لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها
آخر تحديث 16:14:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تستخدم المواد الخشبية والأدوات الحرفية التي جمعتها على مدار أشهر

لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها

الشابة الفلسطينية لمى علي
رام الله - صوت الامارات

يبدأ الأطفال أصحاب المواهب الموسيقية في العادة, تعلّم العزف على الآلات في سنٍ مبكرة، وتنمو المواهب كلما تقدّموا في السنّ، لينتقلوا ربما إلى مرحلة الاحتراف في عزف الألحان. غير أن الشابة الفلسطينية لمى علي البالغة من العمر 20 عامًا خالفت القاعدة، فرغبتها الشديدة في تعلّم الموسيقى والعزف نقلتها إلى عالم صناعة الآلات الموسيقية وصيانتها.

، تنشغل الشابة ساعات طويلة داخل ورشة صغيرة في أحد أحياء مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة, لإتمام صنع أول آلة موسيقية وترية، مستخدمةً مجموعة من المواد الخشبية والأدوات الحرفية التي جمعتها على مدار أشهر، لتكون أول فتاة فلسطينية تمتهن حرفة صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها.

تقول لمى "بدايتي مع الموسيقى كانت قبل ثماني سنوات تقريبًا، حين التحقت كغيري من الصغار بمعهد للموسيقى لتعلّم العزف، واخترت حينها آلة الكمان لأنّي كنت أعلم أنّ صوتها من أجمل الأصوات الموسيقية وأقربها من قلوب المستمعين". وتضيف "اقتنيت في تلك الفترة آلتي الخاصّة، وتدربت عليها لفترة طويلة، ومع الزمن أصبحت دائمة التعطّل، وصرت أحتاج كثيرًا للذهاب إلى حرفيين لصيانتها. زياراتي المتكررة للورش شدّتني إلى تلك المهنة، وذات يوم تعطلت الآلة، فقررت محاولة إصلاحها ونجحت في ذلك، وهنا كانت البداية".

ودفعها شغفها بالآلات الموسيقية وبتعلّم صيانتها، إلى ملازمة مدرّس الموسيقى في مدرستها وسؤاله بشكلٍ دائم عن طريقة تصنيع الآلات والأدوات المستخدمة فيها، وفي ذلك الوقت كانت ترتاد ورشةً لأحد الصانعين في مدينة رام الله من أجل التدّرب، وبعد مدّة عرض عليها صاحب الورشة العمل لديه، لما أظهرته من قدرة وكفاءة.

*صناعة أول آلة

ذاع صيت لمى بين أصدقائها وعائلتها وعلموا أنّها بدأت تجيد صيانة الآلات، فأصبحت مقصد أصحاب الآلات المعطّلة في محيطها، مما عزز ثقتها بنفسها وبالطريق الذي تسلكه وشكل دعمًا لها، فأصبح الشغف أكبر والطموح أعلى.

و باتت الشابة بمرور الوقت تجيد التعامل مع مختلف الآلات الموسيقية، الوترية وغير الوترية، وكذلك الإلكترونية منها. وامتلكت قدرة على إصلاح أيّ عطل يواجهها في أيّ آلة. هذا الأمر حفزها بصورةٍ أكبر، فقررت أن تبدأ بشكلٍ فعلي صناعة أول آلة موسيقية، واختارت الكمان لأنّه الآلة المفضلة لديها منذ الصغر.

جمعت لمى ما تحتاج من مواد خام، وراحت تبحث في مواقع الانترنت المتخصصة، حتّى تتمكن من إتمام صناعة الآلة الأولى بشكلٍ سليم، يضاهي الآلات التي تصنعها الشركات العالمية، وهي الآن في آخر العمل وسيصبح الكمان جاهزاً في غضون أيام.

*دراسة الإعلام

و درست الشابة العشرينية الإعلام بعد اجتيازها الثانوية العامّة،  وتخرجت منه قبل وقت قصير وقالت "دراستي للإعلام ساعدتني في امتلاك بعض المعارف والمهارات التسويقية والبحثية التي أتاحت لي التسويق لذاتي ومهنتي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل نجحت في لفت الأنظار".

وقالت عن تأثير المهنة التي تتوزع تفاصيلها بين نحت الخشب وتقطيعه، والرسم عليه، وكذلك ترتيب الأوتار بالصورة المناسبة، على شخصيتها، إنها" ساعدتها كثيرًا في بناء شخصيتها المستقلة، كونها من المهن النادرة محليًا، إضافة إلى أنها عرّضتها لمجموعة من مواقف النقد التي تمكنت من مواجهتها بإثبات قدرتها وخبرتها.

تكمل لمى حديثها "الأمر ليس سهلًا بالنسبة إلي، فعدا عن المشكلات المجتمعية التي أواجهها خلال العمل بسبب الصورة النمطية الذكورية السائدة محليًا، تتطلب المهنة تركيزا عاليا جدًا، كون الآلات التي أشتغل بها هي من النوع الوتري وحساسة جدًا". وتضيف: "بالنسبة إلى المواد الخام المستخدمة في الصناعة والقطع المستخدمة في الصيانة، هي غير محلية الصنع للأسف".

وتشير لمى إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يقف دائمًا في طريق استيراد بعض المواد الخام المستخدمة، وهي عبارة عن خشب من النوع الصلب وخيوط للأوتار، وتأتي غالبًا من دول أوروبية. وإن دخلت تكون كلفتها مرتفعة جدًا، وهذا الأمر يسبب مشاكل عديدة.

تطمح لمى إلى السفر ودراسة علوم تصنيع الآلات بشكلٍ متخصص أكثر، والتعرف على طرق إنتاجها في مناطق مختلفة من العالم، لكي تعزّز خبرتها، وتصبح جاهزة لافتتاح أول مدرسة لتعليم صناعة الآلات الموسيقية وصيانتها في فلسطين

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها



GMT 11:13 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على كنز عثماني ضخم داخل سجن في بلغاريا

GMT 15:07 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

بيع جزء من درج "برج إيفل" بمزاد في باريس

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 13:48 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المتحف الوطني للنسيج" يقترح شهادة فنية على تراث مغربي غني

GMT 13:22 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على السفينة الغارقة "ذي ماناسو" بعد مرور 90 عامًا

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 01:23 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

منتدى الشعر المصري يناقش كتاب "السلطة والمصلحة"

GMT 15:50 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نصائح بسيطة للحصول على مطبخ ريفي أنيق

GMT 05:40 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 00:27 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

جينيفر لوبيز تنزلق على خشبة المسرح أمام الجمهور

GMT 04:35 2014 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

93 لوحة لـ 22 مبدعًا في معرض "ثمرة"

GMT 13:50 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

صبري فواز قيمة مع السنوات

GMT 14:30 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف علي المواصفات الكاملة لـ"كيا سيراتو 2019" الجديدة

GMT 22:03 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

انطلاق معرض تشكيلي في المدينة المنورة

GMT 01:59 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

سعر الريال اليمني مقابل الدولار الأميركي الخميس

GMT 02:05 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"هواوي" تطرح هاتف "Y6C" في مصر بأسعار تنافسية

GMT 14:41 2013 الجمعة ,22 شباط / فبراير

صدور كتاب باللغة الكوريّة لقصائد سعاد الصباح

GMT 11:59 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

توقيع "أذان الأنعام" لعماد حسن في شبابيك آخر الشهر

GMT 11:51 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تثير إعجاب الجمهور بحضور عيد ميلاد توأم زينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates