روما _ ريتا مهنا
يوحي اسم "كورسيكا"، إلى الجبال، قطاع الطرق، الطعام الترابي ونابليون، تلك الجزيرة الشاهقة فرنسية الطباع تحت الشمس الإيطالية، وكما يصفها بلزاك، هي في الواقع تضم أصعب دروب المشي في أوروبا، وهي "GR20"، ويميل سكانها إلى الصراعات الدامية التي أعطت للعالم كلمة " vendetta"، وهي كلمة إيطالية تعني "الثأر"، أسواق القرية تقدّم وليمة النقانق البرية من لحم الخنزير والجبن اللاذع، العسل السميك والخمور القوية، في حين أن محلات بيع التذكار في العاصمة، أجاكسيو، تحمل في طياتها تحفًا فنية.
وتطلّ "كورسيكا" من الجنوب على بحر أزرق منقط باليخوت، والطريق الساحلي المزين بأشجار الصنوبر التي تظلل وجهتك إلى سردينيا، الخلجان الرملية المنقطة بالعائلات التي ترتدي القبعات المصنوعة من القش ويستمتعون بأشعة الشمس والمياه الصافية والنوم تحت الشمس، وعلى شكل عنقود عنب، كورسيكا هي فاكهة المسافرين حول العالم المترددين في تذوق تلك المدن الغريبة، وتستضيف الجزيرة المهرجان المجيد الذي يستمر إلى 15 يومًا من السباقات والحفلات المعروفة باسم كورسيكا كلاسيكي، بدأت في عام 2010، هذا السباق يقام حول الساحل من اجاكسيو على الساحل الغربي لسان فلوران في الشمال، وهناك أسطول رائع لليخوت الشراعية التراثية، وعلى الرغم من هالة الثروة والأنساب التي تأتي إلى سواحل كورسيكا، إلا أن المزاج هنا ليس نخبويا، وليس عليك أن تكون مليارديرا لتستمتع بالشواطئ هناك، الكل متّحد هنا في حماس للاشتراك في نشاطات الجزيرة من ركوب الأمواج إلى الاستمتاع بالموسيقى والرياح، كما أن ليس هناك مصاريف لدخول اليخوت إلى المياه الإقليمية للجزيرة، في حين يدفع كل عضو من الطاقم رسوم التسجيل 130 جنيهًا إسترلينيًا فقط، أما سباق القوارب في الميناء في بورتو فيكيو "المعروف باسم "سان تروبيه" كورسيكا" فهو يضم السفن الكلاسيكية ذات الخشب اللامع والتفاصيل الجلدية والمعدنية المصقولة.
ويعتبر سباق القوارب، من أفضل سباقات القوارب الكلاسيكية في الموسم، كما يوضح تاجر الفن الفرنسي آلان مواتي، الذي يبحر بسفينة شراعية طولها 62 قدم، غن، التي تم بنائها في ولاية كاليفورنيا في عام 1938، وأنّ "الطقس وساحل كورسيكا كلاهما جميل جدا، "وبطبيعة الحال، هناك حفلات، حيث تتكدس تدفقات الخمر مع الحليب بجانب الطاولات على رصيف الميناء مع الحلويات المحلية فريتيلي وغيرها، في حين أن ثلاثة من الطهاة الحاصلين على نجمة ميشلان من الجزيرة يقدمون مأدبة عشاء ذواقة في سان فلوران، وكان من المعروف أن البحارة ذوي الخبرة يحضرون إلى الرصيف ويشاركون في هذا الكرنفال البحري، أو لإجراء بعض الاتصالات.
وتقضي المراكب الشراعية نهارها في الإبحار والاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي تمر بينها، مثل القلاع الإيطالية الساحرة التي تحيط بها الخضرة، لتشعر بأنك في قصة خيالية من قصص أميرات ديزني، وفي الليل الاحتفال بين البحارة الذين يستمتعون بالشراب والطعام ونسيم الليل الجميل في ساحل كورسيكا، وفي اليوم التالي الأمر مختلف جدا، مع المؤتمر الصحفي أمام النصب التذكاري لسباق بونيفاسيو دو لا فيل على بعد أكثر من 13 ميلًا بحريًا، كورسيكا هي جنة المصطافين الراغبين في بعض من المغامرة والإثارة، ولكن على السائح التأكّد من احضار جميع الأدوات الضرورية للتغلّب على دوار البحر وبالطبع، ثوب البحر ونظارتك الشمسية.
أرسل تعليقك