مهرجان بيروت الدولي يوثق صور الرائدة كريمة عبود في دورته الأولى
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

وسط 600 صورة أنجزها 122 مصورًا من مختلف الأعمار والجنسيات

مهرجان "بيروت الدولي" يوثق صور الرائدة كريمة عبود في دورته الأولى

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مهرجان "بيروت الدولي" يوثق صور الرائدة كريمة عبود في دورته الأولى

الفنانة الفلسطينية اللبنانية كريمة عبود
بيروت - صوت الامارات

وسط 600 صورة أنجزها 122 مصوراً من مختلف الأعمار والجنسيات ومدارس التصوير، تروي حكايات اجتماعية وفنية وسياسية وشخصية يتم عرضها في مهرجان بيروت الدولي في دورته الأولى خلال شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، تطل علينا مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة لرائدة التصوير العربي الفنانة الفلسطينية - اللبنانية، كريمة عبود (1893 - 1940) في معرض استثنائي، يأتي تقديرا ً لدورها المتفرد الذي لعبته في بدايات عصر التصوير الفوتوغرافي ودخوله للمنطقة وتكريماً لأول امرأة عربية عملت فيه باحترافية عالية ومهارات بارزة.

يضم المعرض الأرشيف الفوتوغرافي للمصورة، والذي تقدمه مؤسسة «قدرات الدولية» ضمن مقتنيات رجل الأعمال أيمن مطانس. وهو بمثابة وثيقة تاريخية لإرث بلاد الشام بشكل عام وفلسطين بشكل خاص، في ظل الانتداب البريطاني عبر ما تعكسه الصور من مناظر طبيعية وآثار تاريخية ومناسبات دينية واجتماعية وحكايات سيدات عائلات الأمراء والأعيان.

وعن المشاركة في المهرجان يقول الفنان الفوتوغرافي عبد الرحيم العرجان، مدير غاليري «قدرات إبيليتز»: «تحدثت عن فكرة المعرض مع مدير (مؤسسة دار المصور) المصور الفوتوغرافي رمزي حيدر، صاحب فكرة ومبادرة مهرجان بيروت للصورة، ووجدنا لديه إصراراً على إقامة حدث دولي تكريماً للمصورين، أصحاب الريادة، وتشجيعاً للمبدعين وأصحاب الطموح، بحيث يُقام في مختلف أرجاء لبنان، وطلب منا أن يكون هناك ضيف شرف ذو خصوصية، وما كان منّا إلا أن تقدمنا بمجموعة المصورة كريمة عبود، وهي من ضمن مقتنيات رجل الأعمال الفلسطيني الكندي السيد أيمن مطانس، فكانت عبود ضالّة المهرجان للاحتفاء والتكريم بين كوكبة من رموز التصوير في الشرق الأوسط والعالم».

فما تركته عبود من أرشيف فوتوغرافي ما هو إلا وثيقة تاريخية، تستحق الدراسة عن كثب من جانب أساتذة علم الاجتماع والتاريخ والآثار، لبيان حال الإنسان وأصل المكان في ذلك الوقت ببلاد الشام، حسب العرجان، الذي سرد تفاصيل مهمة عن حياتها قائلاً: «منذ طفولتها كانت شغوفة بالتصوير، ولذلك أهداها والدها كاميرا لتكون بداية الانطلاقة، واستطاعت الحصول على تعليم وتدريب كافيين من المصور الأرمني جارابيديان، لتنطلق بكل احترافية وتميُّز عام 1913، وتفتتح استوديوهات خاصة بها في (الناصرة) و(حيفا) و(القدس) و(بيت لحم)، فكانت أول امرأة فلسطينية وعربية تخوض هذا المغامرة بكل احترافية، بمهنة كانت حكراً على الرجال فزاملتهم ونافستهم أيضاً».

ويواصل سرده عن المصورة التي اشتهرت بلقب «ليدي فوتوغرافر» وقدمت أكثر من 4 آلاف و500 صورة فوتوغرافية: «لكونها مصورة متكاملة أصبحت العنوان المنشود لعائلات الأعيان والأمراء والمؤسسات النسوية والعامة أيضاً في بلاد الشام لتصوير السيدات في الاستوديو والقصور والحفلات الخاصة، فهي تصور وتطبع وتجهز الألبومات الفاخرة دون أن يشاهد الصور أي رجل، وهذا ما كان يشترطه زبائنها من مختلف الأطياف».

ويتابع: «تنقلت في بلاد الشام قاطبة، الأمر الذي دفعها إلى تعلم قيادة السيارة، لتكون أول فلسطينية تحصل على رخصة القيادة، وهو ما جعلها تتوسع في أعمال الاستوديو، لتصوير المواقع التاريخية والأحداث الدينية والحياة العامة في البلاد، والارتحال وزيارة مدن وأماكن عربية عديدة منها مدينة بعلبك التاريخية التي نعرض بعض صورها».

عند تأمل صور المجموعة التي يضمها المعرض تكتشف إلى أي مدى كانت كريمة تتمتع بدرجة عالية من الاحترافية، فتتميز صورها داخل الاستوديو بمنهج خاص وصلت إليه في بناء وتكوين الصورة، كما تجد أنه بغضّ النظر عن عدد الأشخاص في الصورة فهي تخلو من وجود مساحات فارغة أو تشويش في المنظور، مع مهارة فائقة في توظيف الإضاءة وخلق واقع مشابه لطبيعة العناصر التي يتم تصويرها من حيث الإيماءات والفكر والمنظر العام والظروف المحيطة والعناصر التكميلية، أما صورها في مجال الأحداث العامة فكانت تعي المتطلب الأساسي للصورة، وتنجح في إظهاره في أجواء من روعة المشهد والإتقان، وفي الصورة الجماعية تدهشك براعتها في ترتيب الأشخاص حسب المكانة والأهمية. أما في صورها للمواقع والطبيعة فمن اللافت ابتعادها فيها عن ضوضاء المكان، وكانت تعمل على توفير الجودة في الصور والحرص على اختزال التفاصيل، ما دفع أهم دور طباعة البطاقات البريدية والتذكارية إلى التعامل معها بنشر الصور التاريخية والدينية وصور الطبيعة، ولتصل عبر البريد إلى كل بقاع الأرض.

وانطلاقاً من المنظومة المتكاملة التي كانت تعمل كريمة في إطارها فقد لجأت إلى الإعلان عن خدماتها في صحيفة «الكرمل» الفلسطينية تحت مسمى «مصورة شمس وطنية»، ما يمثّل مؤشراً حازماً على مهنيتها العالية بذلك الوقت، ومنافستها لزملائها المصورين من الرجال، كما كانت حريصة أيضاً على استخدام أجود أنواع الورق ومواد التظهير، مع مواكبة تطورات المهنة، فنجد على سبيل المثال أن لمساتها في إعادة تلوين الصور بطرق مختلفة وبأسلوب فني لم تكن تقل عن إتقان أبرع فناني الرسم المائي، وتقديراً لدورها الريادي احتفى بها محرك البحث «غوغل» في عيد ميلادها الثالث والعشرين بعد المائة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

وُلدت كريمة عبود في بيت لحم، حسب سجل المعمودية، وهي ابنة القس سعيد عبود، الذي ارتحل وعائلته جميعاً من بلدة الخيام اللبنانية إلى فلسطين، ونشأت ما بين الناصرة وبيت لحم، وكان تعليمها الأساسي في مدرسة «طاليثا قومي والفرير» ذات الإدارة الفرنسية، وكانت أمها بربارة بدر تعمل معلمة فيها، لتلتحق بعدها بالدراسة في الجامعة الأميركية ببيروت، وتزوجت عام 1931 بعقد إكليل موثق في الكنيسة اللوثرية ببيت لحم من عائلة طايع، وتوفيت عام 1940، ودُفنت في مقبرة الطائفة، وما زال قبرها شاهداً في بيت لحم إلى يومنا هذا

قد يهمك أيضًا:

"دبي للثقافة" تنظم صون التراث الثقافي الإماراتي في متحف الاتحاد

"دبي للثقافة" تفتتح مركزًا للتنمية التراثية بالتعاون مع جامعة زايد

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرجان بيروت الدولي يوثق صور الرائدة كريمة عبود في دورته الأولى مهرجان بيروت الدولي يوثق صور الرائدة كريمة عبود في دورته الأولى



GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates