لندن ـ ماريا طبراني
تطورت بعض الحرف الأكثر إثارة للاهتمام، في السنوات القليلة الماضية، والتي ربما تشكل طفرة مذهلة في مجال الديكور والتصميمات الداخلية، وتعدّ الحرف المبتكرة من التحف المستقبلية والتي ستغير الكثير من المفاهيم الحديثة في ديكور المنازل.
ومنذ تأسيس استوديو "Forest + Found" شرق لندن قبل أكثر من ثلاث سنوات، أصبح الفنان النسيجي أبيجيل بوث وعامل الخشب ماكس بينبريدج، معروفان باستخدامهم الموارد الطبيعية حيث يمزجان أصباغ النسيج الخاصة بالنباتات واللحاء، في حين أن بينبريدج يصنع الأوعية من الخشب المنتج محليًا.
وستعرض منتجاتهم هذه السنة كجزء من معرض "كولكت أوبين"، حيث يعرض صناع العمل الحرفي اعمالهم. وقال بوث "أنا أصنع حائطا معلق طوله أربعة أمتار، وماكس يصنع من البلوط إطارات يصل طولها إلى متر. وأضاف "أنهم أكبر القطع التي قمنا بها على الإطلاق، وإن منسوجاتي مجردة؛ فمواد ماكس هي أكثر رسوخا، ولكننا نسعى إلى الربط الأساسي بالمواد الخام والطبيعة".
وأضاف بينبريدج "هناك مجال أكبر لاستخدام المواد، سواء كان ذلك من خلال تكسير الخشب أو تزين القماش". وتابع "أنه يضيف جوهر البرية إلى اعمالنا". وقد جرب الاثنان تقنيات جديدة أيضا: بينبريدج، الذي يعمل عادة مع الأدوات اليدوية، ويستخدم أيضا مخرطة، وإدخال الطباشير الأحمر من نورفولك في عملية الصباغة للأخشاب.
وعلى صعيد آخر تعمل ايزابيل مور، صاحبة متجر "Craft Scotland" التي تدرب في كلية بارنهام في جامعة جون ماكيبيس، على تصنيع الكراسي لأكثر من عقدين. لم تكن لتفعل إلا أنها قرأت كتاب المصمم الصناعي النرويغي بيتر أوبسفيك ريثينكينغ، الذي يعتبر فكرة أن الأثاث وسيط بين العمارة والملابس، وأنها كانت مصدر إلهام لدمج المنسوجات في عملها.
والنتائج، بعد عامين من العمل، تشمل كرسي بيضاوي الشكل منسوجًا ومقعدًا البلوط. وقالت مر: "أنا أحب تباين المعادن والخشب مع ليونة النسيج"، وصناعة الإطارات من البلوط، ثم نسج المقاعد باليد مع الألياف البلاستيكية التي تستخدم غالبا لشباك الصيد ومظلات القفز بالمظلات".
وتشمل قطع الأثاث الأخرى أرجوحة نحاسية ورماكة مصنوعة من الخشب الرقائقي والبلاستيك المعاد تدويره وطاولة طعام من خشب البلوط، ولكنها كراسي تستخدمها لتجربة مفاهيم التصميم الجديدة. والتحدي مع الأثاث هو الجمع بين العناصر النحتية والعملية. من ناحية أخرى، نجد زجاج لويس طومسون، في مجموعته الجديدة تظهر تكوين جديد يضم ثلاثة عناصر، كل منها مع التجاعيد والمنحنيات التي تشير بمهارة العمل الحرفي.
وعلى الرغم من أن طومسون كان يعمل في الزجاج لأكثر من 30 عاما، قال إنه درس الماجستير في صناعة السيراميك والزجاج في الكلية الملكية للفنون والذي أكمله في عام 2011 باعتباره خطوة "تغيير مهنته". يقول: "لقد حان لي أن أعيد التفكير في نهجي تجاه الزجاج والتفكير بشكل أوسع حول الإمكانيات الإبداعية للمواد". والتقى المصمم الدنماركي هان إنيمارك، الذي كان يتعاون معه من خلال العمل المستوحى من كرات الثلج وحلي عيد الميلاد.
وواصل تومسون "عندما نسقط القضبان داخل الزجاج فإنها تنحني وتحرك ولكنها لا تذوب، مما يسمح لنا ببناء هيكل مثير للاهتمام".
وعاش الخزفي البريطاني المولود في مصر أشرف حنا بالقرب من شاطئ نيوجيل في بيمبروكيشاير لمدة 18 عاما تقريبا، لذلك ليس من المستغرب أن المناظر البحرية الرملية والغابات الكثيفة في ويلز قد وجدت طريقها إلى عمله. و قال "عاصفة في نيوجال قبل أربع سنوات نقلت الرمال على الشاطئ واكتشفت انه أصبح غابة متحجرة". "كنت أرغب في استخدام ظلال الأسود والرمادي التي تم الكشف عنها في تلك العاصفة".
و حنا يشكل ويصمم قطع الخزف باليد باستخدام ألواح من الطين اللينة، من ثم إضافة طبقات كما يريد. ثم يكرر صقلها ثم يطلقها مرات عدّة بين إضافة طبقات رقيقة من الطين.
أرسل تعليقك