لندن - ماريا طبراني
يبدو أن تلازم الأزياء والديكور صار أمرًا محسومًا ، حيث أن المسار الوظيفي بين الموضة وتصميم الأثاث والديكور أصبح تابع لمنصة باريس الشهيرة. واشتهر العديد من مصممي الأزياء الراقية باقتحام مجال الديكور والأثاث والأدوات المنزلية، من بيير كاردان إلى أليساندرو ميشيل ، الذي أعلن عن إطلاق معرض "غوتشي للديكور" على مستوى العالم الشهر المقبل، كما لا ننسى هؤلاء النجوم الذين بنوا منازل بأكملها، تسمح لك على حد سواء ارتداء ملابس وتجربة إسلوب الحياة لنفس المصمم مثل رالف لورين، جيورجيو أرماني وجياني فيرساتشي.
ولكن كينزو تاكادا ترك وتيرة لا هوادة فيها من حقائب اليد و أفضل الأزياء وراءه في عام 1999 عندما تقاعد عن العمل من دار الأزياء والعطور والعالمي الذي أسسه، للرسم بدوام كامل.
وقال تاكادا لصحيفة التلغراف البريطانية، عبر الهاتف من شقته في سان جيرمان في باريس، إنه سعيد لترك التصميمات المتعلقة بالموضة والأزياء وراء ، مضيفًا "أنا دائمًا أحب الموضة ومتابعتها ، لكنها صعبة وأنا فعلت ذلك لأعوام ، اليوم تحتاج فرق عملاقة وهو ما يعد طريقة شاقة جدًا من العمل ، إنها حياة جادة ، أنا لا أريد إنشاء مجموعات جديدة بعد الآن."
غير أن العلامة التجارية الفرنسية للأثاث "روش بوبوا" قد استحوذت عليه من التقاعد لتصميم مجموعة من أفضل الأقمشة لأريكة "ماه جونغ" التي صممها "هانز هوبر" في عام 1971 ، بعد عام من بدء علامة تاكادا كينزو.
وغادر الشاب الياباني كنزو تاكادا طوكيو في اتجاه باريس عام 1964 ، بهدف التعرف على عالم الموضة هناك، لمدة لا تزيد على ستة شهور ، لكنه وعكس توقعاته وخططه، استقر هناك لأكثر من خمسين عامًا، شيّد خلالها علامة من أشهر علامات الموضة، وإسما ليس في عالم الموضة فقط، وإنما في عالم الفن التشكيلي، وجمع التحف الفنية.
وقال كنزو "أنا أحب أننا بدأنا في كلاهما حينها، وأنا أحب فكرة الحداثة بالأثاث وخاصة الأرائك ، إنه لا يزال يشعر بالمعاصر وهي مستوحاة من تصاميم من كيمونوس القديمة البالية لمسرح نوح التقليدي فإن لديهم أنماط الأزهار والرسوم البيانية التي قد أعيد النظر فيها واعاد تشكيلها لتطبيقها على أي شيء يمكن أن يكون في المنزل" .
ويتبع تاكادا خطى مواهب الأزياء الأخرى مثل جان بول غوتييه وسونيا ريكيل ، التي توفت في أغسطس/أب الماضي، والبالغة من العمر 86 عامًا ، وكلاهما قد جددت سابقًا أريكة في وحدات في الأعوام السابقة.
وصور مؤسس كينزو تصاميمه من ألوان الجواش، لأنه يقول "يجلب المزيد من العمق" ، كما أنه لا يثق في أجهزة الكمبيوتر ، نقل مساعده إلى شكل رقمي ثم نقلهم إلى فريق في روش بوبوا، الذي حولهم إلى قماش الجاكار.
وساهم خليط الثقافات ومزيج الألوان فيبناء ستايل كنزو من خلال تشكيلاته النسائية والرجالية على حد سواء، لقد بزغ نجم كنزو للرجال في عام 1983، وأما بالنسبة للنساء فيحضر الكيمونو الياباني بلمسات عصرية، فيها كثير من التجديد في كل عروض أزياء كنزو، وأما القماش الذي غالبًا ما يعتمده، فهو المصنوع من الأنسجة التي تمنح النضارة وتوفر لمن يرتديها العصرنة ، وهذه هي الروح التي قامت عليها علامة كنزو منذ بدايتها، وتسمح لمتتبعي هذا العالم التمييز من نظرة خاطفة بين قطعة لكنزو عن غيرها ، لكن ما يميز كنزو في تقديم تشكيلاته الجديدة منذ بداياته هو تلك المهرجانات المرافقة لعروضه ، والتي كانت تهز المكان، وتحركه مثلما يفعل السيرك.
وتمتع تاكادا بهذه العملية إلى حد كبير ، حيث قام بتوسيع المجموعة لتشمل مجموعة من الخزف الغني بالألوان الذي يتميز بأشكال من المنسوجات ، ويعززها بأوراق الذهب أو النحاس الأحمر ، وهناك مجموعة إضافية من وسائد تكميلية.
وتابع تاكادا "أنا لا أعيش في مجرد منزل ولكنني أحب الأشياء التي تجلب الفرح والسعادة ، كما ان اللون مهم جدا للانسجام في المنزل" ، كما تعد أريكة كينزو تاكادا ماه جونغ والمجموعة التكميلية لروش بوبوا تنطلق في المتاجر من سبتمبر/أيلول.
أرسل تعليقك