حذَّر الأعضاء البارزون من حزب "المحافظين" البريطاني، من تسليم بوريس جونسون مقاليد السلطة بعد المجد الذي حققه في الإستفتاء وخروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ظهر فيه ديفيد كاميرون بوجهٍ عابس أمس خلال الإحتفال بيوم القوات المسلحة.
وبينما يقضي رئيس الوزراء البريطاني المائة يوم الأخيرة له في منصبه، فقد شوهد بطل التصويت لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي وهو يغادر منزله في "اوكسفوردشاير" Oxfordshire، وسط حديث عن تخطيطه لخوض تحدي القيادة المشتركة مع مايكل غوف.
وكان كاميرون قد أعلن عن إستقالته كرئيس للوزراء صباح أول أمس، عقب ظهور نتيجة الإستفتاء بشأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وتعرضت حملته لهزيمة مفاجئة، إثر إجماع 1,3 مليون مواطن بريطاني شاركوا في الإستفتاء على التصويت لصالح الخروج بنسبة 52 بالمائة مقابل 48 بالمائة لصالح البقاء.
ومع بدء الإنتخابات على رئاسة حزب المحافظين، فإن وزيرة الداخلية تيريزا ماي تعد بديلاً قوياً للسيد جونسون، في حين يفكر وزراء التعليم نيكي مورغان و العمل وشؤون التقاعد ستيفن كراب في خوض السباق. أما المستشار جورج أوزبورن الذي ينظر إليه منذ فترةٍ طويلة على أنه أنسب من يخلف السيد كاميرون، فمن الممكن خوضه السباق. ولكن بعد ظهوره على الجانب الخاسر في الإستفتاء، وتقديمه ميزانية كارثية في آذار / مارس، فإن الكثيرين يرون بأن مسيرته تتهاوى.
وتشير قواعد حزب المحافظين إلى أن رئيس الوزراء المقبل سوف يتم إختياره بواسطة 150الف فقط من أنصار الحزب، وذلك بعد الوصول إلى قائمة مختصرة للمتنافسين مكونة من إثنين. وتجتمع لجنة 1922 من نواب حزب المحافظين يوم الإثنين من أجل تحديد جدول زمني لإنتخاب القيادة مع إختتام مؤتمر الحزب في تشرين الأول / اكتوبر.
ورفض السير آلان الإقتراحات التي تقول بأن الزعيم الجديد يجب أن يكون من المؤيدين لخروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي، وصرح خلال حديثه في برنامج Today programme على إذاعة "بي بي سي الرابعة" BBC Radio 4 بأن هناك حاجة إلى الإستقرار والمصداقية والكفاءة، والتي تتمثل في شخصٍ ما يكون قادرًا على إدارة السياسة الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أنه لن يدعم السيد جونسون، نظراً لأن شعبية عمدة لندن السابق سطحية، ولن يكون آهلاً لشغل ذلك المنصب فترةٍ طويلة.
وأضاف السير آلان أن هذه هي حملة القيادة السادسة أو ربما السابعة التي يشارك فيها، فيما يعتقد بأن ما يجب حدوثه هو ضرورة نظر كل نائب من حزب المحافظين إلى المستقبل على المدى الطويل للبلاد في ما يتعلق بمختلف القضايـا. وبسؤاله عن السيد أوزبورن الذي واجه غضبًا من النواب بعد سلسلة من التحذيرات بشأن الأثر الإقتصادي على خلفية خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي بما في ذلك ميزانية الطوارئ القاسية، قال السير آلان بأنه يشعر بالأسى تجاهه على المستوى الشخصي، وسوف يكون من الصعب توليه ذلك المنصب بعد موقفه هذا.
وصرَّح مصدر رفيع لصحيفة "التايمز" The Times بأنه كان هناك إستعداد لدى الكثيرين من نواب حزب المحافظين لمحاولة وقف السيد جونسون حتى لا يصبح زعيمًا ورئيس وزراء.
وقال مايكل فالون "لم ننسحب من العالم " ولدى بريطانيـا إلتزامات تجاه حلف شمال الأطلسي، وسوف تستمر في مساعدة أوروبـا للوقوف في وجه روسيـا من خلال طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني و كذلك الجنود البريطانيين، وسوف تستمر الطائرات والقوات البريطانية في حماية حدود شرقي أوروبـا من العدوان الروسي تحت مظلة حلف الناتو بحسب ما أصر أمس مايكل فالون.
وكشف وزير الدفاع الذي كان من الداعمين لبقاء بريطانيـا في الإتحاد الأوروبي عن قضائه الصباح بعد إنتهاء التصويت لصالح الخروج في التحدث إلى الحلفاء من أجل طمأنتهم بأن بريطانيـا لن تتخلى عن العالم.
وأكد فالون على أن النتيجة الصادمة للإستفتاء لن تضعف من إلتزام بريطانيـا أو أمنها تجاه التحالف العسكري، حيث تستمر طائرات سلاح الجو الملكي من طراز تايفون Typhoons في مهام التحليق أعلى دول البلطيق. كما أكد على أن قمة حلف شمال الأطلسي خلال إسبوعين سوف تشهد تفاصيل بزيادة عدد القوات البريطانية المشاركة. وقال في حديثه إلى شبكة "سكاي نيوز" Sky News بأن بريطانيـا لا تدير ظهرها إلى العالم.
(جيرمي كوربين يتعهد بالقتال من أجل وظيفته علي خلفية مواجهته محاولة يتبناها 200 نائباً بالبرلمان من أجل إنهاء قيادته لحزب العمال عقب التصويت بخروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي)
وأصر جيرمي كوربين أمس على أنه مستمر في قيادة حزب العمال، وسوف يواجه بقوة محاولات الإطاحة به والمزاعم التي تشير إلى تحمله نتيجة الإستفتاء في أعقاب إنتهاء التصويت لصالح خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي. وحاول كوربين العودة إلى سابق عهده من خلال خطابه عن الهجرة، ناقش فيه بشكل غير مسؤول ضرورة تركيز الحكومة في تأثير المهاجرين على الخدمات العامة.
وفي حال إجراء إقتراع سري يوم الثلاثاء، فمن المتوقع تأييد ما يصل إلى 200 نائباً من حزب العمال إقتراحاً بسحب الثقة من السيد كوربين. وإدعى النائب عن حزب العمال فرانك فيلد بأن السيد كوربين يتعين عليه إعلاء مصلحة الحزب والتخلي عن قيادته.
(مذكرة لإجراء إستفتاء ثاني تحصل علي مليون توقيع في يوم : سوف يكون علي النواب مناقشة المطالبات في أعقاب المزاعم بأن عدد المشاركين في التصويت علي خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي لم يكن كبيراً بشكلٍ كافٍ)
وقَّع ما يزيد عن مليون شخص مذكرة لإجراء إستفتاء ثانٍ بشأن البقاء في الإتحاد الأوروبي، بعد يومٍ من التصويت التاريخي الذي ذهب لصالح خروج بريطانيـا. مما يجعلها أكثر شعبية من أي وقت مضى ليتم تسجيلها على الموقع الإلكتروني للبرلمان، وسوف يضطر النواب للنظر في الإقتراح داخل البرلمان هذا الصيف.
وكانت المذكرة التي طلبت إجراء إستفتاء ثانٍ قد اعتبرت بأن نتيجة التصويت لصالح الخروج كانت أقل من 60 بالمائة، بينما شارك في الإستفتاء أقل من 75 بالمائة. فقد حقق التصويت التاريخي لصالح خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي نسبة 51,9 بالمائة مقابل 48,1 صوتوا للبقاء. وكان هامش التصويت 1,269,501 صوت، بنسبة مشاركة بلغت 72,2 بالمائة في الإستفتاء، وهي النسبة الأعلى من أي إنتخابات عامة منذ عام 1992.
وقد كشفت نتيجة الإستفتاء عن وجود إنقسامات صارخة بين الصغار والكبار، وكذلك المناطق الواقعة في الشمال والجنوب، والمدن والمناطق الريفية، والمواطنين من خريجي الجامعات، والآخرين حاملي مؤهلات أقل.
( مغادرة المفوض البريطاني في الإتحاد الأوروبي مع تقديم يونكر وعداً بأن يحل محله بريطاني آخر)
وأعلن المفوض البريطاني في الإتحاد الأوروبي عن أنه سوف يتخلى عن منصبه على خلفية إتجاه نتيجة التصويت في إستفتاء يوم الخميس لصالح خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي. وأعرب اللورد هيل من أوريفورد Oareford عن خيبة أمل كبيرة من نتائج التصويت، بعدما كان مقتنعاً بأن بقاء بريطانيا عضوا في الإتحاد الأوروبي في صالح مكانتها وإقتصادها.
ومن المقرر أن يستمر هيل في العمل كمفوض للإستقرار المالي حتى 15 من تموز / يوليو من أجل السماح بتسليم منظم لمسؤولياته إلى نائب رئيس المفوضية فالديس دومبروفسكيس من لاتفيا Latvia. فيما ذكر رئيس المفوضية جان كلود يونكر بأن بريطانيـا لا يزال لديها الحق في مقعد داخل المفوضية بينما هي عضو في الإتحاد الأوروبي. موضحاً بأنه على إستعداد لإجراء محادثات ' عاجلة ' مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للإستقرار على بديل.
وأضاف يونكر بأن قراره بتسليم حقيبة الإستقرار المالي لبريطانيـا في عام 2014 كان بمثابة إشارة لثقته في عضوية المملكة المتحدة داخل الإتحاد الأوروبي، ولكنه أعرب عن أسفه لتغير الوضع في الوقت الحالي. وأشار يونكر إلى أنه حاول إقناع اللورد هيل بالبقاء كمفوض وإعتباره أوروبيا و ليس فقط مفوضاً بريطانيـاً، ولكنه في النهاية يتفهم قراره ويحترمه.
أرسل تعليقك