القدس المحتلة ـ وكالات
سلطت صحيفة الجيروزاليم بوست، اليوم الخميس في تقرير خاص، من خلال الاعترافات الأخيرة التي أدلى بها الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، على أكثر ما كان يخيفه بعد إطلاق سراحه من قبل المقاومة الفلسطينية التي أسرته في قطاع غزة في 25 يناير 2006، وهو خضوعه للاستجواب من قبل المحققين العسكريين في الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الخوف تأتى، كون شاليط يعرف التقصير الكبير الذي فعله وتسبب في أسره، وان العملية برمتها خلت من أي مجد عسكري ممكن أن يسجل للجيش الإسرائيلي، وانه لم يقوم بواجبه كجندي بالحد الأدنى ولم يطلق رصاصة واحدة يدافع فيها عن نفسه.
ووفقاً للصحيفة فقد بينت الاعترافات التي منعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر جزء منها، مقدار الخوف والفزع والصدمة التي انتابت جنود الدبابة التي كان يخدم فيها شاليط على الحدود مع قطاع غزة خلال أقل من دقيقتين، مما أسفر بالنهاية عن مقتل جنديين بينهم قائد الدبابة وإصابة أخر ووقوع شاليط في الأسر.
وبرر شاليط للمحققين سبب هذا الخوف والارتباك، موضحاً بأنه أرسل للعمل الميداني دون معرفته لما يجري حوله، ولا حتى لديه علم بطبيعة المنطقة، ولا أين يقع مكان العدو.
وقال: أنه حضر اجتماعات وجلسات عسكرية تحدثت عن طبيعة المنطقة والعدو، ولكنه لم يفهم التفاصيل وبعد كل هذا وجد نفسه عضو في فريق يثق بقائده داخل دبابة –على حد ذكره-.
وأضاف: "أنا لم استمع إلى التعليمات التي حذرت من احتمال وقوع هجوم على الحدود، وإنما اعتمدت على القائد الذي كان يستمع، وذلك كان كافياً بالنسبة لي، ولقد وثقت به".
ولفتت الصحيفة إلى شاليط لو كان قد استمع جيدا إلى قائد السرية في قطاعه الذي تحدث عن معلومات استخبارية مفصلة من الشاباك حول احتمال تسلل رجال حماس من غزة ربما عن طريق نفق لمحاولة اسر جندي، لكان أدرك ذلك باكراً وكان بإمكانه استدعاء تعزيزات، ولتغيرت وجهة المعركة، ومنع الأسر.
وأوضحت الصحيفة أن الاعترافات بينت كذلك انه كانت هناك كانت إمكانية لاستدعاء قوات إضافية كانت في متناول اليد ولكن طاقم الدبابة لم ينتبه إلى ذلك، كون قائد بارز يعمل في المنطقة قام باستدعاء قوات من سلاح الهندسة القتالية للمنطقة وكانت ترابط في مكان ليس بعيد عن الدبابة التي كان يتواجد بداخلها شاليط.
كما أظهرت الاعترافات أن حالة الصدمة والفزع أفقدت طاقم الدبابة العمل ضمن الأوامر العملياتية المتبعة في مثل هذه الحالات، بحيث لم يذكر قائد الدبابة أن قذيفة من نوع RPG ليس بمقدورها إحداث أضرار كبيرة في جسم الدبابة، وان ذلك ليس سبب كافياً للخروج من الدبابة، وان الأنظمة الالكترونية الخاصة بالدبابة لم تتعطل ، ولم يصاب أحد من فريق عمل الدبابة.
وفي أعقاب العملية، تبين من خلال فحص عملي للدبابة أن محركها مازال يعمل جيداً بعد الإصابة وأنها قادرة على الاستمرار في القتال كونها عبارة عن آلة حرب قوية تحتوي على مدفع فعال وسريع ودقيق ولديها ثلاثة رشاشات جاهزة للعمل ناهيك عن الأسلحة الأخرى المتطورة التي على سطحها ولكن الطاقم فر وأصبح هدف سهل للعدو.
كما سردت الصحيفة بشكل تفصيلي الاعترافات التي شرح من خلالها شاليط كيفية وقوع العملية منذ بدايتها حتى تمكن المقاومة الفلسطينية من أسره وجره إلى داخل قطاع غزة، لافتة إلى أنها ستنشر باقي القصة في تقرير ثاني خلال الأيام القريبة القادمة.
أرسل تعليقك