تيرانا ـ منى المصري
بدأت ألبانيا في الظهور كمقصد سياحي مُثير مع وجود الأنهار المذهلة والجبال الشاهقة ومواقع التراث العالمي لليونسكو، لكن تزداد المخاوف في تدميرها من خلال مشاريع ضخمة لبناء السدود.
تقول راشيل ديكسون، مُحرّرة السفر في صحيفة "الغارديان" البريطانية عن رحلتها الأخيرة إلى ألبانيا: "كنّا نركب القارب وكان طاقمه المؤلف من خمسة أفراد يتجول بجهد ثابت ليبقى على المسار.. كنا نتحدث عن امتداد نهر Vjosa، وهو نهر بطول 270 كيلومترا يبدأ في اليونان (حيث يطلق عليه Aoös) ويتدفق عبر ألبانيا وإلى البحر الأدرياتيكي إلى الشمال مباشرة من مدينة فلوره.. كنت في رحلة استكشافية لقضاء عطلة جديدة في جنوب ألبانيا والاستمتاع بمغامرة جديدة، واخترت الوجهة المثالية التي تتخصص في عطلات نهاية الأسبوع الطويلة للأماكن البرية في أوروبا وشمال أفريقيا، لكن هذه الرحلة لم تكن مجرد مغامرة ممتعة بل مجرد جزء من حملة لإنقاذ النهر الذي يتعرض لتهديد من السدود المقترحة، وسيسلط فيلم وثائقي يدعى "بلو هارت" من المقرر عرضه هذا الشهر، الضوء على الكفاح من أجل حماية الأنهار البرية الأخيرة في أوروبا، بمساعدة من السياحة البيئية الألبانية".
وأضافت ديكسون قائلة: "كنا هناك في أوائل آذار/ مارس، عندما كانت هذه الامتدادات الضيقة من المياه شديدة الخطورة، لكنها كانت مذهلة، وأعطت نكهة لرحلتنا بالنهر الذي يبدو كالأرض التي لم يمسها أحد"، مضيفة أنه في ظل الدكتاتور الشيوعي أنور خوجة، تمّ قطع ألبانيا عن العالم لما يقرب من 50 عامًا في فترة ما بعد الحرب، ولا تزال تشعر بأنها منطقة غير مستكشفة.
ومن خلال رحلة لثلاث ساعات فقط من المملكة المتحدة يمكنك التمتع بالأجواء الاسترخائية على ضفاف النهر ورؤية الجبال المغطاة بالثلوج، وسط هدوء تام حيث لا يوجد الكثير من الأشخاص هناك.
وأشارت ديكسون إلى أن نهر "Vjosa" هو آخر نهر بري كبير يتدفق في أوروبا خارج روسيا ويريد علماء البيئة إبقاءه على هذا النحو، كما أن لديهم رؤية لإقامة حديقة وطنية لتشجيع السياحة البيئية والتي تشتمل التجديف وصيد السمك وغيرها من الأنشطة.
كما يأمل العلماء في إقامة مشاريع جديدة على النهر، مثل منتجع مغامرات ألباني على نهر أوسوم بالقرب من تشوروفودا، والتي ستوفر أنشطة مختلفة، وألواح التزلج وغيرها، وتتميز جبال ألبانيا التي يصل ارتفاعها إلى 2800 متر، بإمكانيات هائلة للمشي لمسافات طويلة والتسلق والأمل هو أن سياحة المغامرات المستدامة ستوفّر مصدرا للدخل قابلا للتطبيق في البلاد.
وتعتزم الحكومة بناء ثماني محطات رئيسية للطاقة الكهرومائية في منطقة نهر Vjosa، و20 محطة أخرى على روافده كجزء من مشروع ضخم للطاقة المائية في البلقان، ومن المخطط إنشاء أكثر من 500 محطة للطاقة الكهرومائية في ألبانيا، من بين 3000 محطة في المنطقة الأوسع. وتشمل العواقب فقدان الموائل والأنواع النادرة والفيضانات وتآكل السواحل وإعادة التوطين الإجبارية، وتقول محررة "الغارديان": "2018 هو عام حاسم في نهر Vjosa، وستكون هناك دعاوى قضائية، وضغط على الحكومة، ودراسات علمية، واحتجاجات يقودها مشاهير والنشطاء الألبانيين والمشغلين المحليين كجزء من إنقاذ النهر".
إلى جانب التجديف، يمكنك استكشاف الكثير من مواقع البلاد السياحية، بداية من الساحل إلى المواقع التاريخية، ومن أبرز معالم مدينة بوترينت القديمة، وهي موقع تراث عالمي تابع لليونسكو على شبه جزيرة مذهلة، بين بحيرة وقناة تؤدي إلى مضيق كورفو. بعد رؤية المسرح والمعمودية والبقايا الأخرى في المدينة، يمكنك الاستمتاع بزيارة قلعة علي باشا، وهي حصن جزيرة سميت باسم الحاكم العثماني.
يُوفّر ساحل ألبانيا والبحر الأيوني الذي يبلغ طوله 426 كم رياضة المشي لمسافات طويلة، كما أن منتجع ساراندا، وهو المنتجع الرئيسي على الريفييرا الألبانية، مبني بعناية ليوفّر عطلة مثالية لكن ليس عليك الذهاب بعيدا للعثور على الشواطئ البكر والمشي على قمة الجرف، كما يمكنك أن تجد بعض الحانات والمطاعم الصيفية على الشاطئ ذات الرمال الذهبية والمياه الفيروزية.
يمكنك البقاء في أحد منازل بيشتان وهي قرية صغيرة قريبة من نهر Vjosa، وبحلول النهار انتقل إلى نقطة مراقبة حيث يلتقي النهر مع أحد روافده، وستجد المشهد يستحق تحدي جسر خشبي متهالك فوق الوادي. في الليل، اجلس تحت النجوم في حديقة قروي، واستمع إلى الأغاني الشعبية من قبل الرعاة المحليين.
في منتجع Benja الصحي الطبيعي، بالقرب من مدينة بيرمت، ستجد حمام سباحة دافئ على ضفاف النهر.
أرسل تعليقك