لشبونة ـ علي صيام
تعتبر مجموعة جزر "الآزور" التسعة التي تشكل الأرخبيل البرتغالي في أقصى غرب أوروبا في المحيط الأطلسي، من أكثر الجهات العالمية جمالًا ومصدرًا للسعادة لدى السياح إلا أنها منسية إلى حد ما.
ويمكن الاستمتاع بمشاهدة الأقماع البركانية الصخرية والبحيرات الزرقاء الرائعة في الحفر القديمة، فضلًا عن سحر الأماكن المهجورة التي تعطي محبي الطبيعة السعادة القصوى.
ويبدو ريفها الغني بالأشجار ومراعيها الخضراء وجدرانها الحجرية مألوفة في بعض الأحيان مثل حديقة "يوركشاير ديلز" الوطنية.
ويمكن السفر من مطار بونتا ديلجادا تجاه بحيرة فرناس في جزيرة ساو ميغيل، والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية الغنية بالأشجار، فضلًا عن الشلالات الرائعة التي تتساقط مياهها أسفل المنحدرات، ونباتات السرخس المبهرة التي تتلاعب برفق في النسيم، وهبات البخار التي تصدر من أعماق الأرض، وتعيد هذه المشاهد الطبيعية إلى الذاكرة فيلم "الحديقة الجوراسية" الشهير بدون ديناصورات.
ويوفر فندق "آرت ديكو تيرا نوسترا غاريان" الأنيق، العديد من الخطمات الاستثنائية، مثل البركة الحرارية في الأرض، ويبدو الماء عكرًا، ولكنه يمتلئ بمزيج معدني الذي يعتبر "إكسير الشباب"، وحيث يتمتع السياح بإمكانية البقاء في هذا الحمام الشافي وعدم الخروج قبل الظهور بأقل منتصف عمرهم.
ولا يفوت السياح الاستمتاع بتناول أشهى المأكولات لدى مطعم الفندق "كوزيدو داس فرانس"، وممارسة التجديف في صباح أحد الأيام الأكثر نشاطًا في فوهة بحيرة فرناس، والدخول إلى الشاطئ لمشاهدة الرجال وهم يطبخون اللحوم في طواجن، يتم طبخها ببطء تحت الأرض من حرارة البركان.
ويستمتع محبي المأكولات البحرية بمذاق الأطباق البحرية الخاصة مثل الإخطبوط في النبيذ الأحمر، والسمك الذي لم يتم السماع به من قبل.
وتشتهر جزيرة بيكو بإنتاجها لأنواع النبيذ الجيد، على الرغم من تضاريسها التي تبدو وعرة، كما يتم زرع كروم العنب على شواطئ الحمم الصخرية، المحمية من نسائم البحر قوية وراء الجدران الصخرية.
وأطلق اسم "بيكو" على الجزيرة كناية عن قمة بركانية في وسطها، وهي أعلى جبل في البرتغال، وغالبا ما يكتنفها السحاب.
ويشاهد ركاب الطائرة التي تحلق فوق هذه الجزيرة القمة البركانية "بيكو" في منتصف الجزيرة، حيث تبدو المشاهد الطبيعية مخيفة، ويذكر أن الكاتب البرتغالي الشهير راؤول برانداو، أطلق جميع الألوان على الجزر بما يعكس صفاتها المميزة، ولذلك فليس من المستغرب أن تكون "بيكو" سوداء مثل مواد البازلت التي تستخدم لبناء المنازل.
ويواجه السياح ظلامًا دامسًا في واحدة من أطول أنابيب الحمم البركانية في العالم "غروتا داس توريس"، كما يمكن الوصول إلى جزيرة "فيال" عبر معبر قصير، وهي جزيرة زرقاء تشتهر بمياهها الفيروزية، أما جزيرة "هورتا" الصاخبة تعد ملاذًا لليخوت التي تسلك الطريق من وإلى منطقة البحر الكاريبي.
أرسل تعليقك