خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر على مستوى العالم تعرف عليها
آخر تحديث 15:07:19 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تتمتع بمزايا تدفع الباحثين والمؤرخين لفك طلاسمها

خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر على مستوى العالم تعرف عليها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر على مستوى العالم تعرف عليها

قلعة حلب الأكبر
دمشق - صوت الإمارات

لا تشبه قلعة حلب أياً من نظيراتها في العالم، رغم تفوقها وحصولها على لقب أكبر قلاع العالم، وظلت تتمتع بمزايا تدفع الباحثين والمؤخرين لفك طلاسمها واكتشاف أسرارها فريدة عصرها، فهي بعيدة كل البعد عن النمطية في بناء القلاع، وظلت درة الحصون حتى أنها مدينة داخل مدينة، ولكونها مدينة، كان هناك حاجة لتشييد مبان سكنية وخدمية داخل القلعة: كالحمامات والطاحونة ومقار دينية كالكنائس التي تحولت فيما بعد إلى مساجد، بالإضافة إلى كونها مقر الحكم وإقامة الحاكم.

رمزا الموت والولادة
يعد القصر الملكي من أجمل القصور التاريخية في قلعة حلب، ويسمى دار العز أو دار الذهب، ويتألف القصر الذي تعرض للحريق في ليلة زفاف الظاهر غازي على ضيفة خاتون، وقد تم ترميمه مع العديد من المباني في عهد المماليك، نتيجة تدميرها على يد هولاكو (1254م) وتيمور لنك، وتم وضع العديد من الرموز بعضها يرمز لدولتهم وأخرى ذات دلالات طقسية عقائدية.
يقول الباحث في الآثار أحمد غريب، إن القلعة عاصرت كل الحقب الزمنية فقد ترك من بناها ورممها الكثير من الرموز التي تخفي في بواطنها ذلك المنتج الثقافي والروحي الذي وشّح بالمجد والأصالة، ويضيف "أول ما يلفت الانتباه في قلعة حلب هو البرج المتقدم للقلعة والذي هدم غير مرة ورمم أخيراً من قبل الأمير المملوكي قانصوه الغوري في عام 1512 ميلادي، ووضع في واجهته من الخارج عدة رموز تشير إلى الدولة المملوكية، لاسيما قرصا الشمس عن يمين وشمال السقاطة".

وهذا الرمز موغل في القدم فقد استخدم في العهد الروماني، وكان يرمز إلى الولادة والموت، فإذا كانت أشعة الشمس مع عقارب الساعة فهو رمز للولادة أما إذا كانت أشعة الشمس بعكس عقارب الساعة فهو رمز للموت، أي رمز شمسي والآخر قمري، على اعتبار أن بزوغ الشمس يبشر بولادة يوم جديد أما القمر فظهوره يعني انتهاء اليوم وموت الشمس ويردف قائلاً: "قد استخدم هذا الرمز في العهد المسيحي ورمز إليه بولادة السيد المسيح، وكثيرا ما استخدم في العهد البيزنطي وبخاصة على أبواب المدافن وأرضيات الفسيفساء".

باب التنانين
الزائر للقلعة ومع أول خطوة بعد عبوره الباب الرئيس عليه أن يتلقف سيلاً من الأشكال والرموز على الجدران وكلها ذات معان ودلالات، من أبرزها، وبعد عبور الدرج الحجري وصولا إلى واجهة الحصن الشامخة تجد في هذه الواجهة من الأعلى العديد من الأشكال المملوكية وآيات من القرآن الكريم وزخارف.ويشرح الباحث غريب المدير السابق لقلعة حلب عن مدخل (باب التنانين) المشبع بالرمزية، فأسطورة التنين أتت من الصين وهي قديمة، ويشاهد أربعة منها ملتفة حول بعضها بحالة صراع، ويتابع: "التنين هو رمز للإله حدد من جهة ومن جهة أخرى رمز للشر، ونقش إلى يمين وشمال التنانين نجمة ثمانية وهي أيضاً رمز عشتار وهذا دليل على أن نقش التنانين هو رمز للإله حدد كون عشتار هي زوجة زيوس كما النجمة الثمانية تعبير عن حركة كوكب الزهرة ويذكر بأن مدينة بغداد لها ثمانية أبواب على عدد أضلاع نجمة عشتار وأن كلمة /ستار/ باللغة الإنكليزية تعني عشتار".

الضاحك والباكي
من جهة أخرى يظن بأن نقش التنانين هو لطرد الأرواح الشريرة، وبالتالي لدب الرعب والخوف في نفوس المهاجمين على القلعة، كما نقشت النجمة الثمانية على المسامير للباب الحديدي حيث تعد النجمة رمز للدولة الأيوبية ويذكر الباحث الأثري في معرض حديثه عن نقش مازال يثير الاهتمام (حدوة الحصان) على الأبواب الرئيسية في القلعة ويقول: "لهذا النقش رمزية طقسية هي من جهة لرد العين الحاسدة، ومن جهة أخرى كحرز وقائي، والملفت بأن كل الحدوات تتجه للأسفل باستثناء واحدة من الوسط تغاير الاتجاه، وهي مكان فتح الباب".

ومع عبورنا لباب التنانين إلى الباب الثاني وهو باب الأسدين وفيه نقش أسدين بارزين متقابلين بينهما زهرة على شكل زنبقة، حيث يمثل الأسد حامي أبواب المعابد والقلاع من الأرواح الشريرة، وبالتالي هو رمز للقوة والزنبقة هو رمز فرعوني حسب المؤرخين وكانت ترمز الزنبقة في العهود المسيحية المبكرة بالروح المتصاعدة ويضيف "غريب:   "في كل المعابد القديمة كان يوضع نقش الأسد كرمز واقي وحامي، لاسيما معبد الإله حدد في قلعة حلب ومعبد عين دارة، وغيرهم حيث استمر هذا الرمز في العهد المملوكي ونشاهده في واجهة خان الوزير بحلب".
ونتابع بالدخول بما يسمى (الباشورة) إنه ممر منكسر بزوايا قائمة، وذلك بغية امتصاص حدة دخول الغزاة، حتى نصل بعدها الى الباب الثالث والأخير في الباشورة، وهو باب الأسدين الضاحك والباكي من عمل الظاهر غازي كما الأبواب التي قبله، وهنا يقرأ الباحث في رموز قلعة حلب قائلاً: "نُقش على يمين الباب وشماله تمثالين لأسدين الأول ضاحك والآخر باكي وهذه رمزية أخرى للإله حدد، حيث يرمز الأسد الضاحك للرعد والأسد الباكي للشتاء وكلا الرمزين هما لحدد، ولا غرابة في ذلك كون الظاهر غازي من العراق وهذا المنتج الرافدي نقله معه من هناك".

الكشف عن معبد "حدد"
في هذه الأثناء نعبر السوق وننعطف يمينا لنصل إلى القصر الملكي، ونجد واجهة قصر "الطواشي" ذات المدخل الجميل والمزخرف بزخرفة هندسية ومدخله المقبى بمقرصنات.
من جهة ثانية نشاهد معبد حدد ويعتبر من أعظم الاكتشافات الأثرية ليس في حلب وحسب، وإنما في سوريا، وهذا ما أكده العالم الآثاري الإيطالي "باولو ماتييه" بقوله: "إن اكتشاف معبد حدد في قلعة حلب هو أعظم اكتشاف في القرن العشرين".وقد عثر في هذه الفترة على مجموعة من الأنصاب البازلتية، وبلغ عددها /32/ نصب بازلتي، اختلفت مشاهدها، وهي بالعموم مشاهد متنوعة لإله الطقس والأنواء حدد، الذي كان معبود أهل سوريا وبلاد الشام. هذا وتذكر رُقم ماري بأن ملكها (زيمريليم) كان قد حجّ إلى هذا المعبد في القرن التاسع قبل الميلاد وقدم الأضاحي له، ويتحدث باحث الآثار السورية "غريب" في شأن المعبد بالقول: "عثر داخل هذا المعبد على حورية من الحجر البازلتي وتمثال ضخم لأسد وقد زينت الأنصاب البازلتية بكتابة (لوفية، حثية)، والاكتشاف الأهم هو لحجر بازلتي نقش عليه جنيين متقابلين يرقصان وهما مجنحان، وقد حفظ في متحف حلب الوطني".

 قاعة العرش
هنا نتابع السير لنصل إلى قاعة العرش المليئة بالنقوش والرموز، فمدخل الباحة بُني بحجر الأبلق بتناوب جميل، ومن ثم نلج في رحلتنا داخل القلعة إلى الباحة السماوية وقد ازدانت وهي الواجهة الشمالية بزخرفة هندسية كخيط عربي، ومدخل الشرفة زين برمز الشمس وهو رمز للولادة والتجدد.وعند الدخول إلى قاعة العرش ذو المدخل الجميل يعلو بابها مقرنصات جميلة بني مدخلها بحجر الأبلق الأسود والأبيض وزينت واجهة قاعة العرش من الخارج بالعديد من اللوحات الزخرفية من آيات قرآنية وزخارف هندسية وغيرها أضفت جمالا أخاذا عليها.ويتضح وفق الباحث أحمد غريب أن الرموز بقلعة حلب هي منتجاً ثقافياً وطقساً عقائدياً ويحمل في طياته العديد من الأفكار التي تتقاطع مع ما يرمي إليه الباني وبالتالي فالرموز في المباني الأثرية هي حالة ثقافية دينية لها دلالاتها وتعابيرها لكن تحتاج للمزيد من الدراسة والتأمل لمعرفتها وبالتالي تزيد معرفة تفكير من وضعها وماذا كان يقصد بها فيما تبقى القلعة الذاكرة البصرية الهامة والمقام الرفيع بين المواقع الأثرية في سورية.

قد يهمك ايضا

حمد الشيخ أحمد الشيباني يتفقد المساجد الجديدة في حتا

اكتشف أجمل القصور في سويسرا واستمتع بعطلة في "العصور الوسطى

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر على مستوى العالم تعرف عليها خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر على مستوى العالم تعرف عليها



GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates