات، وكتاب حديث الذاكرة بأجزاءه الثلاث، وكتاب إني أدين، وكتاب بيان المؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد، ورواية الشيخ الأبيض، ورواية الأمير الثائر، ورواية الحقد الدفين.
وقدم الدكتور لويس ميغيل كانيادا، أحد أهم المستعربين الإسبان ومدير مدرسة طليطلة للمترجمين التابعة لجامعة كاستيا لا مانشا الإسبانية خلال الحفل قراءة تعريفية حول مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة مستعرضًا أهم الملامح التاريخية التي تتحدث حولها المؤلفات وجهود سموه في مجالات البحث والدراسة التي قادت لإنتاج مراجع فكرية وأدبية هامة تخدم مكتبات العالم وتسجل لحقبات زمنية تكاد تكون فيها الحقائق والمعلومات شحيحة ومغلوطة، وأثنى على الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو حاكم الشارقة في خدمة الثقافة بشكل عام والكتاب على وجه الخصوص حتى غدت الشارقة اليوم عاصمة عالمية للكتاب.
عقب ذلك تابع صاحب السمو حاكم الشارقة والسادة الحضور عرضًا مرئيًا حول إصدارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بنسختها الإسبانية مصحوبة بعزف مقطوعات موسيقية تحاكي أحداث وفصول الكتب.
بعدها دعي الضيوف من السفراء والأكاديميين والباحثين والمتخصصين في مجالات التاريخ والآداب لتناول مأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو حاكم الشارقة بهذه المناسبة.
وكان قد حضر حفل تدشين الكتب كل من الأمير منصور بن خالد بن عبدالله بن فرحان آل سعود سفير المملكة العربية السعودية لدى مملكة إسبانيا، وسعادة ماجد حسن السويدي سفير دولة الإمارات لدى مملكة إسبانيا، وسعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وسعادة المهندس علي بن شاهين السويدي رئيس دائرة الأشغال العامة، وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة عبد العزيز عبد الرحمن المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة علي إبراهيم المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، وسعادة محمد عبدالله الشامسي قنصل عام الدولة في مدينة برشلونة، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وسعادة الدكتور صباح عبود جاسم مدير عام هيئة الشارقة للآثار، والدكتور عمرو عبدالحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وراشد محمد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين وعدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الخليجية والعربية والأجنبية، وعدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية الإماراتية
أرسل تعليقك