كتاب لـكارا كوني يتحدَّث عن قوّة الإناث في التاريخ القديم
آخر تحديث 17:08:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

سُمِح في ذلك الوقت للكثير مِن الإناث بالوصول إلى الحُكم

كتاب لـ"كارا كوني" يتحدَّث عن قوّة الإناث في التاريخ القديم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - كتاب لـ"كارا كوني" يتحدَّث عن قوّة الإناث في التاريخ القديم

كتاب لـ"كارا كوني"
القاهرة ـ صوت الامارات

تحمل آلهة الأنوثة في مصر القديمة وجهين، الأول وجه قطة ويرمز للرعاية والحماية، والثاني وجه لبؤة ويعني الهجوم، لكن في كلا الوجهين، وإن كانا يخلدان صورة المرأة القوية فإن دور المرأة كان مقتصرا على حماية ورعاية السلطة الرجولية للدولة آنذاك، وهو أمر يرى مراقبون أنه لا يزال ينطبق بشكل أو بآخر على النساء في مجال السياسة اليوم، فقد استخدمت النساء في مصر الفرعونية قوتهن الكبيرة لمساعدة الرجال من حولهن، فقد عملهن على حمايتهم بضراوة من الأذى، وكذلك الحفاظ على نظام الحكم القائم.

ويكشف كتاب وضعته الكاتبة الأميركية كارا كوني، عن 6 ملكات من مصر القديمة، عن جانب مثير للقلق وصعب من قوة الإناث في التاريخ القديم، يستحق أن يتم التذكير به اليوم.

وتقول كوني، التي درست علاقة النساء بالقوة في العالم القديم، إنه رغم وصول عدد من النساء إلى مناصب عليا اليوم، باعتباره مؤشرا على تقدم الحكومات والشركات فإن التاريخ يُظهر أن العدد لم يكن شاغلا بقدر ما كان ينظر إلى أفعالهن بعد الوصول إلى هذه المناصب الكبيرة في الدولة، ففي مصر القديمة وصلت 6 نساء على الأقل إلى موقع صنع القرار، ناهيك بعشرات أخريات ممن عملن نائبات لملكات أو كاهنات بدرجات عليا، أو زوجات مؤثرات، حسب ما ذكرت مجلة "تايمز".

وتقول كوني إن مصر القديمة سمحت للكثير من الإناث بالوصول إلى سدة الحكم أكثر من أي مكان آخر على وجه الأرض اليوم، وتتساءل: "هل كان هذا المجتمع بطريقة ما أكثر تقدما مما قد نتوقع؟" الجواب السريع: لا، فقد كرست الملكة ميرنيث، من الأسرة الفرعونية الأولى، قوتها من أجل رؤية ابنها الصغير "دين" ملكا، إلى أن انتهى به المطاف ليصبح أطول ملك معمر وأكثرهم نجاحا في تلك العائلة.

وحكمت الملكة حتشبسوت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، وهي من الأسرة الفرعونية الحاكمة الثامنة عشرة، للحفاظ على قوة ابن أختها الملك الصغير تحتمس الثالث باعتبارها وصية عليه.

وعرفت الملكة نفرتيتي من الأسرة ذاتها، كحاكمة كانت تمهد الطريق للرجال القادمين للحكم، وأبرزهم الشاب آنذاك توت عنخ آمون، المشهور جدا لنا اليوم، ويرقد في قبره السليم في وادي الملوك، كما وجدت الملكة تاوسريت، من الأسرة التاسعة عشرة، طريقها إلى السلطة من خلال الحكم نيابة عن ملك مرتقب كان صبيا، قبل أن تسيطر على المملكة وتحوز القوة لنفسها وحدها.

ولم تخف تاوسريت طموحها السياسي، إذ قضت على المنافسين، لكن مثل هذه الطموحات النسائية لم يتم التسامح معها، وقد تم تنحيتها بانقلاب نفذه أحد أمراء الحرب في وقت كانت تزداد مصر القديمة قوة عسكرية يوما بعد يوم.
أما الملكة كليوباترا، التي قادت تمرد ضد إخوانها من أجل السيطرة على الحكم الذي تقاسمته مع أخاها بطليموس الثالث عشر، فقد عادت لتعلن عن نفسها "إيزيس الجديدة" (آلهة رئيسية في الديانة المصرية القديمة)، مما مهد الطريق إلى الملكية لابنها بطليموس الخامس عشر.

ويحكي كتاب كوني قصص ست ملكات قويات، 5 منهن أصبحن ملكات بسلطات كاملة، ومع ذلك، كان على كل واحدة منهن أن تتأقلم مع أنظمة السلطة الأبوية من حولها، بدل تكريس حكم أنثوي جديد، ومن هنا كانت قصة القوة النسائية في مصر القديمة مأساوية.

وهكذا، فعندما ننظر إلى قوة النساء في العالم اليوم، كما تقول كوني، يجب ألا نفترض أن وجود امرأة في منصب عالٍ كفيل بأنه يكون منارة تقتدي به الأخريات، بل يجب علينا أن نسأل: هل هؤلاء النسوة يقمن بدور حقا؟

وتشير الكاتبة إلى المملكة المتحدة كنموذج، فنظامها البرلماني انتخب اثنين من رؤساء الوزراء الإناث على مدى العقود الأربعة الماضية.

وتتساءل ما إذا كانت مارغريت تاتشر وتيريزا ماي قد تحدتا أو حمتا الأجندات التي يحركها الرجال من حولهن.

كما شهدت كل من الهند وباكستان صعود نساء إلى سدة الحكم خلال نصف القرن الماضي، لكن هؤلاء النسوة دخلن إلى السلطة من باب آبائهن وأزواجهن وإخوانهن.

وتبرز اليوم أيضا إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كواحدة من النساء اللاتي لهن منصب (غير رسمي) في البيت الأبيض، متكئة على أبيها.

وتشبه الكاتبة النساء اللاتي يصلن إلى مواقع متقدمة في الحكم بنساء الأمس، مثل نفرتيتي وكليوباترا، وتقول إن "هذه هي مأساة القوة النسائية... إن معظم النساء في السلطة اليوم كما في الأمس، يخدمن فقط الوضع الراهن"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب لـكارا كوني يتحدَّث عن قوّة الإناث في التاريخ القديم كتاب لـكارا كوني يتحدَّث عن قوّة الإناث في التاريخ القديم



GMT 11:13 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على كنز عثماني ضخم داخل سجن في بلغاريا

GMT 15:07 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

بيع جزء من درج "برج إيفل" بمزاد في باريس

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 13:48 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المتحف الوطني للنسيج" يقترح شهادة فنية على تراث مغربي غني

GMT 13:22 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على السفينة الغارقة "ذي ماناسو" بعد مرور 90 عامًا

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 17:31 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العلماء

GMT 04:40 2015 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

اختاري أفضل العطور في ليلة زفافكِ

GMT 00:04 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

هدف ثالث لفريق برشلونة عن طريق فيدال

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لامبورجيني أوروس 2019 تنطلق بقوة 650 حصان ومواصفات آخرى مذهلة

GMT 20:46 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكتاب" يوجه التحية إلى سلطان لرعايته معرض الشارقة

GMT 14:58 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

البصري يطالب "المركزي" العراقي بالحدّ من منح إجازات مصرفية

GMT 02:08 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

اختاري عطرك بحسب شخصيتك

GMT 10:38 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بروتوكول لإنشاء محطة لتحلية مياه البحر بقيمة 200 مليون جنيه

GMT 23:49 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تتويج السوري عمر خريبين كأفضل لاعب في آسيا لعام 2017

GMT 11:51 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يشيد بجهود شما المزروعي في دعم الشباب

GMT 03:12 2016 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

كعكات الموز والشوفان الصحية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates