لشبونة ـ لينا عاصي
تشبه جزيرتا ساو تومي وبرينسيبي المجاورة، بضع بقع من الحبر قبالة الساحل الغربي لأفريقيا، ساو تومي هي تلك المستعمرة البرتغالية السابقة على خط الاستواء مباشرة، السياحة فيها غير معروفة ولكن الجزر جميلة، مع الجبال السجية في الغابات المطيرة، والشواطئ المنعزلة المهدبة مع بساتين جوز الهند المنتشرة في المنطقة.
أفضل طريقة للوصول إلى هناك هي رحلة مباشرة من لشبونة تستغرق 12 ساعة، وتقع الجزر في الجنوب من بريطانيا، إلا أنهما يشتركان في نفس المنطقة الزمنية، برينسيبي، هي أصغر الجزيرتين، حوالي نصف حجم جزيرة وايت، إنها رحلة تستغرق 35 دقيقة من ساو تومي وتشعرك وكأنك معزولا في صحراء الجزيرة الخاصة.
ويوجد فندق صغير مترف على الشاطئ، يدعى منتجع جزيرة بوم بوم الذي يقع فوق اثنين من الأشرطة الطويلة من الرمال في وسط الغابة، يتكون من 20 فيلا أو نحو ذلك من الخيزران مع شرفات مخفية على التلال أو أخرى تحيط بها الحدائق القريبة من الشاطئ، وهناك جسر خشبي للمشاة يؤدي عبر الماء إلى جزيرة بوم بوم، ويتصل بالأرض من خلال قضيب مفتوح من جانب ومطعم بني على البحر.
ويمرّ مدير النشاط روبن بين الجداول ليخبرك عن الرحلات، مع شابلن، وهو ببغاء أفريقي رمادي، يقبع فوق كتفه، ووقف الصيادين المحليين قبالة الفندق مع صيدهم في أول ضوء للشمس لتقديم الأسماك الطازجة كل يوم، جنبا إلى جنب مع الخضروات المزروعة محليا والأعشاب من روكا باشنسيا، وهي مزرعة قديمة في مكان قريب، وتنتشر مزارع الحقبة الاستعمارية في جميع أنحاء الجزيرة، التي يرجع بعضها لـ500 عام. أنها تشبه القرى الصغيرة، مع المنازل والمدارس والمستشفيات التي بنيت حول الفناء، ولكن معظمها مهجور، مع زراعة الأشجار من خلال العوارض الخشبية، ومع ذلك، واحد أو اثنين من تلك المنازل يتم تحويلها إلى فنادق مع نصف دزينة من الغرف.
وبالسفر على طول الساحل الغربي لبايا داس أجولهاس، لا يوجد هناك شيء لرؤيته باستثناء أميال من الغابة التي لا يمكن اختراقها، ولكن فجأة عند انقشاع الغيوم تنكشف القمم المتجانسة من الصخور وجبال سوجارلواف السوداء التي تتصاعد من أرض الغابة، ويتم كسر الصمت من خلال الصوت العرضي من صياح الطيور العالقة في الأشجار، ولا يحتاج مراقبو الطيور سوى بضع خطوات خارج مدخل المنتجع ليكونوا محاطين بالنساجون الذهبيون وكينجفيشيرس الزرقاء وطيور الشمس الصغيرة التي تنسج أعشاشها الهشة مع ما يشبه الفضة.
وبالتجول لمدة ساعتين خلال الغابات المطيرة، تأخذك إلى أطلال العاصمة السابقة ريبيرا إيزي في الخليج التالي، والتي ينصح بالتمهل في السير فيها، حتى لا تتعثر بفروع الأشجار والجذور التي تقابلك في طريقك. وسوف تفاجأ بأن كل ما تبقى من هذه المدينة القديمة، كنيسة عمرها 400 عام، وبعد تلك الرحلة الشاقة، قد ترغب في الجلوس بهدوء على الشاطئ في برايا جراندي في الظلام المحبر، على بعد بضعة أقدام منك، توجد السلاحف الخضراء تحفر حفرة عميقة لتضع بيضها.
أرسل تعليقك