صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تشهد أكبر حملة تنظيف لشوارعها تحت شعار "المكانس لا البنادق"

صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم

مدينة صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم
صنعاء - عبد الغني يحيى

هناك ما هو أكثر من العنف في العاصمة اليمنية، من صوت المآذن الساحر وموسيقى العود للسكان الذين يتمتعون بالمكانس، وليس البنادق في محاولة لتنظيف مدينتهم. ليس هناك يوم يمرُّ في صنعاء لا تسمع فيه اللحن الساحر من المآذن. ففي الوقت الذي يعطي فيه الليل الطريق إلى مؤشرات مبكرة لضوء الصباح، تسمع الأصوات المخلوطة من الثناء والصلاة تتصاعد من المآذن التي تحيط بك، وعادة ما يقوم بها كبار السن من الرجال معلنين ولادة يوم جديد. ويجتمع المواطنون للصلاة الأولى في اليوم، قبل أن يتفرقوا في جميع أنحاء المدينة للذهاب إلى أعمالهم اليومية.

صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم

 جميع الطرق داخل المدينة تقودك إلى مسجد صالح، وهو الأكبر في اليمن. الذي بناه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وانتهى منه في عام 2008، وكان من المفترض بناؤه من أمواله الشخصية، وبالتالي اسمه تكريما له. ويضم ست مآذن ضخمة شاهقة في واحدة من الساحات الرئيسية في المدينة، القاعة الرئيسية تغطي وحدهت 13500 متر مربع ويمكن أن تضم أكثر من 44 ألف شخص. أفضل رؤية للمسجد يمكن أن تراها من فوق أسطح المنازل في المدينة القديمة.

 وفي عام 2011، أثناء الصراع الأخير، أخذ مراد أعزب، وهو فنان الغرافيتي اليمني (واحدا من عدد قليل جدا في البلاد) على عاتقه استخدام الجدران التي مزقتها الحرب للتعبير الفني. حيث يرى أن الرسم هو رسالة السلام والجمال فوق الموت والدمار، ونظم عدة حملات فنية، ودعا الناس للانضمام إليه في الشوارع، للسماح لأسوار المدينة التي تضررت أن تتحدث ويصل صوتها لشعب صنعاء. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية فن الكتابة على الجدران، لا سيما بين الشباب. في عمر 28 عاما، مراد كان أول فنان شارع ملحوظ هنا، وفي أبريل/نيسان عام 2014، فاز بجائزة السلام في الفن من "مؤسسة فيرونيسي"، وهي جائزة سنوية تذهب لفنان يعمل على تعزيز السلام من خلال عمله.

 صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم

داخل المدينة القديمة الأسطورية لصنعاء، والسوق التاريخي المعروف باسم سوق آل الملح ستجد كل ما هو فريد وجميل في المدينة، شوارعها الصغيرة بمبانيها التقليدية، وينقسم إلى عدة أقسام كما أنك ستجد فيه جميع الأنواع من الذهب والفضة للزبيب والتوابل إلى مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والحلي. كما أن لديه بعضًا من أفضل وجبات الإفطار في المدينة بأكملها.

 بعد ظهر كل يوم، اليمنيون يتجمعون للتمتع بتناول القات. إنه النشاط التقليدي الذي يعود الى مئات السنين، حيث اكتشف القات، وهو منشط من أوراق النبات الخفيفة التي تمضغ، لأول مرة. حيث يجلس اليمنيون ويسترخون، ويستمعون إلى موسيقى العود اليمني والدردشة حول كل شيء في حياتهم الشخصية إلى الرياضة والسياسة.

 صنعاء هي المدينة التي تستيقظ قبل أن تفعل. إنها واحدة من تلك الأماكن التي لا تتركها دون أن تحمل بعض من البريق معك، رائحة التوابل بها، والغناء من الباعة المتجولين، وصوت الأغاني من العود اليمني التي تتخلل الحياة اليومية. وليس هناك مكان أفضل لتجد كل هذا إلا في سوق نجوم الوسطى، ويقع على الجانب الشرقي من المدينة. ويحتوي سوق نجوم أيضا على العديد من محلات بيع الحيوانات البرية، فإنه ليس لضعاف القلوب.

 

في مارس/آذار 2010 أصبح زواج الأطفال مناظرة حاسمة في شوارع المدينة بعد عدة قصص مأساوية، بما في ذلك سالي الصباحي، التي، بعد أن تزوجت في سن العاشرة، تعرضت للاغتصاب والضرب على يد زوجها الذي هو أكبر من ذلك بكثير، وإلهام البالغة من العمر 13 سنة، التي توفت في عام 2010 إثر نزيف داخلي بعد أربعة أيام من زواجها القسري. بعد الإدانة والحملات الخيرية من اليونيسيف ومنظمة المساواة الدولية، حكومة البلاد أخيرا بدت أنها على استعداد لإنهاء التقليد الصادم.

في فبراير/شباط 2011، بدأ نشطاء الشباب وطلاب الجامعات سلسلة من الاحتجاجات في الشوارع. وفي أعقاب ذلك، أكثر أفراد المجتمع، فضلا عن السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد، بدأوا يدعون إلى التغيير، فقد أرادوا استبدال النظام السياسي القائم، من أجل تحسين حياة الشعب اليمني.

 

وأدى ذلك إلى اشتباكات مسلحة، واعتقال كثير من الناس وقتلهم من قبل الجيش. في أوائل عام 2012، توصل الشعب والنظام إلى اتفاق برعاية دول التعاون الخليجي، الذي تم التوقيع عليه من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لإجراء انتخابات رئاسية جديدة. النتيجة: عبد ربه منصور أصبح الرئيس اليمني الجديد في فبراير 2012. الآن، خمس سنوات منذ أن سار في الشوارع، مطالب الشعب اليمني ما زالت لم تتحقق تماما. بدلا من ذلك، تحولت اليمن إلى ساحة حرب طويلة، حيث تنفجر القنابل بشكل أسبوعي.

 الدكتور عبد العزيز المقالح هو الشاعر الأكثر شهرة وبروزا في المدينة ويعرف بـ"شاعر أغرق في الحب" أو "الملهم". وهو مصدر إلهام كبير للشباب، وقال بعض من قصائده التي كان لها تأثير كبير على شباب ثورة 2011.

وتعاني صنعاء من أسلوب البناء الذي لا يمكن وصفها حقا إلا بأنه "عشوائيا"، إلا أن هناك مساحة خضراء محدودة في قلب المدينة. ومع ذلك، هناك إرادة قوية لدى المواطنين لتحسين مدينتهم، سواء كان ذلك من خلال حملات التخضير الصغيرة، أو الواضحة المنبثقة في جميع أنحاء المدينة.

 في ديسمبر/كانون الأول 2012، العديد من السكان المحليين شاركوا في أكبر حملة تنظيف شهدتها صنعاء في أي وقت مضى، والمعروفة باسم المكانس لا البنادق. بعد كل هذا العمل الشاق، المدينة بدت جميلة، وكانت هذه المشاركة الجماعية علامة كبيرة على قوة النشاط الجماعي في صنعاء.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم صنعاء عامرة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى أهلها لتطوير مدينتهم



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates