لندن ـ كارين إليان
وصفت المعركة بين الأختين بأنها معركة الأخوات المباركة وراثيا، اثنتان من أهم عارضات الأزياء في تلك اللحظة، اللتان ولدتا بفارق 18 شهرا فقط، تنافستا على الحصول على لقب العارضة الدولية لهذا العام خلال حفل توزيع جوائز الموضة ليلة الإثنين، حفل توزيع جوائز الأوسكار في هذه الصناعة، الذي عقد في قاعة رويال ألبرت، ونالت جيجي حديد البالغة من العمر 21 عاما التاج على المنصة، لتفوز على شقيقتها الصغرى، بيلا، 20 عاما.
ووقفت الأختان منتصرتين على السجادة الحمراء، إحداهما في بذلة فضة متلألئة، بينما كانت هناك شقراء أنيقة في ثوب أزرق معانقا لجسدها، تعيد ترتيب الذيل لجيجي، وهي والدتها يولاندا، 52 عاما، وهي عارضة بارزة سابقة أيضا.
إن عائلة حديد قد تكون الأسرة الأجمل في عالم الموضة.
الجميلة الشقراء جيجي تقود 26 مليونا و400 ألف تابع على تطبيق تبادل الصور إنستغرام، في حين أن بيلا السمراء لديها 8.4 ملايين معجب.
جيجي على وجه الخصوص هي المفضلة لمصوري الباباراتزي، وذلك بفضل علاقتها مع المغني زين مالك، الذي كان في السابق عضو في الفرقة البريطانية وان دايركشن، ولها صداقة وثيقة مع مغنية البوب تايلور سويفت، ولكنّ كلتا الفتاتين تمكنت من الارتفاع إلى الأعلى في الصناعة بخطوات ثابتة.
جنبا إلى جنب مع شقيقهما الأصغر، أنور، 17 (والذي بدأ حاليا أولى خطواته في عالم عرض الأزياء أيضا)، ولدت جيجي وبيلا ونشأتا في لوس أنجلوس. والدهما، محمد، هو المطور العقاري الفلسطيني الذي كان يعمل في تونس وسوريا واليونان قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، والآن تقدّر صافي ثروته بأكثر من 100 مليون دولار.
في تجربتهما واختبارهما الثروة والجمال، تزوج محمد يولاندا فان دن هيريك، عارضة هولندية، في عام 1994، وعاشا في مزرعة في هولندا، كانت قد عملت في باريس وميلانو وطوكيو ونيويورك قبل أن تنتقل إلى لوس أنجلوس، وتقاعدت من مهنة عرض الأزياء. جيجي، واسمها الحقيقي يلينا، ولدت في وقت لاحق من هذا العام بقليل.
وانفصل الزوجان في عام 2000 لكنها ظلت أسرة وثيقة الصلة؛ حيث كان يقال إن محمد الذي قدم زوجته السابقة لزوجها الثاني، الموسيقار والملحن والمنتج متعدد الفوز بالجرامي ديفيد فوستر، الذي عمل مع ويتني هيوستن، جنيفر لوبيز ومادونا، الذي تزوجته في عام 2011 (وانفصل الزوجان في وقت لاحق في العام الماضي).
يولاندا معروفة هذه الأيام بالبطولة في تلفزيون الواقع الذي يظهر ربات البيوت في بيفرلي هيلز. وسرعان ما أصبحت وجهة مفضلة لدى مشجعيها، ولكنها أصيبت بمرض لايم (عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق القراد) في عام 2012، مما دفعها إلى مغادرة المسلسل في وقت سابق من هذا العام.
حقيقة أن جيجي وبيلا هما صديقتان مقربتان من زميلتهما العارضة كيندال جينر، الابنة الصغرى لعائلة كارداشيان، هذا هو المكان الذي تنتهي فيه أوجه الشبه بين العائلتين الثريتين في الساحل الغربي. فمن غير المحتمل أن تجد الأختين حديد بطلتين لشريط جنسي أو نشر صور شخصية عارية. أما يولاندا فهي مختلفة تماما عن الأم كارداشيان، كريس جينر.
وتقول صديقة للعائلة: "تعترف يولاندا بأنها كانت دائما صارمة جدا مع الفتاتين، ونتيجة لذلك، فهي على حد سواء لطيفة للغاية، واضحة جدا، مستوية الرأس، ومعقولة مع المال".
الصديقة أول من عرفت آل حديد عندما كانوا يعيشون في ماليبو، على شاطئ البحر في لوس أنجلوس التي هي أيضا موطن لجنيفر أنيستون وليوناردو دي كابريو، ويتذكر حفل عشاء النجوم قبل خمس سنوات.
وتقول: "كانت يولاندا لا تزال متزوجة من ديفيد، وكان هناك قائمة مدعوين لا تصدق، بما في ذلك باربرا سترايسند ودونا سامر التي لعبت على البيانو. تم جلب الفتاتين إلى هذا النوع من البيئة، لذلك هما تتعاملان بسهولة مع الشهرة والمشاهير".
وأضافت "لكن ما كان مفاجئا، وحتى ذلك الوقت، هو كيف كانت جيجي وبيلا مختلفتين عن باقي الأطفال الذين ينبهرون بمشاهير هوليوود. أعتقد أن هذا سببه يولاندا".
وعملت جيجي كعارضة للأطفال في عمر عامين فقط، ولكن توقفت من أجل التركيز في الدراسة. على الرغم من مال الأسرة، تعلمت الفتيات في مدرسة حكومية محلية، حيث كانت جيجي كابتن المنتخب المدرسي للكرة الطائرة. الفتاتان أيضا كانتا تمارسان الفروسية. كان بيلا تأمل بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية عام 2016، لكنها اضطرت للتخلي عن المنافسة في عام 2013 عندما كانت أيضا تعاني من مرض لايم.
بدأت الفتاتان عملهما كعارضات بشكل جدي بعد مغادرة لوس أنجلوس للدراسة في نيويورك: جيجي لأول مرة في عام 2013 لدراسة علم النفس الجنائي في المدرسة الجديدة، بينما تبعتها بيلا مع دورة التصوير الفوتوغرافي في كلية بارسونز للتصميم في العام التالي، كلّ منهما وضعتا دراستهما في الانتظار بعد أن أخذت حياتهما المهنية منحنى هائلا.
وبالانتقال إلى الساحل الشرقي، كافحت جيجي للحصول على توقيع وتعرضت لانتقادات بسبب وجود منحنيات كبيرة، نتيجة لقصور في الغدة الدرقية، وتباطؤ عملية الأيض والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن، وهو ما لا يناسب أجساد العارضات.
ولم تستغرق وقتا طويلا، إذ اشتركت جيجي في أسبوع الموضة في نيويورك لأول مرة في فبراير عام 2014، وبعد ذلك وقعت لأشهر حملة لمجموعة نظارات توم فورد.
بحلول شهر مايو عام 2015، سارت جيجي على المنصة لأمثال مارك جاكوبس، شانيل، ومايكل كورز، وفي في ديسمبر الماضي، ظهرت للمرة الأولى في عرض أزياء فيكتوريا سيكريت الذي يعتبر معيارا لنجاح أي عارضة.
في عام 2016، واصلت صعودها الذي لا يمكن وقفه، حيث حلت على غلاف مجلة فوغ الأميركية، كما سارت على منصة بوتيغا فينيتا إلى جانب لورين هاتون، واحدة من أكبر لحظات أسبوع الموضة في ميلانو، وأطلقت مجموعتها الخاصة لتومي هيلفيغر.
وجاء أسبوع الموضة في نيويورك لتسير بيلا لأول مرة مع شقيقتها في خريف عام 2014، في عرض أزياء بالمن، شانيل، وديان فون فورستنبرج. الأسبوع الماضي في باريس، ظهرت الأختان في عرض فيكتوريا سيكريت معا، مع والدتهما تهتف لهما من على مقعد الحضور.
يولاندا نفسها لديها أكثر من مليون متباع على إنستغرام، وانتقلت مؤخرا إلى نيويورك لتكون أقرب إلى بناتها. سيكون لديها أيضا مذكرات في العام المقبل حول معركتها مع مرض لايم.
أرسل تعليقك