قرية ساقية أبو شعرة عاصمة السجاد اليدوي
آخر تحديث 21:09:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أصبحت محط أنظار من يأتي إلى مصر

قرية "ساقية أبو شعرة" عاصمة السجاد اليدوي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قرية "ساقية أبو شعرة" عاصمة السجاد اليدوي

قرية "ساقية أبو شعرة" عاصمة السجاد اليدوي
القاهرة ـ أكرم علي  

القاهرة ـ أكرم علي   يجد المرء في ظل ما تتعرض إليه مصر من تطورات سياسية وأحداث تعصف بالواقع المصري، أن هناك ثغرات تؤكد أن مصر ما زالت لديها الكثير من التراث الباهر الساحر للعالم، يتجلى ذلك في قرية صغيرة عدد سكانها 15 ألف نسمة تقريبًا تبعد عن القاهرة 70 كم، تخرج منها منتجات تصدر لجميع نواحي العالم، إنها قرية "ساقية أبو شعرة" في محافظة المنوفية المصرية، التي أصبحت محط أنظار السياح حين يأتون إلى مصر، وصدرت سجادها إلى قصر الإليزيه في فرنسا. يقع السر خلف إبراز هذه القرية، في آلة مكونة من أربعة قوائم خشبية تتوسطها أسطوانة دائرية يطلق عليها "النول" يجيد 80%  من سكان القرية التعامل معها، لتصنع أروع ما ترى العين من السجاد اليدوي. يلخص أحد أبناء هذه القرية أحمد عمر ارتباط أهلها بهذه الصناعة قائلاً لـ "العرب اليوم"، "السجاد اليدوي بالنسبة إلينا كالماء والهواء، فلا يوجد منزل إلا وفيه آلة النول، المستخدمة في تحويل خيوط الحرير إلى أفخر أنواع السجاد اليدوي". ويوضح أحمد أن منتجاتهم وصلت إلى المعارض العالمية، واستطاعت منافسة السجاد الصيني والسجاد الأفغاني والمغربي. يقول أحد العاملين بالقرية ويدعى محمد عبد المتعال، يبلغ من العمر 15 عامًا، "يمر تصنيع السجاد اليدوي بأربع مراحل تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الحرير عليه، ثم تأتي المرحلة الثانية بوضع الماكيت الأساسي للسجادة ليسير عليه العمال أثناء التصنيع، وتأتي المرحلة الثالثة بصباغة الخيوط الحريرية البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة، أما المرحلة الأخيرة فتكون من خلال غسل السجادة وكيها وتغليفها. وعن أسعاره يقول أحمد عمر إنه يباع بالمتر، وتصل تكلفة المتر الواحد منه إلى أكثر من 1200 جنيه، ويشتريه التاجر بحوالي 1600 جنيه، ويصل السعر عند التصدير إلى 2500 جنيه وأكثر من ذلك حسب العرض والطلب، وحسب النوع والخامة. وتعتبر هذه المهنة مربحة جدًا للعاملين بها، فوفقًا لمرزوق عبد الله عياد يصل الأجر اليومي إلى 30 جنيهًا، وهو ما جعله حريصًا عليها رغم حصوله على بكالوريوس أصول الدين جامعة الأزهر، ويقول: "أحمد الله على إجادتي لهذه المهنة، فلولا ذلك لكان مصيري مثل مصير الكثير ممن يحصلون على شهادة التخرج ويضعونها في برواز على الحائط". ويطالب مرزوق الدولة بتقديم الاهتمام والرعاية لهذه المهنة، التي تساهم بشكل كبير في الحصول على العملة الصعبة، بالإضافة إلى تخفيض الجمارك على المواد الخام المتعلقة بهذه الصناعة، حتى يتسنى للكثير من الشباب الإقبال على هذه المهنة، التي تمنع انتظار الوظيفة الحكومية.  ويغلب الطابع العائلي على هذه المهنة، فالكل يعملون فيها بدءًا من الجد والجدة، ومرورًا بالآباء والأمهات، وانتهاءً بالأطفال.  ويرى أن هذا الطابع هو سر نجاح الصناعة في هذه القرية واستمرارها، مشيرًا إلى أنه تعلمها منذ صغره على يد والده في الإجازات الصيفية. ولا يقتصر الأمر على الذكور فقط، بل تعمل الفتيات فيها أيضًا، فالطالبة في الصف الأول الثانوي عزيزة حسين تعمل فيها منذ 4 سنوات، وتلخص سر نجاح الصناعة بقولها: "نحن نمارسها كهواية أكثر منها مهنة". وتضيف: "هذا الحب يدفعني للعمل وقت الإجازة، واختصار بعض الوقت الدراسة لممارستها"، وتحصل عزيزة على 10 جنيهات في اليوم، لكنها لا تنظر إلى المقابل المادي، قدر اهتمامها بممارسة هذه الهواية. يذكر أنه أثناء زيارة الرئيس المصري السابق حسني مبارك لفرنسا في العام 2010 وجد على أحد حوائط قصر الإليزيه سجادة معلقة وعليها عبارة (نسجت في ساقية أبوشعرة) فعاد الرئيس من فرنسا متوجهًا لزيارة هذه القرية التي تقع في محافظة المنوفية، التي ينتمي إليها مبارك أيضًا، ليرى على الطبيعة أنوال بيوت ساقية أبوشعرة التي طافت منتجاتها دول العالم، والتي قدمت نموذجًا، وضربت مثلا يحتذى في القضاء على البطالة، وبعد انتهاء الزيارة أهدى أهالي القرية للرئيس السابق مبارك سجادة نسج عليها علم مصر، ومن يومها ازدادت شهرة القرية، التي تعتبر عاصمة صناعة السجاد اليدوي في الشرق الأوسط. 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية ساقية أبو شعرة عاصمة السجاد اليدوي قرية ساقية أبو شعرة عاصمة السجاد اليدوي



GMT 20:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

طيران الإمارات تتوج بلقب أفضل ناقلة جوية في العالم

GMT 20:16 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates