متحف يُعيد الحياة إلى روايات نجيب محفوظ وسط القاهرة التاريخية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رُفع الستار عن متحف صاحب جائزة نوبل في "تكية أبو الدهب"

متحف يُعيد الحياة إلى روايات نجيب محفوظ وسط القاهرة التاريخية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - متحف يُعيد الحياة إلى روايات نجيب محفوظ وسط القاهرة التاريخية

نجيب محفوظ
القاهرة - صوت الامارات

بعد طول انتظار ومرور 13 عاما على رحيل صاحبه، افتتح مؤخرا متحف نجيب محفوظ، وسط القاهرة التاريخية، بعد أن تأجل موعد افتتاحه عدة مرات، وتوقفت أشغال إنجازه مرارا لحساسية العمل في المبنى ذي الطابع الأثري، حيث تم رفع الستار عن متحف صاحب جائزة نوبل ورائد الرواية العربية، بالقرب من جامع الأزهر في القاهرة الفاطمية التاريخية، في تكية أبو الدهب، التي كان أنشئ مبناها في القرن الحادي عشر الهجري ليستقبل طلاب العلم بالأزهر الشريف، وتم تخصيصها حاليا لتحتضن مقتنيات ومسيرة الأديب الكبير، الذي عشق القاهرة التاريخية واستوحى رواياته منها.

وأوكلت للأديب والروائي الكبير يوسف القعيد مهمة الإشراف على شؤون المتحف، الذي يتكون من طابقين، الأول به قاعات للندوات ومكتبة سمعية وبصرية ومكتبة عامة، ومكتبة نقدية تضم أهم الأبحاث والدراسات عن أعمال محفوظ، أما الثاني فيضم جناحا للأوسمة والشهادات التي نالها الأديب الراحل، وجناحا آخر لمتعلقاته الشخصية مع بعض الأوراق بخط يده، إلى جانب قاعة المؤلفات التي تضم جميع أعماله بطبعاتها القديمة والحديثة، إضافة إلى الأعمال المترجمة، وكذلك قاعة للسينما وعدة قاعات أخرى؛ كقاعة الحارة، وقاعة رثاء، وقاعة أحلام الرحيل، وقاعة أصداء السيرة، وقاعة تجليات نوبل.

ويروي سيناريو العرض سيرة الأديب الراحل الذي نجح في جذب انتباه العالم إلى فن الرواية المصرية الحديثة، وسطر بأحرف من نور إبداعات أدبية خالدة.

واعتبر الأدباء والمثقفون المصريون افتتاح متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ حدثا عالميا هاما يليق باسم وتاريخ نجيب محفوظ، الذي يعد أيقونة مصرية خالدة لفن الرواية.

ودعت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، الشباب والأجيال الجديدة، الى زيارة المتحف للاقتراب من سيرة الأديب العالمي، وإدراك وأيضا الاستمتاع بحكاية واحد من أهم وأشهر وأكثر المبدعين المصريين الذين أحدثوا فارقا وتأثيرا في الأدب العربي والعالمي، وأكدت أنه سيكون هناك برنامج ثقافي للاهتمام بأبناء حي الجمالية (الحي الذي عاش فيه نجيب محفوظ) من الموهوبين.

وقال الأديب المصري يوسف القعيد، المشرف على المتحف ورفيق الأديب الراحل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن افتتاح متحف نجيب محفوظ، يعد حلما طال انتظاره لأكثر من 13 عاما، منذ وفاة الكاتب الكبير، معتبرا أن المتحف مركز للاستنارة بكل الأفكار التي أخلص لها الأديب الراحل.

وطالب القعيد أن تتم إقامة أنشطة في الأماكن التي عاش فيها نجيب محفوظ في الجمالية وخان الخليلي وزقاق المدق وغيرها من الأماكن، وأن يخرج من القاعات الضيقة إلى الآفاق الرحبة. كما أشاد بعبقرية موقع المتحف، الذي يعكس روح القاهرة التاريخية التي كانت ألهمت الفائز بجائزة نوبل أفكارا متفردة، وحفزته على إنتاج أعمال تحمل طابعا مصريا خالصا كانت سببا في وصوله للعالمية، مشيرا الى أن اختيار هذا الموقع متحفا للأديب الراحل "اختيار ذكي، لأنه موجود في حارة شبيهة بتلك الحارة التي أبدع فيها معظم أعماله".

وأشار القعيد إلى أن افتتاح المتحف، الذي يخلد ذكرى أديب، "سيظل في قلوب وعقول المثقفين من مصريين وعرب وأجانب، تأخر لسنوات طويلة، وأن بناءه، الذي لم يكتمل بعد، تطلب إجراءات طويلة وصعبة ومعقدة"، داعيا أصدقاء الأديب وتلاميذه ومحبيه ممن يمتلكون أيا من متعلقاته التبرع بها إلى المتحف.

وأيضا ناشد وزارة الآثار التخلي عن الدور الأخير في التكية والمكاتب الإدارية التابعة لها وضمها إلى متحف نجيب محفوظ، حتى يصبح المتحف بالشكل الذي يليق بمكانة وقيمة الأديب العالمي، مسجلا الحفاوة والإقبال الكبيرين اللذين لقيهما المتحف الوليد من قبل المصريين والعرب جميعا.

وذكر القعيد بأنه سبق لمصر أن أقامت متاحف لأدباءها العظام كطه حسين وأحمد شوقي في منازلهم، إلا أن الأمر لم يكن ممكنا بالنسبة لنجيب محفوظ بسبب صغر بيته.

أما الناقد الأدبي والمحرر الثقافي المصري سيد محمود، فقال، في تصريحات مماثلة، إن افتتاح المتحف في حد ذاته خطوة إيجابية كبيرة، لكنها ناقصة، لأنه، برأيه، "متحف يفتقر للوظيفة" و"يحتاج الى تصور كامل".

ويرى محمود أن المتاحف في الغرب لها وظيفة، وأنه يتعين تحديد المنتظر وظيفيا من هذا المتحف، هل يراد منه تقديم معرفة بأدب نجيب محفوظ ؟، وهل يخاطب جمهورا عاديا أم متخصصا أم أنه موجه للباحثين، الذين يتعين أن يجدوا كل كتب محفوظ وإنتاجه ؟...

وقال إن كثيرا من المواد المعروضة مأخوذة من "الويكيبيديا بأخطائها النحوية والمطبعية، مشيرا الى أن الصور والمواد الفيلمية والسمعية والبصرية في المتحف "فقيرة جدا ولا تتناسب مع حجم المواد المتاحة عن نجيب محفوظ"، بينما تفتقر معظم الصور للتعريف، وليس هناك أي تعليق على أي صورة، يمكن أن يساعد الزائر على تكوين معرفة، فضلا عن أن قيمة المقتنيات تكتسيها فقط من كونها كانت في حوزة الأديب.

وتساءل الناقد الأدبي كيف أنه لم يتوفر للقائمين على المتحف القدرة على تكليف كاتب أو باحث ليقوم بمهمة إعداد سيناريو العرض المتحفي، مذكرا بان وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى كان فكر منذ 13 سنة في إقامة المتحف، وشكل لجنة من رفاق وأصدقاء الأديب لهذا الغرض، وأن هؤلاء ظلوا يجتمعون لمدة عشر سنوات، ولم يقدموا أي شيء للمتحف، فيما كان المنتظر منهم أن يتبرعوا، على الأقل، بما لديهم من مقتنيات ووثائق وصور توثق لحياة الأديب الراحل.

كما كان يتعين، برأي سيد محمود، أن تقوم وزارة الثقافة بمخاطبة المؤسسات الصحفية التي تمتلك أرشيفا من الصور النادرة لمحفوظ ومسودات مقالاته وقصصه التي كانت تنشر في الأهرام ودار الهلال لتغني بها معروضات المتحف.

وخلص الناقد الأدبي المصري إلى أن المتحف ضرورة، لكن السؤال هو كيف يتم تحويله إلى معرفة حية كما يحدث في الدول الغربية، التي تحتوي متاحفها عروضا متغيرة، وتظل جاذبة طوال الوقت، "بعكس ما هو امر المتاحف في بلادنا التي تتحول مع الوقت إلى أماكن للتخزين وليس للتخليد"

قد يهمك ايضا

عكاظ تستعد لتتويج شاعرها ضمن النسخة الأولى من موسم الطائف "مصيف العرب"

مشاعر الفرحة تُسيطر على المبدعين المصريين بافتتاح متحف نجيب محفوظ وسط بعض الانتقادات

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف يُعيد الحياة إلى روايات نجيب محفوظ وسط القاهرة التاريخية متحف يُعيد الحياة إلى روايات نجيب محفوظ وسط القاهرة التاريخية



GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates