روما ـ ليليان ضاهر
وضع مالك فيلا "Casa del Poggio "، في بلدة سان جيميني الإيطالية، ملاحظة، جاء فيها "مياه الصنبور جيدة لأغراض الطهي وتنظيف الأسنان، أما بالنسبة للشرب فنقترح المياه المعدنية في زجاجات". وجاءت ثروة العائلة التي دُفعت في هذا المنزل، من بئر مياة معدنية، وبدأ الجد الأكبر لمالك المنزل تعبئة مياه سان جيمني في أواخر القرن الـ 19، وهي واحدة من العلامات التجارية المعروفة في إيطاليا، لكنها لم تعدّ تخص العائلة.
ويزور البالغون المدينة لشوارعها الجميلة على طراز القرون الوسطى والآثار الرومانية، بينما يستمتع الطفلين جورج (9 سنوات) وديزي (6 سنوات) بالمكرونة والأيس كريم وحمام السباحة بعد الظهيرة، ووعدنا الأطفال باصطحابهم للحصول على نبات الكمأة، وتقع الفيلا البيضاء الخاصة بنا Casa del Poggio على التل وهي منحوتة في جدران المدينة، ولا تعتبر سان جمني مركزًا سياحيًا، لكنها مكان يلعب فيه كبار السن ممن يرتدون السراويل الفضفاضة الورق في المقاهي، كما يحاصر الأسواق الياسمين البري.
وتمكنت ديزي من إقامة صداقة مع بعض الأصدقاء عند تناول العشاء في أحد المطاعم التي تعود إلى القرن 13، ولعبت في الشارع مع أصدقائها الجدد حتى أنهينا الشواء الخاص، وتقع مدينة أورفيتو على بُعد ساعة بالسيارة، وتكتسي الكاتدرائية القوطية بأوراق الذهب وهي مبنية بشكل أفقي في خطوط بيضاء وسوداء، ولا ننسى أن مدينة أورفيتو تعرضت لاثنين من الانهيارات الأرضية وتعثرت في الماضي، وفي أسفل الشوارع هناك شبكة مكونة من 1200 كهف صنعها الإنسان، ويعود أقدمها إلى 2500 عام مضت، وتضم هذه الكهوف التي يزورها الجمهور مع المرشدين مصانع للزيتون والنبيذ وتخزين الجبن، وكانت أفضل الفصول لهذه الكهوف في العصور الوسطى عندما ضمت شبكة من مزارع الحمام، ويمكنك مشاهدة فتحات محفورة في الصخر للطيور لتجثم عليها، ويعد الحمام طائر مناسب للمزرعة، حيث يطير يوميًا لإطعام نفسه خارجًا من الكهف ثم يعود إلى الديار.
وأحب جورج وديزي سماع القصص الغريبة عن الطيور وعمال المصانع الأترورية، وتعد "سبوليتو" من الأماكن الجميلة للزيارة وهي تشبه فلورنسا بشكل مصغر دون حشود، وبنيت المدينة من الحجر الأبيض، وتعود الكاتدرائية في المدينة إلى القرن 12، وخرجت الكاتدرائية من تحت الأنقاض الرومانية المستصلحة، إلا أن المكان يحظى بنوع من السلام حيث يمكنك سماع أصوات الخطى والعصافير وأصوات المحادثات في الساعة 4 مساءً.
أرسل تعليقك