قطع حجرية في مصر تعود إلى مليوني سنة ترجّح وجود نشاط بشري
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

في أماكن حفريات عديدة منها "العباسية والفيوم وسوهاج"

قطع حجرية في مصر تعود إلى مليوني سنة ترجّح وجود نشاط بشري

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قطع حجرية في مصر تعود إلى مليوني سنة ترجّح وجود نشاط بشري

المتحف المصري
القاهرة - صوت الامارات

في محاولة لتتبع واستكشاف شكل الحياة في عصور ما قبل التاريخ، وخصائص تعامل الإنسان البدائي مع الطبيعة، قام فريق علمي مصري بإعادة فحص مجموعة من القطع الحجرية المحفوظة بالمتحف المصري منذ أوائل القرن الماضي، ودراسة تاريخها وخصائصها الجيولوجية التي أثبتت أنها تعود إلى أكثر من مليوني سنة، وتشكل أقدم نشاط بشري في التاريخ، بما يرجح وجود إنسان «الهومو» في عدد من المناطق المصرية التي تم اكتشاف القطع فيها، ومنها منطقة العباسية «شرق القاهرة».بلغ عدد القطع التي تم فحصها من مُقْتنيات المتحف المصري بالتحرير «وسط القاهرة» 20 قطعة حجرية، ووفق السجل المتحفي الرسمي يعود تاريخ اكتشافها إلى عشرينات القرن الماضي، في أماكن حفريات عديدة منها منطقة العباسية «شرق القاهرة»، والفيوم «جنوب غربي القاهرة»، وسوهاج والأقصر «جنوب مصر»، وضم الفريق العلمي المصري كلاً من الدكتور أبو الحسن بكري، أستاذ ما قبل التاريخ بكلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتور أحمد سعيد أستاذ آثار وتاريخ الشرق الأدنى القديم بقسم التاريخ والآثار بكلية الآداب بجامعة الكويت، والدكتورة دعاء سيد إبراهيم الباحثة المتخصصة في علوم ما قبل التاريخ بوزارة السياحة والآثار المصرية، كما قام الفريق العلمي بفحص قطع حجرية مكتشَفة حديثاً من حفريات بمناطق مصرية مختلفة، وقاموا بتسجيل البيانات العلمية ونتائج الفحص في دراسة تحت عنوان «الصناعة الأولدفائية في وادي النيل بمصر» نُشرت أخيراً باللغة الإنجليزية في مجلة «علوم الآثار الأفريقية»، وهي مجلة علمية دولية متخصصة في أبحاث الآثار الأفريقية.

الأدوات الحجرية هي واحدة من أقدم الصناعات البشرية التي تؤرِّخ لوجود الإنسان البدائي في عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت تُصْنع من تكسير الأحجار وتهذيبها لاستخدامها كأدوات للتقطيع وجمع النباتات والثمار والصيد، ويطلق عليها الصناعة «الأولدوفائية» وتعد ثاني أقدم صناعة عرفتها البشرية، وفقاً للدكتور أبو الحسن بكري، أستاذ ما قبل التاريخ بكلية الآثار جامعة القاهرة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الصناعة الأولدفائية تُنسب لإنسان الهومو الذي يطلق عليه (الإنسان الحاذق) أو (Homo habilis)، وتم العثور على أقدم نماذج لها بعدة مواقع بشرق أفريقيا، وتؤرخ الأدوات المكتشفة هناك بنحو مليوني وستمائة ألف سنة، وأُطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى ممر (أولدوفاي) بتنزانيا، وتتميز أدوات هذه الصناعة بأنها بسيطة وتتكون غالباً من نوى كروية الشكل وبعض الشظايا، وهي أدوات قاطعة تسمى أحياناً «الكرات القاطعة» ويتم تصنيعها عن طريق إزالة بعض الشظايا من أحد جوانب الحصى لينتج عنها حافة قاطعة، وكانت تستخدم في القطع والسلخ والسحق وغيرها من المهام.

خلال عمليات الفحص استخدم الفريق العلمي نماذج قياس معتمدة للشكل الخارجي للأداة الحجرية ومواصفاتها، التي أكدت أنها تعود إلى أكثر من مليوني سنة، ويشير بكري إلى أن «التصنيف العلمي للشكل الخارجي للأداة الحجرية أكد انتماءها إلى الفترة التي نتحدث عنها، كما قمنا بفحص خصائصها الفنية والجيولوجية، وإجراء دراسات تحليلية لتأكيد النتائج، وكان من اللافت أن 15 قطعة من القطع الحجرية التي قمنا بفحصها تم اكتشافها بمنطقة العباسية (شرق القاهرة) عام 1926 ميلادية حسب السجل الرسمي بالمتحف المصري».
وشهدت السنوات الأخيرة اكتشاف العديد من الأدوات الحجرية الخاصة بالصناعة الأولدفائية بدول شمال أفريقيا والمغرب والجزائر، وهو ما شكّل دافعاً جديداً للعلماء المصريين لاستكمال دراساتهم في هذا المجال، ويضيف بكري أن «أحدث كشف كان سنة 2018 عندما تم العثور على أدوات حجرية بموقع (عين بوشريط) بالجزائر تؤرخ بنحو 2.4 مليون سنة، فقلنا إنه من المنطقي أن الإنسان الحاذق (هومو هابيليس) عندما انتقل من شرق أفريقيا إلى شمالها فلا بد أنه عبَر عن طريق مصر خصوصاً صحراء مصر الغربية للوصول إلى الجزائر والمغرب، ولا بد أنه ترك لنا آثاره، وفي نفس العام تم تأريخ أدوات عُثر عليها بالصين بموقع (شانغ شين) تعود إلى 2.1 مليون سنة، وهو ما رجح أن الإنسان الحاذق هو أول من هاجر من أفريقيا عن طريق مصر».

وترجح الدراسة التي استغرقت إجازتها للنشر نحو عام ونصف العام، أن الأراضي المصرية كانت معبراً ومحطة رئيسية في طريق الهجرة المبكرة لإنسان الهومو من قلب أفريقيا نحو باقي أجزاء العالم القديم سواء إلى باقي الشمال الأفريقي، أو إلى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية والصين.وتقول الدكتورة دعاء سيد إبراهيم، الباحثة المتخصصة في علوم ما قبل التاريخ بوزارة السياحة والآثار المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن «القطع التي يعود مكان اكتشافها إلى منطقة العباسية شكّلت أحد الأدلة العلمية القوية، حيث عُثر عليها مدفونة في طبقات عميقة تحت الأرض، وفوقها أدوات حجرية أحدث تنتمي إلى عصور لاحقة، وهو ما يسمى (التتابع الطبقي) حيث تتراكم الأدوات والقطع بعضها فوق بعض في طبقات مختلفة يكون الأقدم منها في أسفل طبقة، وهو ما يعد دليلاً قوياً يدعم نتائج الدراسة».

 

قد يهمك ايضا :

تعرف على قصة تمثالين ملكيين ضمن عروض المتحف المصري الكبير

إعادة فتح المطارات والمتاحف المصرية وأهرامات الجيزة أمام الزوار

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطع حجرية في مصر تعود إلى مليوني سنة ترجّح وجود نشاط بشري قطع حجرية في مصر تعود إلى مليوني سنة ترجّح وجود نشاط بشري



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates